حمد دهشة

ببرودة اعصاب وبأنامله الخفيفة، يصب الحاج محمد يوسف نسب العجين الابيض فوق الزيت المغلي ليصنع المشبك بانواعه المختلفة البلدي والحلبي الى جانب "المعكرون" و"العوامة"، قبل أن يمزجها باللون الاحمر و"القطر" ليقدمها لزبائنها حلوى لذيذة ورخيصة في آن، محافظا على مهنته منذ اربعين عاما بلا نقطاع. داخل محله المتواضع قبالة مسجد "الحسين" في "حي الصباغ" في صيدا، استقر الحاج نسب بعد رحلة ترحال طويلة مع حلوياته الشعبية، بدأت من بيروت مرورا بصيدا القديمة وصولا الى مكانه الحالي، ليروي في كل حقبة كفاحه في الحفاظ على هذه المهنة التي لم يرثها عن احد وانما طورها بجهده الذاتي ليجعل منها الحلوى الاكثر شعبية في المدينة ومنطقتها، اذ يكاد يكون الوحيد المختصص بصناعتها على أصولها.
وتمر صناعة "المشبك" و"المعكرون" و"العوامة" بمراحل عديدة تبدأ بتحضير المواد التي عادة تتكون من طحين ذرة وزيت وماء وخميرة وسكر وماء زهر وسواها، قبل ان يسكبها فوق زيت مغلي ويرفعها الى اواني ويغطها بالقطر والصبغة الحمراء.
خبرة ونظافة
ويعاون الحاج نسب شقيقه جمال ونجله يوسف، يتوزعون العمل بين المحل والصناعة، ويقول يوسف نسب ان هذه المهنة تحتاج الى خبرة ونظافة، قد تبدو سهلة التحضير والصناعة ولكن لها مقادير محددة، لذلك نصفها بأنها "متعبة" لأنه من الصعب ان يعمل بها أي شخص ويستمر، قبل ان يردف "فضلا عن المقادير، فإن المناخ يؤثر على صناعة هذه الحلويات، مثلا المشبك نزيد الخميرة في الطقس البارد وفي الطقس الحار نقللها، فالخبرة ضرورية لانتاج حلوى لذيذة".
شهرة ورخص
ويعتز نسب بأنه مقصد غالبية الزيائن من محبي هذه الحلوة الشعبية، فبالاضافة الى النظافة والخبرة والسمعة الجيدة، اسعارها مقبولة، فنحن نبيع كيلو "المشبك" المشكل بسبعة الاف ليرة لبنانية فقط، ولمرضى السكري خصصنا لهم "معكرون دايت" يصنع من قطر خاص مستورد من الخارج، ويبلغ سعر الكيلو عشرة الاف ليرة بين "المعكرون" سكر قليل يبلغ ثمانية الاف فقط.
ويضيف يزداد الاقبال على شراء هذه الحلوة في المناسبات، مثل الاعياد ونصف شعبان وفي مناسبتي البربارة والغطاس وفي فصل الشتاء لانه يعطي حرارة قوية للجسد ويقوي الانسان وطاقته لمواجهة البرد.
قناعة ونجاح
ويؤكد نسب ان كل انسان يحب مهنته ويضحي في سبيلها ويطورها ينجح، معظم الذين ما احترفوا هذه المهنة تركوها، هنال عدد قليل يصنهع في المنازل ويبيعها على العربات الجوالة، ولكنها بالتاكيد ليست بجودة منتوجاتناونظافتها، ولكل انسان ذوق يحكم على الاشياء ولكي يستمر والقاعدة الاساسية للنجاح المحافظة على يجب نوعية البضاعة لكي يقدم الأفضل للزبائن دائم.
صيدا والشهرة
تشتهر مدينة صيدا كما طرابلس بصناعة الحلويات وقد اكتسبت الكثير منها اسماء محترفيها، وهي تنقسم الى نوعين، حلويات على مدار العام وأخرى في المناسبات مثل عيدي "الفطر والاضحى" والنصف من شعبان وسواها.