×

مدرسة خاصة للنازحين في صيدا بأساتذة سوريين

التصنيف: Old Archive

2013-11-06  08:40 م  1679

 

ثريا حسن زعيتر - اللواء

«إنساني»... لطالما كان لبنان مقصداً لكل محتاج من مختلف الجنسيات... بالأمس كان وما زال يقف ويحتضن الشعب الفلسطيني، وها هو اليوم يحتضن الشعب السوري...
«عاصمة الجنوب» صيدا، التي كان لها دور في إيواء النازحين، فتحت ذراعيها اليوم للنازح السوري، حيث أمّنت المكان الآمن، ووفّرت له كل سبل العيش الكريم، ها هي تستكمل ما بدأته لتكتمل الصورة، بتأمين التعليم الأكاديمي، من خلال إنشاء مدرسة تحمل اسم «إنساني»، وهي الأولى من نوعها، خاصة بالطلاب السوريين، إضافة إلى أن المعلمين هم سوريين ولبنانيين...

انطلاقاً من أزمة التعليم وعدم مطابقة المنهجين السوري واللبناني، ارتقت «الهيئة الإسلامية للرعاية» و«اتحاد المؤسسات الإغاثية» و«الشبكة المدرسية لصيدا والجوار»، بالأخذ على عاتقها تأمين منهجية تعليم مناسبة تدمج فيها الطلاب السوريين النازحين في المرحلتين المتوسطة والثانوية، كي يتمكنوا من متابعة مسيرتهم التعليمية بشكل سليم، وفق الأطر القانونية للمنهاج التعليمي في لبنان...
وحيث أن المثابرة على الاستمرار والنجاح تستطيع أن تكسر كل القيود وتتخطاها لتعبر إلى المستقبل المشرق، فإن الإرادة الإنسانية تحدّت كل العراقيل والصعاب، وجعلت من هيكل لمبنى قيد الإنشاء، مدرسة لتعليم الطلاب النازحين السوريين، حتى لا يفقد هذا النازح الأمل في استمرار الحياة، أُطلق عليها مدرسة «إنساني»، ضمن مشروع «المركز القطري لتعليم النازحين السوريين»...
«لـواء صيدا والجنوب» حطَّ رحاله في مدرسة «إنساني»، والتقى رئيس «اتحاد المؤسسات الإغاثية للنازحين السوريين» ومدير «مدارس الإيمان» في صيدا كامل كزبر، الذي أطلعنا على التفاصيل...

في مبنى مؤلف من أربعة طوابق، يضم 20 صفاً وغرفة كومبيوتر وغرفة أساتذة وملعبين صغيرين، تجمّع 400 طالب وطالبة من النازحين السوريين لمتابعة تعليمهم مع أساتذة سوريين ولبنانيين، حيث قامت «الهيئة الإسلامية للرعاية» بمبادرة لتقديم هذا المبنى وتجهيزه بالأدوات اللازمة بهبة من «جمعية قطر الخيرية» وجمعيات كويتية منها جمعية «إنساني».

إنسان... وإنساني
من خلال متابعته لهذا الملف، قال كزبر: «تُعاني مدينة صيدا من عملية النزوح ووصول لاجئين سوريين إلى المدينة، على غرار غيرها من المناطق اللبنانية، وخصوصاً أن عدد النازحين قد وصل فيها إلى أكثر من 7 آلاف عائلة، الأمر الذي تطلّب تقديم المساعدات الاجتماعية والتربوية والاغاثية بشكل عاجل بكل المجالات. ونحن بدورنا كمؤسسة تربوية في «المركز الثقافي الإسلامي الخيري» كان لنا تعاون مع «الهيئة الإسلامية للرعاية» و«اتحاد المؤسسات الإغاثية» و«الشبكة المدرسية» لصيدا والجوار، واستطعنا أن نؤمّن مكانا لمدرسة تضم النازحين السوريين، علّنا نسد ثغرة من ثغرات العمل التربوي في المدينة، علماً أن الدولة اللبنانية كانت قد أخذت قراراً بالتعاون مع «الأمم المتحدة» و«الشبكة المدرسية» في صيدا لتأمين الطلاب من الصف الأول ابتدائي حتى صف التاسع أساسي».

وتابع: «هذه المدرسة، هي مدرسة لطلاب المرحلتين المتوسطة والثانوية، الذين يجدون صعوبة في معظم المدارس التي تفضّل استقبال طلاب المرحلة الابتدائية، والذين هم أسهل للانخراط بالمنهاج أكثر. ففي المرحلة الثانوية هناك مشكلة، وهي أن الدولة اللبنانية لا تعتمد المنهاج السوري، من هنا سوف ندرّس المنهاج اللبناني بكل مراحله، وعلى وزارة التربية أن تعمل على كيفية تأمين الأمور القانونية لكي ينتظموا في العملية الدراسية ضمن لوائح الدولة القانونية، وطلاب التاسع هذه السنة سيخضعون للامتحانات الرسمية للشهادة المتوسطة «بروفيه» على لوائح المدارس اللبنانية. ونحن نعلم إننا سنواجه العديد من المشاكل، لكن هذا الأمر ناقشناه مع وزارة التربية، خصوصا أن هناك بعض المدارس تتبع المنهج ثلاث سنوات، ولكن بعد ذلك لا نعلم ما قد يحصل للأزمة السورية، فنحن نأمل بحل هذه الأزمة».

حاجة ملحّة
وأوضح كزبر انه «تم إنشاء هذا المركز سابقاً، وكان مخصصا لنقل المركز المهني التابع لخليفة بن زايد إلى هذا المبنى، لكن بعد الأزمة السورية أردنا أن نستفيد منه، فبدأنا بإعداده وتجهيزه ليستوعب الطلاب السوريين، لكن في المستقبل سيكون لدينا مركز مهني قريب إلى «مركز الرحمة» لأنهم تابعين إلى نفس الجمعية «الهيئة الإسلامية للرعاية»، بهبة من «جمعية قطر الخيرية»، واستطعنا أن نبني الصفوف ونقسّمها، ونؤمّن الطاولات والمستلزمات الدراسية الأولية للانطلاق بالعام الدراسي، وسيطلق على هذا «مشروع المركز القطري لتعليم السوريين»، وسيكون اسم المدرسة «إنساني»، وهذه التسمية تنبع من كلمة إنسان، ومن العملية الإنسانية التي نُقاوم بها لتأمين الحاجة الإنسانية، ثم الحاجة الأكاديمية للطالب السوري، وستكون تحت إشراف «مدراس الإيمان» في صيدا التابعة للمركز الثقافي الإسلامي الخيري».

وأضاف: «تستوعب المدرسة حوالى 400 طالب وطالبة، وقد تخطينا المرحلة الأولى «امتحانات الدخول»، وها نحن بدأنا العام الدراسي 2013-2014 للمرحلة المتوسطة فقط، وبناءً على الأعداد التي سيتم إحصائها سوف يتم استقبال طلاب المرحلة الثانوية».
وحول المنهجية الدراسية قال كزبر: «لا شك أن هناك مشكلة في كافة المواد، ليس فقط بمادة اللغة الانكليزية، فكل المواد مختلفة بالنسبة لهم، وأصلاً هم يُعانون من ضعف شديد في اللغة الانكليزية، فهذا له تأثير كبير على دراستهم. نحن طلبنا من الدولة اللبنانية أن تتبع نفس المناهج اللبنانية في امتحانات الشهادة الرسمية، لكن باللغة العربية، وهذا سيساعد ويسهّل الأمر على الطلاب. نحن في صيدا الآن لدينا أكثر 2900 طالب موجودين، جزء منهم ستأخذهم وزارة التربية التي تتبع دوام بعد الظهر، وجزء آخر ستأخذهم المدارس الخاصة في صيدا، وهكذا يمكن أن نوزع الطلاب على كافة المدارس».

عوائق مادية
وحول العوائق قال: «كان لدينا العديد من العوائق، وخاصة العوائق المادية، لأن عملية التعليم أمر مكلف، والناس وضعها المادي سيئ، لجهة دفع المصاريف التعليمية. وقد تم تأمين الكتب والأقساط والكتب والدفاتر والقرطاسية، إضافة إلى اللباس المدرسي، بشكل مجاني، فقط على الطالب أن يُؤمّن المواصلات، كذلك سوف نحاول تأمين وسائل النقل بأسعار مخفضة، ويعود السبب في ذلك إلى توزع الأهالي على أكثر من مكان واحد، وهم أصلاً غير قادرين على دفع تكاليف النقليات».

وختم كزبر: «نطالب أهل الخير، وكل من باستطاعته المساعدة، لأن الحاجة أكبر بكثير من الإمكانيات المتوفرة لدينا. ونتمنى على وزارة التربية إيجاد تسهيلات قانونية، حتى نستطيع تسجيلهم، من أجل أن يندمجوا مع النظام التربوي اللبناني التابع للوزارة».  

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا