الـ«Burn-out»: خطر مُحدق بالنساء والرجال

التصنيف: أمن
2013-11-08 10:21 م 962
لطالما حلمت زينة بأن تصبح المسؤولة عن العلاقات العامّة في شركة عالمية مهمّة، واليوم حصلت عليها وهي في الـ30 من عمرها. فانكبّت على عملها بكلّ حماس وطموح ووهبته كلّ وقتها وحياتها وجسدها وروحها، ولكن سرعان ما وجدت نفسها مسحوقة تحت ثقل المهمات الملقاة على كاهلها «ففي عملي الخطأ ممنوع»، وفق ما تقول.
ومن هذا المنطلق، منعت زينة نفسها من الحصول على ساعة الاستراحة، وباتت تعمل وقتاً إضافياً في المكتب وفي المنزل أيضاً وأيّام العطل وفي نهاية الأسبوع... ومع مرور الوقت، تدهورت صحّتها وبدأت تشعر بالتعب والارهاق وباضطرابات في الذاكرة، ناهيك عن الارق والتهابات العضل، ويبدو أنّها وقعت ضحيّة الـ burn-out أو «الحرق التدريجي». فما هو هذا المفهوم الجديد الذي أصاب النساء العاملات؟
أصول أنغلو - سكسونيّة
إنّ هذا المفهوم الذي بدأ ينتشر في فرنسا والبلدان الاوروبية هو من أصول أنغلو - سكسونية، استُخدم لوصف متلازمة الارهاق الناتج من العمل الذي يصيب الموظّفين عموماً والموظّفات خصوصاً، ويؤثّر في وضعهنّ أكثر فأكثر، ما أثار قلق الاختصاصيين.
وفي عيادة الدكتور بومان، أحد أوائل الاطباء الذين أبدوا اهتمامهم بهذه الظاهرة في فرنسا، يقول المرضى إنهم يشعرون بـ»الفراغ» وبـ»حرق من الداخل» حيث إنّهم استهلكوا كلّ طاقاتهم. وبحسب الطبيب فإنّ الحرق التدريجي يتمّ بوجود ثلاثة عوامل، وهي: «الانهاك الشديد الجسدي والعاطفي، الشعور بعدم الانتماء الى العمل ومحيطه، والفشل على الصعيد الشخصي».
... إنتحار
على رغم عدم توافر إحصاءات رسميّة، يعتقد الباحثون أنّ هذه المُتلازمة تصيب 10 في المئة من القوى العاملة بنسَب متفاوتة، تؤدّي في حالات قصوى الى الانتحار.
وبحسب الطبيب، فمن أسباب هذا العارض «ليس فقط العمل الزائد بل العلاقة التي تربط الموظّفين ببعضهم وبنطاق عملهم». ولذلك، فإنّ هذه الظاهرة أصابت أوّلاً العاملين الذين لديهم علاقات مباشرة مع الناس كالأطبّاء والممرضات والاختصاصيين الاجتماعيين، ومن ثمّ توسعت وطالت العاملات في مضامير مختلفة.
«واليوم، أصبح الكثير من الموظّفين يتعرّضون للإصابة بالحرق التدريجي، سواء كانوا يعملون في مجال الرعاية أو في مجال الاعمال والمال حيث يتعرّضون لعدوانية الأشخاص الذين يقابلونهم»، بحسب ما استنتج الدكتور بومان.
وتأكيداً على كلامه يقول الإختصاصي: «إنّ طبيبَين من أصل خمسة يتعرّضان لهذه المتلازمة بسبب مطالب المرضى الكثيرة، والامر مماثل بالنسبة الى المعلّمات اللواتي تقع واحدة من أصل 6 منهنّ ضحيّة الارهاق الناتج من العمل».
العمل المرهق... هرباً من البطالة
من جهته، يعتبر رئيس هيئة الاركان للوقاية من المخاطر المهنية «Technologia» جان - كلود ديلجينس أنّه «بسبب ازدياد معدّلات البطالة والخوف من الفقر، وبدافع الربح، وجدت النساء حاجة ملحّة الى الانكباب على عملهنّ والرضوخ لمتطلّبات العمل التي تقسو مع الوقت».
وأكّد: «فرضت الاهداف الخيالية وغير الواقعية للشركات بالاضافة الى تطوّر التكنولوجيا، ثقلها على الموظّفات وجعلتهنّ يتعرّضن لضغوط عملية كثيرة».
واليوم، يحاول كثير من الاختصاصيين إدراج الـburn-out على لائحة الامراض المهنية، مثلما حصل في السويد والدنمارك. أمّا في اليابان، فإنّ هذه الظاهرة التي تؤدّي في بعض الحالات الى الانتحار بات مُعترفاً بها منذ سبعينات القرن الماضي ومُدرجة على لائحة حوادث العمل.
ظاهرة غير معترف بها
على رغم اعتراف بعض البلدان بهذا «المرض»، إلا أنّه لا يزال غائباً في فرنسا خصوصاً في نظر وزارة العمل «التي تضعه في خانة الاكتئاب. غير أنّ الاكتئاب لا يشكّل سوى عارض بسيط من عوارضه الكثيرة والخطيرة»، وفق ما يشير الدكتور بومان في حديثه.
أمّا عن عوارضه الاخرى فباتت معروفة اكثر وتشمل: «اضطرابات النوم، فقدان التركيز، أوجاع في الظهر، الخوف والذعر... إلا انّ معظم الضحايا لا يشعرن بهذه العوارض». ويختم الاختصاصي حديثه مشدداً على أنّه «في معظم الحالات تنكبّ المرأة على عملها بشكل مبالغ به، حيث تسعى الى إنجاز الافضل فتستهلك كلّ طاقاتها الى درجة تنسى أنّها تخطّت حدودها».
... وتطاول شريحة كبيرة
ويقول الاختصاصيون إنّ هذه الظاهرة والسباق نحو التميّز لا يطاول فقط الموظّفات بل أيضاً الرياضيات والتلميذات والامّهات اللواتي يجدن أنفسهنّ مضطرّات الى التوفيق بين مسؤوليات عملهنّ ومتطلّبات منازلهنّ وعائلاتهنّ».
وفي هذا السياق، تخبر ستيفاني تجربتها الأليمة بعد ولادة توأميها «ما أن بدأا المشي حتّى تحوّلت حياتي جحيماً، وبتّ أركض من واحد الى الآخر بشكل مستمرّ وبلا توقّف الى حدّ شعرت فيه أنّه لا يمكنني الاستمرار على هذه الحال». وتعليقاً على ذلك، يقول الاختصاصييون إنّ «الحرق التدريجي الامومي لا يحدث فقط للأمّهات بل قد يصيب أيضاً النساء في مختلف مراحلهنّ العمريّة، في الطفولة والمراهقة».
الصمت... الحلّ الانسب
«جميع النساء يحلُمن بعَيش مرحلة أمومة مثالية، ولكن عندما تتّضح لهُنَّ الفجوة التي تخلق بين الامّ التي يردن أن يكنّها وبين الواقع، قد يُصبح الوضع مأزوماً أكثر فيرتبكن»، حسب ما أوضحت المعالجة النفسية فيولان غيريتول التي حزنت «لكون هؤلاء الأمّهات المعزولات يعشن محنتهنّ بصمت، حيث يسعين الى إخفاء امتعاضهنّ من الوضع الصعب خوفاً من لوم المجتمع لهنّ واكتسابهنّ وصمة الامّ السيئة العاجزة عن إدارة حياتها جيّداً».
ولكن المعالجة النفسية دعت هؤلاء النساء الى كسر حاجز الصمت «الذي يعتبر الطريقة الوحيدة للتخلّص من هذا المرض، فمن المهمّ كسر حاجز العزلة وطلب مساعدة الاطباء، والمعالجين النفسيين، والأصدقاء أو الزملاء... والاستماع جيّداً الى محيطك عندما يقول لك: أنت تنهكين نفسك».
أخبار ذات صلة
*هذا ما كشفته معلومات خاصة للـLBCI بشأن الاموال التي ضبطت في المطار*
2025-03-01 06:24 م 132
الجيش: تفكيك جهازَي تجسس عائدَين للعدو الإسرائيلي في خراج بلدة كفرشوبا
2025-02-27 03:03 م 67
سبب التوتر كان وضع بعض الوافدين علمي الولايات المتحدة وإســـــرائيل على الأرض،
2025-02-20 02:17 م 114
بالصور الاعتداء على نصب الرئيس اللبناني في منطقة الجرمق - العيشية
2025-02-17 02:53 م 142
معلومات: الموكب الذي تم حرقه على طريق مطار بيروت يعود لنائب رئيس يونيفل
2025-02-14 09:04 م 97
إعلانات
إعلانات متنوعة
صيدا نت على الفايسبوك
صيدا نت على التويتر
الوكالة الوطنية للاعلام
انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:
زيارة الموقع الإلكترونيتابعنا

بهية الحريري ..مدينة صيدا وصيدا بهية الحريري
2025-03-04 06:14 م

سيدة تخسر مبلغاً ضخماً وتغلق الهاتف في وجه محمد رمضان
2025-03-03 05:29 ص

قميص زيلينسكي في لقاء ترامب يثير مقارنة مع ماسك وتشرشل
2025-03-03 05:20 ص

يا نايم وحّد الدايم.. يا نايم وحّد الله، قوموا على سحوركم، جايي رمضان يزوركم
2025-03-02 05:25 ص

مشهد غريب آخر بشجار ترامب وزيلينسكي.. بطلته سفيرة أوكرانيا
2025-03-01 05:21 ص

لم تحدث منذ 2021".. 3 أعاصير مدارية تتشكل جنوب المحيط الهادي
2025-02-26 05:41 ص

بالصور الحدود العالم
2025-02-25 11:39 ص

بالصور أغرب الحدود في العالم
2025-02-25 10:22 ص

البدء بتشكيل لائحة شبابية بعيداً عن الأحزاب تحضيراً للانتخابات البلدية
2025-02-21 10:49 ص

هام و خطير تحذير خطير.. عقاقير تخسيس تؤدي لحالات فقدان بصر بشكل مفاجئ