×

كلاهما يعتقد ان الآخر متوفٍ ولكنه عاد الى حضن امه بعد فراق دام ثلاثين عاماً

التصنيف: المرأة

2013-11-08  04:09 م  1123

 

سمية مناصري

انها لحظه ترسم احداثها في لوحه ربيع العمر. لحظه يزداد فيها نبض القلب. وتتجمد المشاعر.... من فرح القلوب.

لحظه فيها من الوفاء ما يروي الاحاسيس ....

هو لقاء الأم بولدها بعد غياب دام ما يقارب 32 عاماً كان كلاهما يعتقد ان الآخر متوفٍ ..
إنه الشاب يوسف المحمود ابن الشهيد راتب شتيوي من سكان مخيمات لبنان، فقد كل سبل الوصول الى والدته منذ ان كان طفلاً حيث كفلته مؤسسة ابناء الشهداء هو واخوته الاربعة ثلاثة بنات وشابان منذ ان كانوا اطفالاً صغارا ضمن مجموعة من اطفال أبناء شهداء.

مساء امس تم اللقاء بين يوسف راتب شتيوي المحمود ووالدته واخته بحضور السفير دبور وأمين سر اقليم حركة فتح في لبنان رفعت شناعة وعضو المجلس الثوري لحركة فتح امنة جبريل وحشد من الاهالي في مخيم البص جنوب لبنانً .

موقع يا صور قصد منزل الشاب يوسف ليخبرنا عن حكاية فراقه لوالدته وكيف عرف بوجود ومكان اقامة والدته.

يقول: انا يوسف راتب شتيوي المحمود من مواليد عام 1979 من قضاء ترشيحا من سكان لبنان تكفلتنا إحدى المؤسسات والتي تعنى بتكفل الأطفال الأيتام أنا وإخوتي الأربعة بنتان وأيضا شقيقي الكبير حيث كنا نعيش في دار للأيتام بعد الاجتياح الاسرائيلي للبنان عام 1982 استشهد والدي ولم نعد نعرف اي شيء عن أهلي ولا عن مكان وجودهم، لم نعد نعرف أين نذهب ولا إلى أين نلجأ؟ إلى ان تكفلنا الشهيد ياسر عرفات فهو لم يتركنا و خاصة بعد أن أصبحنا بلا أهل .

انتقلنا معه إلى تونس وهناك تكفلنا بكل شي من العلم والتربية والمعيشة واصدر لنا جواز سفر جماعي كأطفال، وذكر كنية الأب (ياسر عبد القادر عرفات) وإسم الأم (سهى عرفات) كي نستطيع ان نكمل تعليمنا بالأوراق الثبوتية اللازمة، ورغم ذلك كان الشهيد عرفات يحدثنا دائماً ويقول لنا بأنه يوجد لنا أهل ولكن لا نعرف أين هم ، كان يعاملنا معاملة الأب الحنون ولا يبخل علينا بشيء ودائماً يأتي لزيارتنا ويجلس معنا ويحدثنا بلهجة الأب الحنون ، وأيضاً السيدة سهى عرفات تعاملنا وكأننا أولادها ، عشنا في تونس 13 سنة ومن ثم إنتقلنا إلى رام الله ضمن مجموعة ابناء الشهداء الذين كان يكفلهم الشهيد الرئيس ياسر عرفات.

سيد يوسف كيف أستطعت أن تصل الى والدتك في مخيم البص؟

عند وصولي الى رام الله بفلسطين بدأت أسأل كل الوفود التي تذهب الى لبنان، لم اعرف اليأس ولم اتوقف عن البحث ...

منذ ما يقارب الخمسة اشهر قرأت على صفحات الانترنت مناشدة من زوجة الشهيد راتب شتيوي المحمود للرئيس الفلسطيني محمود عباس لمساعدتها في تأمين العلاج الصحي لها، ومن خلال الإسم عرفت بأنها والدتي ، وتواصلت مع الرئيس أبو مازن بحكم عملي ضمن صفوف الحرس الرئاسي الفلسطيني، وقبل ذلك أيضاً ومن خلال جمعية " الإخوة اللبنانية والفلسطينية والتي تعمل على لم شمل العائلات" وقد توصلت هذه الجمعية بأن ترسل أختي مع مجموعة من الاشخاص الى لبنان كي يبحثوا عن ذويهم الذين لايعرفون شيئاً عنهم، واستطاعت أختي أن تصل الى والدتي في مخيم البص وتم اللقاء .
وأنا الآن وبفضل جهود الرئيس محمود عباس وإتصالاته بسفير دولة فلسطين في لبنان السيد أشرف دبور إستطعت أن أزور والدتي وأختي في مخيم البص لدرجة أن سعادة السفير عند وصولي الى بيروت إستقبلني بكل إحترام وود وأيضاً إتصل هاتفياً بوالدتي وتحدث معها وسألها اذا كان لها إبن إسمه يوسف، وأخبرها بأنه سوف يرافقني في اللقاء الأول بعد سنوات طويلة من الفراق .

والدتي إمرأة مسنة ومريضة لم تصدق أن إبنها سوف يزورها ولحظة وصولي الى البيت تركت العكاز الذي يسندها في المشي ولم تدرِ ماذا تفعل وأنهمرت دموعها ولم أعد أعرف هل هي دموع الفرح أم هي دموع عذاب السنوات الفراق التي أبعدتنا عن بعضنا.

في ذكرى إستشهاد الرئيس ياسر عرفات ماذا تقول له؟

" أقول لروحه الطاهرة أنت الأب الحنون والقائد عرفناك بقلبك الكبير والذي لم يشعرنا في يوم من الأيام أو في لحظة بأننا أيتام لم يحرمنا من شيء ، أنت اب للشعب الفلسطيني كله في الشتات والوطن لقد خسرناك أباً وقائداً ومعلماً. .

كلمة أخيرة:

اتوجه بالرحمة لوالدي الثاني الشهيد ياسر عرفات، كما واتوجه بالشكر الجزيل من سيادة الرئيس محمود عباس الذي يكمل مسيرة الشهيد عرفات في خدمة شعبه ووطنه والذي عمل جاهداً للم شملي مع والدتي وأختي .

وايضاً أتوجه بالشكر من سعادة السفير أشرف دبور الذي لم يتركني لحظة وعمل جاهدا لقائي باسرتي.

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا