صور- توتر في الجامعة اليسوعية

التصنيف: Old Archive
2013-11-25 09:17 م 1627
الجمهورية
يبدو أنّ نتائج الانتخابات الطالبية في جامعة القديس يوسف ـ أوفلان فاقت كل التوقعات بعدما صبَّت في مصلحة قوى "14 آذار" بأكثرية ساحقة. ولم يستطِع طلاب "حزب الله"، "هَضْمَها"، فلجأوا الى أسلوب الاستفزازات الذي تطوَّر لاحقاً الى تهديد طلّاب "القوات اللبنانية" و"الكتائب"، وشَتم رموز دينية وسياسية لم يستثنوا منها الرئيس الشهيد بشير الجميّل في عقر داره. أما طلاب الحزب فعَزوا تحرّكهم الى تزايد المضايقات الطائفية التي يطلقها طلاب "القوات" خصوصاً بعد فوزهم في الانتخابات، نافين أن يكونوا حاصروا الجامعة.
منذ صباح أمس، حاصرَ شبّان "حزب الله" الجامعة. وروى طلاب كانوا حاضرين لـ"الجمهورية" أنّ الخلاف بدأ في "الكافيتريا"، حيث دفَعَ أحد طلّاب الحزب طالباً "قوّاتياً"، وما لبث أن تأزّمَ الوضع مع طرح الطالب "القوّاتي" على زميله المُنتمي الى "الحزب" سؤال: "شو القصّة، لماذا تنظر إليّ بـ"الوَرب"؟. بعدها تطوّر الوضع، فقال شباب الحزب لزملائهم "القوّاتيين": "تفضّلوا لبرّا نحنا ناطرينكن".
عند التاسعة والربع صباحاً، فوجئ الطلّاب بمجموعة كبيرة ظنّوا أولاً أنها من طلّاب الحزب، لكن سرعان ما تبيّن أنّ معظمهم ليسوا طلّاباً نظراً الى أعمارهم، فكانوا مُلتحين، ومنهم مَن ارتدى لباساً أسود وآخرين لباساً أصفر، ومنهم من حمل أعلاماً صفراء، وعمدوا الى وضع علم "حزب الله" على عمود للكهرباء، ورسموا بواسطة "السبراي" على الجدران المحاذية للجامعة، وكتبوا اسم حبيب الشرتوني كردّ فعل استفزازي، لأنَّ الجامعة معروفة بإسم جامعة بشير الجميّل بصفتهِ أحد خرّيجيها.
في غضون ذلك، "تجَمهَر" ما يفوق مئة شاب من عناصر "حزب الله" لدعم الطلّاب المُنتمين إلى الحزب، وتجمّعوا في منطقة الخندق الغميق وحاصروا الجامعة، فيما اتّصل طلّاب "القوات و"الكتائب" والمستقلّون بالقوى الأمنيّة ووسائل الإعلام، وظلوا داخل الحرم الجامعي بعدما عمدت ادارة الجامعة الى اقفال أبوابها تفادياً لأيّ احتكاك قد يؤدي الى ما لا تُحمَد عقباه.
استمرّ المشهد على حاله مدّة ثلاث ساعات: طلّاب "14 آذار" محتجزون داخل حرم الجامعة، وطلّاب "8 آذار" وجَمع من الشبّان خارجها يُهدّدون ويتوعّدون. وحال الوضع دون وصول النائبين نديم الجميّل وميشال فرعون، بعدما فضّلت القوى الامنية عدم السماح بدخولهما خوفاً على سلامتهما. وقرابة الرابعة من بعد الظهر، بدأ مناصرو الحزب إخلاء مدخل الجامعة والمغادرة من جهة مونو.
«شَتموا رموزنا»
"كنّا نعلم أنهم سيلجأون الى تحرُّك كهذا"، هذا ما قاله الطالب باتريك وصاف لـ"الجمهورية"، مضيفاً: "كنّا نعلم سابقاً انهم يحضّرون أمراً ما يوم الاثنين، فكانوا يمررون رسائل مفادها "مِنشوفكن نهار الاثنين". وتابع: "هُم لم يكتفوا بذلك، بل شتموا رموزاً دينية وسياسية، بينها السيّد المسيح ومريم العذراء والرئيس بشير الجميل وسمير جعجع".
إجتماعات لضبط الوضع
وفي وقت أعلنت الجامعة تعليق الدروس في كلية العلوم الاجتماعية "أوفلان" اليوم، عقدت إدارة الجامعة سلسلة اجتماعات مسائية، كان أوّلها مع ممثلي مصلحة طلاب "حزب الله" وحركة "أمل" والحزب "السوري القومي الاجتماعي"، ثم اجتماع مع ممثل قيادة الجيش غبريال الصايغ والقوى الأمنية المولجة حماية الجامعة، وآخرها مع ممثلي "القوات" والكتائب و"الأحرار".
وأصدرت بياناً أوضحت فيه أنه "عقب الإعلان عن نتائج انتخابات الهيئات الطالبية في الجامعة، شهد حرم العلوم الإجتماعية "أوفلان"، توتراً بين فريقين من الطلاب الذين ينتمون إلى أطراف سياسية متعددة، فاتخذت إدارة الجامعة التدابير اللازمة، بالتنسيق الدائم مع قوى الأمن الداخلي والجيش اللبناني، للفصل بين الفريقين والحؤول دون تحوّل المشادات الكلامية إلى تشاجر".
وإذ نوّهَت بالدور الفاعل الذي قامت به القوى الأمنية والعسكرية، أكدت أن "هذه القوى، كما إدارة الجامعة، قد تحمَّلت مسؤولياتها كاملة في هذا المجال، ولم يسجّل في حرم الجامعة أيّ تدافع أو تشابك أو تضارب بين الطلاب". وأعلنت أنها "تجري الإتصالات اللازمة مع جميع المعنيين لوَضع حدّ نهائي لهذا الوضع"، مجددة "التزامها ثوابتها التاريخية التي تنصّ عليها شرعتها الأساسية، والتزامها تطبيق المبادئ التي تستوحيها في القيام برسالتها، لتكون جامعة لكلّ لبنان ولجميع اللبنانيين على اختلاف مذاهبهم وانتماءاتهم السياسية".
إستنفار سياسي
وقد استدعى ما حصل تحرّكاً على أعلى المستويات، فاتصل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بوزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال مروان شربل، وقائد الجيش العماد جان قهوجي، ورئيس الجامعة اليسوعية الأب سليم دكاش ومسؤولين أمنيين، مشدداً على "وجوب أن تسود الروح الرياضية، وليس التنكّر والتشكيك في الفائز والتحدي واستفزاز الخاسر".
ولفتَ إلى أنّ "أبسط قواعد الديموقراطية تفترض اعتراف الجميع بالنتائج وقبولها، سائلاً: مَن الأجدر من الطلاب الجامعيين بممارسة الديموقراطية والتنافس الانتخابي الرياضي والروح التنافسية الديموقراطية التي تصبّ في خانة تحسين أوضاعهم نحو الأفضل؟" داعياً إلى "أن تبقى الانتخابات في الجامعة نموذجاً لِما يجب أن تكون عليه الديموقراطية في وطننا".
جعجع
من جهته، عقد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع مؤتمراً صحافياً، أوضح فيه أنّ "مجموعة كبيرة من "الزعران" كانت موجودة، وقوى الامن الداخلي كانت موجودة لكنها لم تستطع حلّ الامور إلّا بعد الاتصال بمرجعيات من "حزب الله"، مضيفاً "لن نترك أحداً يجرّنا الى التصرف بطريقة لا نريدها، ولن نسمح لطلابنا بالتصرف بالطريقة نفسها"، متوجّهاً الى وزير الداخلية في حكومة تصريف الاعمال مروان شربل بالسؤال: "هل يعقل أن تكون القوى الأمنية موجودة في وجه قطّاع طرق ولا تقول لهم ماذا تفعلون؟ هل هناك قوى أمنية في البلد أو لم يعد هناك أيّ قوى؟".
وأكد جعجع أنّ ما حصل "ليس مشكلة صغيرة على الاطلاق، والمسؤولون في الدولة يدمّرون الدولة ويهمّشونها.
فبأيّ حق لم تطرد القوى الامنية الموجودين؟"، مضيفاً: "لا اريد أن أطلق أيّ عنتريات لأنّ العنتريات لا تطلق بل نقوم بها بوَقتها، لديهم خطة واضحة المعالم لوضع اليد على لبنان"، متمنياً "على إدارة الجامعة فتح تحقيق"، داعياً وزير العدل شكيب قرطباوي الى "الطلب من النيابات العامّة إعطاء الاجهزة الامنية أسماء الطلاب الموجودين".
سامي الجميّل
بدوره، عقد منسّق اللجنة المركزية في حزب الكتائب النائب سامي الجميل مؤتمراً صحافياً، واصفاً ما حصل بأنه "حلقة من مسلسل استفزاز "حزب الله" للبنانيين بشكل دائم ومستمر". وأوضح أنّ "طلاب الجامعة اليسوعية فوجئوا صباحاً بشعارات مكتوبة على جدران الجامعة تُشيد بحبيب الشرتوني قاتل بشير الجميّل، وقد استفزّت هذه الصوَر الطلاب بمختلف انتماءاتهم"، لافتاً إلى أنّ "الاستفزازات وصلت إلى تهديد وكلام بذيء وطائفي ومذهبي طاولَ جميع الطلاب، لكن لم تحصل ضربة كفّ".
وأشار الجميّل إلى "أننا اتصلنا بجميع المسؤولين والقيادات الأمنية ولم يتدخل أحد، وهذا دليل على أنّ الدولة اللبنانية لا تتحرك من تلقاء نفسها، ونحن كنّا قد وعدنا بأننا لن نسكت على هكذا استفزازات"، وطالب بـ "معاقبة الأشخاص الذين كتبوا هذه الشعارات، وهناك أشخاص معروفون بالاستفزازات داخل الجامعة يجب اتخاذ تدابير بحقهم"، معتبراً أنه "كان على الجيش تفريق التجمعات بأقلّ وقت ممكن".
وتوجه الجميّل إلى قيادة "حزب الله": "لماذا تزرعون الحقد في قلوب مناصريكم وإلى أين تريدون الوصول؟"، والى السيّد حسن نصرالله قائلاً: "أنتَ تعرف ما معنى ان يكون هناك رمز لشريحة كبيرة للشعب اللبناني، لأنك رمز لشريحة كبرى من الشعب اللبناني أيضاً. هذا الرمز إسمه بشير الجميل، فهل تقبل أن يتحدّاك شبابنا؟ لماذا تفقدوننا الأمل بالشراكة؟"، مؤكداً "أننا احترمنا مقاومة "حزب الله" لكن عليهم احترام رموزنا".
كذلك، عبّر النائب نديم الجميّل عن رفضه وغضبه للتصرّفات الفوقية والاستفزازيّة التي قام بها طلّاب "حزب الله"، مؤكداً دعمه الكامل لكرامة الطلاب وحقّهم في التنوّع السياسي داخل الجامعة، محمّلاً "حزب الله" مسؤولية إثارة النعرات والغرائز وشَحن نفوس طلّابه بالحقد والكراهية تجاه الطلاب الآخرين.
وطلب الجميّل إدارة الجامعة بمتابعة القضيّة ومحاسبة كلّ مَن يحاول التطاول بطريقة أو بأخرى على طلّاب كلّ ذنبهم أنّهم فازوا ديموقراطياً. أمّا في حال تقاعس الادارة والقوى الامنية عن أداء مهماتها، فسنجد أنفسنا أمام خيار وحيد، هو الدفاع عن هوية جامعتنا وطلّابنا".
«الأحرار»
بدورها، أعلنت منظمة الطلاب في حزب "الوطنيين الأحرار"، "أننا لن نسكت بعد اليوم على مثل هذه الافعال، وإذا تكرر التمادي على جامعاتنا ومناطقنا، فإنّ الرد سيأتي من أهالي المدينة في رسالة مباشرة لعدم التطاول مرة أخرى، كما حصل مع أصحاب الدراجات النارية التابعة لـ"حزب الله" قرب البيت المركزي للحزب في السوديكو، بعدما حاولوا التقاط بعض الصوَر للطلاب الموجودين في المركز".
«المستقبل»
وحذّر تيار "المستقبل" من أن يكون ما حصل "مقدمة لافتعال حوادث أليمة سبق أن شهدتها بعض جامعات بيروت، ولا سيما جامعة بيروت العربية، قبل أحداث 7 أيار السوداء"، داعياً طلاب لبنان إلى "التنبّه لخطورة الإنجرار وراء أيّ استفزاز"، مُهيباً بهم الحفاظ على جامعاتهم "حصناً منيعاً للديموقراطية ولاحترام الرأي الآخر".
«التيّار»
كذلك، استنكر قطاع الشباب في "التيّار الوطني الحر" استنكاراً شديد اللهجة الإساءة الى الرموز الوطنية، مثل بشير الجميّل. وإذ دعا إدارة الجامعة الى "إجراء تحقيق دقيق وكشف ما سجّلته كاميرات المراقبة في هذا الاطار لمعرفة هل كان الأمر مفتعلاً لخَلق الاشكالات في الجامعة أم للاساءة الى الرئيس الشهيد بشير الجميل"، طلبَ "معاقبة الفاعلين لأيّ جهة انتَموا"، داعياً طلاب الجامعة جميعاً الى "ضبط النفس ومعالجة كل المسائل بحنكة ورويّة لِما فيه مصلحة الجامعة".
قيادة الجيش
أمّا قيادة الجيش فأوضحت في بيان أنّ "الإشكال الذي حصل على خلفية انتخابات طالبية لم يتخلله أيّ إخلال بالامن يستدعي تدخّل وحدات الجيش، بل اقتصر الأمر على مشادّات بين طلّاب على خلفية سياسية". وشددت على أنّ "دخول الجيش والقوى الأمنية حَرم أيّ جامعة مشروط بطلب مُسبق من إدارة هذه الجامعة أو من القوى الامنية المولجة حمايتها، وهذا لم يحصل، وعلى رغم ذلك حضرت قوّة من الجيش لمَنع تفاقم الأمور".








أخبار ذات صلة
في صحف اليوم: تراجع في موقف الجامعة العربية بشأن حزب الله بعد ضغط
2024-07-02 12:25 م 130
جنبلاط متشائم: أستشرف توسيع الحرب*
2024-06-24 09:10 ص 237
لبنان ليس للبيع... مولوي: نرفض الإغراءات المالية لتوطين النازحين*
2024-06-22 09:59 ص 197
تطوّر "لافت"... أميركا تكشف مكان السنوار وقادة حماس في غزة
2024-01-13 09:01 ص 268
خطة غالانت لما بعد حرب غزة.. هذه أهم بنودها
2024-01-04 09:09 م 320
مفوضية الجنوب في كشافة الإمام المهدي خرجت 555 قائدا وقائدة
2017-07-10 10:26 ص 1666
إعلانات
إعلانات متنوعة
صيدا نت على الفايسبوك
صيدا نت على التويتر
الوكالة الوطنية للاعلام
انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:
زيارة الموقع الإلكترونيتابعنا

لوائح جديدة للانتخابات البلدية والتحضيرات تنطلق بعد رمضان
2025-03-14 06:41 م

علماء: عثرنا على "سفينة نوح" التي أنقذت البشرية قبل 5 آلاف عام
2025-03-13 05:15 ص

بالصور شخصيات صيداوي في إفطار معراب..
2025-03-08 10:42 ص

بالصور أمسيات رمضانية مميّزة في صيدا بحضور بهية الحريري د حازم بديع
2025-03-08 10:40 ص

بهية الحريري ..مدينة صيدا وصيدا بهية الحريري
2025-03-04 06:14 م

سيدة تخسر مبلغاً ضخماً وتغلق الهاتف في وجه محمد رمضان
2025-03-03 05:29 ص

قميص زيلينسكي في لقاء ترامب يثير مقارنة مع ماسك وتشرشل
2025-03-03 05:20 ص

يا نايم وحّد الدايم.. يا نايم وحّد الله، قوموا على سحوركم، جايي رمضان يزوركم