"الأوطان لا تبنى بالتعصب والتطرف وبالإنزلاق وراء الأهواء الشخصية ، وانما بالعمل الجاد والمسؤول ، وعندما نضع الوطن فوق الجميع ، عندها يبقى الوطن ويبقى للجميع ، ولكن عندما يضع الجميع انفسهم فوق الوطن فمن المؤكد ان الوطن سيضيع ويضيع معه الجميع ".

بوهج هذه الكلمات للرئيس الشهيد رفيق الحريري احيا طلاب ثانوية رفيق الحريري ومدرسة الحاج بهاء الدين الحريري في صيدا الذكرى التاسعة والستين لميلاده في 1 تشرين الثاني 1944 ، بسلسلة انشطة اقيمت بالمناسبة في المدرستين واستحضر فيها الطلاب المسيرة الوطنية والانسانية لصاحب الذكرى والقيم والمبادىء التي آمن بها واستشهد من اجلها .وذلك في سياق برنامج انشطة تشهدها المدينة بالمناسبة .

في ثانوية رفيق الحريري في صيدا شكل الطلاب بأجسادهم لوحة تعبيرية تجسد قيم السلام والتسامح التي شكلت ايضا شعارا لعدة انشطة اقامتها اسرة المدرسة لمختلف المراحل التعليمية . وقام الطلاب اختيار مقتطفات من مواقف واقوال للرئيس الشهيد وانجازاته من وحي هذه المعاني والقيم وقاموا بكتابتها وربطها ببالونات بيضاء واطلاقها في السماء مرددين النشيد الوطني اللبناني  .

كما قام التلامذة بتزيين حديقة الشهيد رفيق الحريري داخل حرم المدرسة وكتابة قصاصات تعبر عن قيم ومبادىء السلام والتسامح وعن المفاهيم الوطنية والانسانية التي شكلت عنوانا لعمل وانجازات الرئيس الشهيد على مختلف الصعد.

وقالت المديرة رندة درزي الزين : في ذكرى ميلاد الرئيس الشهيد رفيق الحريري رأينا ان من اول واجباتنا التذكير بالقيم التي عاش واستشهد من اجلها خاصة وانها مدرسته التي تحمل اسمه ولنغرس هذه القيم في نفوس وقلوب الجيل الجديد ولنعاهده على متابعة المسيرة التي نعتز بأننا جزء منها ونفتخر بأننا سنكملها من خلال الأجيال الجديدة . وهناك عدة انشطة تستمر حتى 16 تشرين الثاني لتتوج باحياء يوم التسامح العالمي ، وجميعها تحت شعار المواطنية والسلام والتسامح ..

وفي مدرسة الحاج بهاء الدين الحريري تميز إحياء ذكرى ميلاد الرئيس الشهيد هذا العام بزخم كبير عبرت عنه مشاركة مئات الطلاب من مختلف المراحل والأقسام بفقرات تعبيرية وانشادية وفنية وتراثية ورياضية ، وكلمات وقصائد من وحي المناسبة القاها بعض التلامذة ، ومشهديات تجسد القيم والمعاني التي طبعت مسيرة الرئيس الشهيد وطنيا وانسانيا ، فقدم التلامذة مشهدية "رجل السلام" ولوحة زجلية تختصر ما تميز به في حياته ولوحات وطنية واغنيات مهداة لروح الرئيس الشهيد، فيما جسد عدد من التلامذة شخصية رفيق الحريري في محطات مسيرته الطويلة تلميذا ، وشابا رجل علم وتربية ورجل انماء واعمار ورجل دولة ورمزا للعيش المشترك ، وكيف انه اطل الوطن من وسط ركام حربه الأهلية ليوقف هذه الحرب باتفاق الطائف وليطلق بعدها مسيرة البناء والتحرير بعدما اعاد الأمل لشبابه ويفتح امامهم افاق المستقبل المشرق ويتوج حبه لوطنه بأغلى ما لديه روحه وحياته شهيدا لأجل لبنان.. وتوجت هذه الأنشطة  بعرض رياضي تم خلاله رفع العلم اللبناني وصورة الرئيس الشهيد واطلاق بالونات بيضاء تحمل صورته وشعار " علم .. عمر .. حرر "..  

وشارك في احياء الذكرى مديرة المدرسة وداد النادري والمشرف العام نبيل بواب الذي القى كلمة بالمناسبة فقال"اذا كان أجمل ما في الورد الرحيق..  فإن أجمل ما في القلب حب الرفيق..هذا رفيق.. مقيم في دار الفؤاد..على دفاترنا نكتبه بلمع أقلامنا..هذا رفيق.. في ينابيع النهار شروق..هذا دمع.. من زنبق يتحدث..هذا دمع.. على بياض المنديل يتدحرج.. كل عام وأنت في القلب حبيب.. كل عام وأنت في القلب سلام..يا بحر صيدون.. نكتب عهداً:على شاطئك.. لا يرسو الا الحب..والحلم المقيم في القلب..حتى اكتمال القمر.".