×

صيدا تحتضن يوم التضامن للعائلة الروحية اللبنانية

التصنيف: المرأة

2013-10-28  05:19 ص  973

 

مشبوكو الأيدي متكاتفون، سار ممثلو الطوائف الروحية اللبنانية جنباً الى جنب تحتضنهم احياء صيدا القديمة التي رغم ضيق شوارعها اتسعت لتحتضن كل الوطن.
مسلمون ومسيحيون، من الجنوب والجبل وبيروت وسائر المناطق اللبنانيّة، وقادمون من سوريا، جمعتهم مدينة العيش الواحد تأكيداً لرسالتها في التنوع ودورها الزاخر بتراثها الروحي الأصيل. رفعوا معا دعاءً مشتركا الى الله سائلين من قدرته الجليلة المعونة لمتابعة التقدّم معًا في مسيرة المصالحة وتضميد جراح الماضي بين كافة أبناء الوطن، والشهادة المشتركة للتضامن الاجتماعي والروحي الذي يدعونا الله الى أن نعيشه لنكون أمينين على رسالتنا الروحيّة وهويّتنا الوطنيّة.
اما المناسبة فكانت انعقاد اللقاء الوطني السابع للتضامن الروحي بين اللبنانيين، مسيحيين ومسلمين بدعوة من مؤسسة اديان وجمعية المقاصد الخيرية الاسلامية في صيدا ومركز الدراسات الاسلامية المسيحية في مطرانية صيدا للروم الملكيين الكاثوليك تحت عنوان "معا نتجدد بالرحمة الالهية ونجدد بها تضامننا "، حيث سبق اللقاء صلاة مسكونية مشتركة للمسيحيين في كاتدرائية مارنقولا للروم الكاثوليك وادعية مشتركة للمسلمين في مدرسة عائشة ام المؤمنين قبل ان يلتقي المشاركون داخل احياء صيدا القديمة وينطلقوا معا سيرا على الأقدام باتجاه خان الافرنج بينهم المطرانان ايلي حداد وشكر الله نبيل الحاج وممثل المفتي الشيخ سليم سوسان القاضي الشيخ محمد ابو زيد وممثل المفتي الشيخ محمد عسيران الشيخ ثائر النجفي، عضو المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي ابي المنى، وممثل مؤسسة العرفان التوحيدية الشيخ نجيب الصايغ وممثل المطران الياس نصار الأب الياس حداد وممثل المطران الياس كفوري الأب نقولا باسيل ومحافظ الجنوب نقولا بوضاهر ورئيس مؤسسة اديان الأب فادي ضو ورئيس جمعية المقاصد الخيرية الاسلامية في صيدا المهندس هلال قبرصلي.
وخلال انتقالهم الى الخان، تولى القاضي ابو زيد شرح تاريخ والخصوصية التعايشية لكل شارع مروا به، بدءا من سوق الصاغة القديم مرورا بسوق النجارين ووصلا الى حي البازركان. وانضم اليهم في خان الافرنج كل من المفتي الشيخ سليم سوسان والمفتي الشيخ محمد عسيران وممثل الرئيس فؤاد السنيورة طارق بعاصيري وممثل النائب بهية الحريري علي الشريف، منسق عام تيار المستقبل في الجنوب الدكتور ناصر حمود وقائم مقام جزين هويدا الترك والسفير عبد المولى الصلح واسرة مؤسسات المقاصد التربوية وحشد من الفعاليات والهيئات التربوية والثقافية والاجتماعية من صيدا والجوار.
واستقبل تلامذة مدارس المقاصد المشاركين بلوحات تعبر عن العيش المشترك والوحدة الوطنية قاموا برسمها داخل ممرات خان الافرنج.
وبعد عرض فيلم وثائقي عن الايام الوطنية للتضامن الروحي وشريط مصور تحدث فيه رؤساء الطوائف الروحية في منطقتي صيدا وجبل لبنان واكدوا خلاله على اهمية التلاقي والتضامن الروحي ونبذ الاحقاد والتفرقة.
وتحدث رئيس مؤسسة اديان الاب فادي ضو فلفت الى ان اللقاء في صيدا اليوم بما يمثل من تنوع روحي واجتماعي انما يفتح فسحة من الرجاء لقدرة المؤمنين التعالي على الجراح والتمسك بالثوابت الروحية والوطنية وقال: نلتقي في هذا اليوم المبارك في صيدا تحت عنوان الرحمة والوطن لا يزال جريحا ينزف في طرابلس كما وفي قلوب ابنائه المتألمين من غياب الأمن والاستقرار وامتداد العنف الذي يهدد العيش معا بسلام وحرية. وتتوجه افكارنا وقلوبنا ايضا الى سوريا المتأملة من نزاع مولد للمآسي من قتل وتجير ودمار وخوف على المصير. ويهدف هذا اللقاء الى الاضاءة على قيمنا الروحية المشتركة والتاكيد معا على الالتزام بها وتطبيقها في حياتنا اليومية الخاصة والمشتركة ولعل اخطر ما نواجه من تحديات في مجتمعنا هو التناقض بين القول والعمل وبين التعاليم والمواقف وبين القيم والسلوك.
