×

بيروت: كأنه يوم عطلة

التصنيف: Old Archive

2013-11-20  08:28 ص  1334

 
عاصم بدر الدين

كان يمكن، أمس، في أقل من خمس دقائق أن تصل من الحمرا إلى الكولا، والعكس. وسائقو سيارات التاكسي، إذا قلت لهم إن وجهتك شارع الحمرا، لن يفكروا مرتين قبل أن يهزوا رؤوسهم. وهذه علامة موافقتهم على طلبك. وهذا ما لا يحصل كل يوم، أو، على الأقل، لا يحصل من أول مرة. فرغت طرق المدينة بعد انفجاري الجناح. وهذا ما تداوم عليه المدينة بعد كل حدث. ليس مفهوماً أين يذهب الناس في حركتهم اليومية، أو في ضرورة تحركهم، كما في الأيام العادية، وفي ساعات الذروة تحديداً. وساعات «الفلة»، كما تعرف في قاموس الحركة اليومية، وهي بين الواحدة ظهراً والثالثة، كانت هادئة. وهذه ساعات نهاية دوام المدارس ومعظم الأشغال. «البلد مسمومة»، يقول سائق التاكسي، بلا أي زيادة.
قياس قلق الناس ليس صعباً. وخريطة الازدحام في بيروت معروفة. وهي تتمركز في نقاط محددة. مثلاً، في فردان قبل «الليسيه الفرنسية اللبنانية»، أو إلى جانب ثكنة الحلو في اتجاه البربير. لا يتحرك السير في العادة كثيراً. صعب. لكنه، أمس، كان عادياً. يمشي كأن النهار هو الأحد. ووقوفه «طبيعي». بمعنى أنه يخضع لحركة شارات المرور ليس إلا. لا يختلف الأمر في الكولا. الحركة طبيعية أيضاً مقارنة بأيام أخرى. طلعة «الجامعة العربية» سهلة جداً. وحركة الناس حول «فانات» وباصات النقل، إلى خارج المدينة، خفيفة. تتوزع إلى جانب الموقف محال صغيرة. وهي أقرب إلى خيم. عامل في واحدة منها، تقريباً، «يكش الذباب». وهو يؤكد أن الحركة خفيفة جداً. إذ «نعتمد أكثر على زبائن الفانات، وليس على أصحابها».
لا يبدو صاحب مطعم «فلافل الزاوية» سعيداً. مطعمه في آخر الكولا من جهة كورنيش المزرعة. لا تعرف إذا كان عبوسه مرتبطاً هو أيضاً بالوضع العام. لكنه يؤكد أن الحركة خفيفة «دائماً في مثل حالات كهذه، ينضرب البلد كله». هذا اختصار كاف. طيب، لا جديد. تتصل سيدة بسائق التاكسي، في العودة إلى الحمرا، لتسأله عن أحوال الطرق. وهي تحسب طريقها آتية من صور. يبدو أنها قلقة. «الطريق فاضية. ما في شي»، يقول لها. لكن هذا الاتصال لا يبدو الأول. «كل الناس اتصلت بي اليوم لتسألني عن الطرق. انفجارين ليسا هينيين».
في أيام أخرى لا يتحرك السير إلا بصعوبة في الحمرا. والوصول إلى الشارع الرئيس رعب عمومي. لكنه أمس، في النزلة القريبة من فندق «البريستول»، كان كل شيء في أحسن حال. لا يتوقف السير إلا على شارة المرور. يقف خليل عون، ولا يفعل شيئاً. وهو يملك محلاً لبيع الساعات في النزلة التي تصل في آخره إلى مسرح «البيكاديلي». «الحالة زفت»، وفقه. «توقف الشغل بنسبة 90 في المئة. كنا نبيع 50 ألف ساعة. منذ فترة لا نفعل شيئاً». لكن هذه الحالة ليست من اليوم فحسب. يلفت عون إلى أن الحركة أمس أيضاً كانت خفيفة. «الناس تخاف. لذا لا يخرجون من بيوتهم».
في شارع الحمرا حركة المشاة خفيفة، مثل حركة السيارات. لكن يوجد طبعاً ناس في المطاعم والمقاهي. يملك عماد ساراي محل ثياب في الشارع. «لا شك أن الانفجار أثر على الوضع العام، وخفف من حركة الناس. يخافون الخروج من بيوتهم. وهذا طبيعي». لكن هذه الحالة أيضاً ليست جديدة. السوق، تقريباً، ميتة. «وهو منذ سنوات ينهار عشرة بالمية. وكل سنة إلى الوراء

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا