في اطار مشروعها "شباب بدون مخدرات " الذي اطلقته بالتعاون مع مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة على مساحة الأرض اللبنانية ، تمضي جمعية امان الشبابية في حملتها الأوسع من نوعها للتوعية حول مخاطر المخدرات والإدمان والتي تتوجه فيها بشكل اساسي ومباشر الى طلاب المدارس والجامعات كونهم الأكثر تعرضا ً لمخاطر تفشي هذه الآفة الإجتماعية الخطرة . 

أكثر من 16 محاضرة وندوة وورشة عمل جالت بها جمعية أمان على مختلف المناطق اللبنانية منذ اطلاق الحملة من صيدا في مطلع شباط الماضي برعاية رئيسة لجنة التربية والثقافة النيابية النائب بهية بهية الحريري .

وشمل هذا المشروع حتى الآن ندوات ومحاضرات في صيدا( ثانوية حسام الدين الحريري ودار رعاية اليتيم وثانوية الصبيان الرسمية) وفي بعبدات– المتن(مدرسة الطفل يسوع)، وفي طرابلس( كليات الجامعة اللبنانية )، عكار، البقاع الأوسط وبيروت .. ويحاضر في هذه الندوات في الشق القانوني المحامي فضل ابوظهر ، وفي الشق التربوي زينب الجباعي ، وفي الشق الإجتماعي كل من الميسّرين الاجتماعيين " ريتا جورج طانيوس، أحمد حلواني، فاطمة معروف ، وسارة الشيخ علي ،والمحامي عبدالله عبد الرحيم " وتتراوح أعمار الشباب الذين يتوجه اليهم المشروع بين 15 و21 سنة ، وذلك تحت اشراف منسق الحملة في لبنان طارق أبو زينب . ويتخلل الحملة عرض فيلم وثائقي يروي تجربة شاب جامعي مدمن سابقا والضغوط النفسية والاجتماعية التي تعرض لهاجراء الإدمان والأسباب التي دفعته للجوء إلى التعاطي وتجربته داخل اسوار السجن .

وتسلط الحملة في عناوينها العريضة الضوء على أسبابالتعاطي والتي غالبا ما تكون ناتجة عن فراغ عاطفي أو فكري أو اجتماعي أو علمي وكذلك الشق القانوني فيما يتعلق بأحكام القضاء على الشخص المدمن والمروج والمتجر بالمخدرات وكذلك دور قوى الأمن الداخليفي مكافحة هذه الآفة من خلال ملاحقة المروجين والمتاجرين وإتلاف العديد من زراعة المخدرات في بعض المناطق ودور الدولة في مكافحتها من خلال ايجاد زراعات بديلة .

وأمس ، حطت الحملة رحالها في كلية الحقوق والعلوم السياسية في الشمال بحضور منسق الحملة طارق أبو زينب ، وبمشاركة من مدير الكلية الدكتور جورج شدراوي ، ثم عرض مسير الجلسة في الشمال أحمد حلواني بكلمة بإسم " جمعية امان الشبابية ومؤسسة الحريري للتنمية البشرية"  لأهمية هذا المشروع التوجيهي في طريقة عرض المشكلة وتوعية الشباب والمجتمع على مخاطرها داعيا الى رفع توصيات الى كل الجهات المعنية كي يصار الى حل جزئي لهذه الآفة المتفشية بين شبابنا وفي مجتمعنا. وبعد عرض فيلم يروي تجربة مدمن ، حاضر الدكتور جرجس طعمة فقال: إن قضية التصدي للمخدرات يجب أن تتم بالتعاون بين إدارات الدولة الرسمية من وزارات الصحة، الداخلية، المالية، الزراعة، الإعلام، التربية والتعليم العالي، الشؤون الاجتماعية، لافتا الى أن قانون المخدرات والسلائف ينص على إنشاء المجلس الوطني لمكافحة المخدرات برئاسة رئيس مجلس الوزراء واستحداث لجنة الإدمان على المخدرات بقرار من وزير العدل، ولكن لحينه للأسف لم ينفذ هذا القانون لأسباب شتى علماً أن هذا القانون العصري يتضمن إقامة مراكز تأهيل للدولة تمنح المدمن المريض الذي يتقدم تلقائيا أمام لجنة مكافحة الإدمان من تلقاء نفسه الإعفاء من العقوبة.. ورفع طعمة بعض التوصيات حول كيفية منع انتشار آفة الإدمان على المخدرات وأبرز ما فيها:السعي الجاد و الفوري لانشاء مصحات و مراكز علاج في المناطق لمعالجة المصابين والمتعاطين، مطالبة القضاة بالرأفة بحالة المتعاطي الشاب والطلب الفوري بتحليل دمه عند توقيفه ، وتكثيف حملات التوعية والارشاد من قبل المجتمع المدني.

وقال المحاضر المحامي فضل ابو ظهر فيما يتعلق بالشق القانوني أن الهدف من هذه الناحية هو شرح أحكام القانون المتصلة بموضوع المخدرات ، فقال ان عقوبة جنحة تعاطي المخدرات هي السجن لفترة تتراوح بين ثلاثة اشهر وثلاث سنوات ، وأن عقوبة جناية الاتجار بالمخدرات تبدأ من السجن خمس سنوات وقد تصل حتى المؤبد..متناولا الفارق القانوني بينهما والعقوبات التي تطبق بحق مرتكبيها. ومشددا على ضرورة التوعية القانونية فيما خص جرم التعاطي، ولفت الى ضرورة التنبه الى مخاطر بعض الأفعال التي تندرج ضمن جرم التعاطي المعاقب عليه في قانون العقوبات اللبناني وخاصة فعل تجربة التعاطي التي تعد كافية لتطبيق مواد القانون واعتباره مجرما معاقبا على فعله بالجنحة المذكورة .

وقال منسق الحملة في لبنان طارق ابوزينب في كلمة له أن هذا المشروع أن هذه الحملة ستتوج بإعداد وعرض تقارير حول درجةالوعي المتوافرة لدى الشباب حول موضوع الإدمان على المخدرات ومضارها ليستكملالمشروع فيما بعد في كافة الأراضي اللبنانية بندوات وورش عمل مكثفة منها قانونية ، اجتماعية ، صحية ، ونفسية ، لمحاربة هذه الآفة الاجتماعية الخطيرة .ومن حق شبابنا علينا وعلى مؤسسات الدولة والمجتمع المدني والأهلي ، تحصين حياتهم ومجتمعهم ضد هذه الآفة الخطرة ، حفاظا على ثروة لبنان وهي الشباب ولبناء مجتمع بعيد من الإدمان ورأى أن للإعلام دورا في التوعية من خلال تسليط الضوء الاعلامي على مضار التعاطي والإدمان وتخصيصبرامج دورية عن الإدمان والمدمنين للحد من هذا الظاهرة ونحن كجمعية أمان الشبابية مستعدون للمساعدة على كافة الأصعدة .