وكانت شهادة مقاصدية في التربية على العيش المشترك لرئيس جمعية المقاصد الاسلامية في صيدا المهندس هلال قبرصلي تحدث فيها عن تاريخ مدينة صيدا ومدارس المقاصد ومسيرتها في دعم التربية على العيش المشترك والتي لا تزال مستمرة على هذا النهج حتى يومنا هذا وقال: صيدا مدينة العيش المشترك بين جميع طوائف الوطن، اثبتت ذلك خلال تاريخها الطويل قديما داخل اسوار المدينة القديمة حيث كان الصيداوي لأي طائفة انتمى يمارس شعائره الدينية في الجوامع والكنائس بحرية مطلقة. لافتا الى ان جميعة المقاصد عبر تاريخها جسدت العيش المشترك بمؤسساتها ورسالتها التربوية والثقافية والانسانية. وعملت ولا تزال على التطبيق العملي للشرعة الوطنية للتربية على العيش المشترك في ظل المواطنة الحاضنة للتنوع الديني.
كما كانت كلمة لرئيس لجنة الحوار المسيحي - الاسلامي بإسم مركز الدراسات الاسلامية المسيحية في مطرانية صيدا للروم الملكيين الكاثوليك جورج سليمان الذي اكد ان صيدا هي مدينة للحضارة والتاريخ والعيش المشترك، عائلة واحدة لجميع الطوائف تتقاسم فيها مر الحياة وحلازتها، لم تعرف التطرف ولم تفرق بين الواحد ولآخر، فالجميع فيها بوتقة واحدة. كل واحد يمارس شعائره الدينية وعاداته بحرية تامة بمشاركة الآخر وتضامن كامل، في مدارسها كان هذا الخليط من الطوائف، كان الأبونا سليم يعلم المسلمين والشيخ يعلم المسيحيين.
وجريا على عادتها في كل عام قدمت مؤسسة اديان جائزة التضامن الروحي السنوية والتي قدمت هذا العام لجماعة الآباء اليسوعيين في حمص سوريا تقديرا لجهدهم وما يقومون به في سبيل الحفاظ على وحدة المجتمع السوري بالرغم من ظروف الحرب والانقسامات الطائفية في سوريا حيث تسلم الجائزة الاب زياد هلال بمشاركة رؤساء الطوائف الروحية الحاضرة وكانت كلمة له بالمناسبة توجه فيها بالشكر لمؤسسة اديان على هذه اللفتة الكريمة ومستعرضا لظروف الحرب والعنف في بلده... وقال: آتيكم من مدينة حصد الخراب نصفها وكاد الحقد ان يقتلع نصفها الآخر، هجرها كثير من الأهلين ومن تبقى منهم بات يعيش في ترقب مستمر للرحيل، فالوضع الانساني صعب وخطير ورغم ذلك تجدون اناساً قرروا مد جسور بين جذور التشبث بالأرض الطيبة واجنحة الرحيل.
والقى رئيس اللجنة الثقافية في المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي ابي المنى قصيدة من وحي المناسبة تناول فيها معاني العيش المشترك واحترام وتقبل الراي الاخر وتوجهاته الروحية وتضامن الجميع فيما بينهم بالرغم من اختلافاتهم.
واختتم الحفل بتلاوة "رسالة اللقاء "من قبل كل من القاضي الشيخ محمد ابو زيد والشيخ ثائر النجفي والأب اغابيوس كفوري والتي اكدت على الايمان المشترك بالله وحاجة الجميع الى الرحمة الالهية والخروج من دوامة الانتقام والعنف وتوطيد اواصر التضامن والوحدة عبر التعالي عن الاساءات المتبادلة والاخطاء والتحرر من الاحقاد وتجديد الثقة والعهد بصدق وشفافية واخلاص.
ثم ادى الحاضرون مسلمين ومسيحيين عهدا مشتركا اكدوا فيه تضامنهم الروحي ووحدتهم الوطنية والتقدم معا في مسيرة المصالحة وتضميد جراح الماضي بين كافة ابناء الوطن.
وتخلل الحفل نشيد "تا يبقى لبنان" لتلامذة برنامج الوان ونشيد "السلام" لتلامذة مدارس المقاصد.

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا