×

ماذا عن الانتحاري الذي لم يمت ؟؟!!

التصنيف: المرأة

2013-11-21  03:06 م  934

 

 حنان نداف ـ صيدا

اسطوانة الادانة والاستنكار لن تتوقف .. هو التفجير الخامس في غضون اشهر.. لبنان الذي ضبطت ايقاع ايامه على وقع المتفجرات بين الحين والاخر اعتاد الحزن والالم ، ومشهد الدمار بات جزءا من البرامج التي يتابعها المواطن اللبناني في امسيات ضجره المعتادة ..

الا ان مشهد الامس جاء الاعنف والاخطر والأعتى ..جاء ليتربع على قمة اللاانسانية وقمة الوحشية، اكثر من 26 شهيدا و150 جريحا نجح الانتحاريان كما اكد القاضي صقر صقر بتنفيذ ارهابهما ..انفجاران هزا منطقة بئر حسن في محيط السفارة الايرانية لتضرب يد الارهاب من جديد ولكن هذه المرة عن طريق انتحاري ادخل الامن مرحلة جديدة ..

امام فظاعة المشهد وهول ما جرى يستوقفني الانتحاري .. هو انسان قرر الانسلاخ عن انسانيته .. عن منظومة قيم دينية واخلاقية ووطنية.. له عالمه السايكولوجي الضيق .. دخل في تنويم فكري عميق ، وارتضى لنفسه ان يكون اداة رخيصة في حروب تخاض تحت ستار وبحجة الدين ..

استفاق الانتحاري في هذا الصباح المشؤوم غسل وجهه من دون ان يستفيق من كبوة تخيلاته الصلفة ، شرب قهوته على عجل استمع لبعض احاديث "منومه الفكري" وانتشى بانه لا شك سينصر الدين ويحرر القدس ويعيد الاقصى ويرفع راية الاسلام عاليا .. لم يكن قلبه شديد الخفقان الا فرحة لملاقاة ربه هو سيتعرف الى "نهر الكوثر" و"ابواب الجنة السبعة "وسيلتقي "حور العين "ويتذوق "الخمرة "الحقيقية .. ما باله هو بما يجري على هذه الارض ومن عليها .. هو لا يمعن تفكيرا سوى بحياته الثانية التي لن تكلفه سوى حياته الاولى وحياة من هم " اعداء الدين " .. دقائق ولحظات تفصله عن هذه الحياة ينتقل برجليه ...هو حتما لا يشعر بهما بعدما بدأ ينفصل جزئيا عن جسده وبدون سابق انذار يعاجل نفسه المخدرة ويضغط على زر"الموت " لينتقل الى تلك "الحياة " .. تتطاير الاشلاء يحصد ضحايا ..جرحى يخلف دمارا  وفوضى ، لا يدري حقق الهدف ام لا ، يذوب الانتحاري في عوالم افكاره الغامضة .. انتهى .. يا مجنون ماذا فعلت ؟؟!!!

لا الدين انتصر ولا القدس تحررت ولم تزحف الشعوب الاسلامية لتصلي في الاقصى .. هي معادلة الارهاب لا دين لها ولا منطق ولا عاقل يحكمها ..هي الفوضى اللاخلاقة ..فلسفة خارجة عن العقل والمنطق والحياة ..

هناك طابور من الانتحاريين ينتظر الامر من "غاسل عقولهم" و"منومهم الفكري" ..فيما ننتظر نحن  اللبنانيون في طابور الخوف والقلق من الآتي من الايام ..وفي المقلب الاخر سياسيون ومتشدقوكلام يستنكرون ويدينون فقط لا اكثر ..

 

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا