×

يقع عند مدخل صيدا الشمالي وفيه 350 محلاً تجارياً

التصنيف: إقتصاد

2013-11-27  06:28 ص  1159

 

أبقلم ثريا حسن زعيتر

يطرح  العقل التجاري والاقتصادي في مدينة صيدا أفكاراً ومشاريع من أجل كسر الجمود وتنشيط دورة البيع والشراء، وآخرها مشروع «سوق صيدا التجاري» الذي يمضي قدماً الى الأمام، حيث يشق طريقه، وإن ببطء بمبادرة  فردية من محمد منير النقوزي، لدعم جيل الشباب وتمكين أصحاب المشاريع الصغيرة وتنمية قدراتهم وتطوير مهاراتهم، في إطار خطة طويلة الأمد لتطوير الصناعة والتجارة الشبابية في صيدا والجوار حتى يقال أن «صيدا مدينة تراثية بامتياز»، وبالتالي تحريك وتنشيط العجلة الاقتصادية في مدينة صيدا والجنوب...
و«سوق صيدا التجاري»، صرح اقتصادي وتنموي جديد في المدينة وهو عبارة عن معرض دائم عند مدخل مدينة صيدا الشمالي، يضم حوالى 350 محلاً تجارياً تم دعمهم باستثمار أموالهم وبمبالغ صغيرة من خلال فتح محلات تبيع كافة أنواع البضائع من حرف يدوية ونحاسيات نادرة، يبلغ عمرها أكثر من 200 عام، ومأكولات شعبية وتصنيع الملابس التراثية، بالإضافة إلى مقاهٍ ومطاعم، كما يهدف المشروع أيضا العمل على مساعدة الشباب لخلق وإيجاد فرص عمل جديدة في مدينة صيدا...
«لـواء صيدا والجنوب» حط رحاله في السوق واطلع على أهمية المشروع، واستمع من أصحاب المحال على آرائهم وتطلعاتهم المستقبلية...
سوق صيدا
على مساحة بضع دونمات، يمتد «سوق صيدا التجاري»  الذي يشرف عليه محمد منير النقوزي عند مدخل صيدا الشمالي، تم تقسيمه بطريقة منظمة، وقال النقوزي: «إن السوق يضم نحو 350 محلاً، شغل منها حتى الآن 300 بقيمة تأجيرية مئة دولار فقط شهرياً، وهو سعر زهيد قياساً بالأسعار في هذه الأيام، والهدف تشجيع المبادرة الفردية وتنوّع العروضات، حيث يضم مطعما ومقهى، ومحلات مأكولات ومطاعم سندويشات، ومقاهٍ، ومحال ثياب ومعارض رسومات وتحف فنية، من صيدا وإقليم الخروب ومختلف مناطق الجنوب، حيث يفتح أبوابه يومياً من الساعة العاشرة صباحاً حتى العاشرة ليلاً في حركة لا تهدأ».
{ قرر جهاد وهبي، الذي تقاعد من الجيش اللبناني في العام 2010 أن يُمارس هوايته في الرسم مجدداً، بعدما منعته عنها مهامه العسكرية الوطنية، فوجد في السوق ضالته المنشودة للتعبير عن أفكاره رسماً، قال: «لقد وفدت إلى السوق كي أعبّر عن إرداتي في الرسم، استأجرت محلاً لأعرض الرسومات، هنا أشعر بالارتياح وبتلاقي الأفكار».
وأضاف: «منذ الصغر لديّ موهبة الرسم، بدأت معي في الصفوف الابتدائية، إذ كنت أرسم، وتنال رسوماتي إعجاب المعلمين والطلاب والمدير، ويعلقونها في الإدارة، ودخلت الجيش وتوقفت عن الرسم، وعندما تقاعدت، عدت للرسم مجدداً، فكرت بافتتاح معرض عبر استئجار محل، فوجدت الأمر مكلفاً، فجئت إلى هذا السوق، لأنه شعبي والأسعار مقبولة، وقررت خوض غمار التجربة لأعرض الرسومات المتنوّعة، ومنها المناظر الحلوة».
وتابع: «ما زلنا في بداية الطريق، فالحركة ضعيفة، وآمل في المستقبل أن تزداد ويصبح هناك إقبال رغم الأوضاع السياسية والاقتصادية الصعبة، لأن ركود سوق صيدا يُؤثر سلباً على الحركة هنا، ونحاول أن نحرك دورة النشاط، وخاصة أن السوق يقع عند مدخل صيدا الشمالي، وهو نقطة تلاقي لجميع المناطق في صيدا والجنوب وإقليم الخروب».
خطوة ومستقبل
{ بينما قال عدنان بربر (صاحب كافتيريا): «لقد مضى عليّ في هذا السوق شهر واحد فقط، الأمر مقبول، والحركة تزداد بعد الظهر بعدما تكون صباحاً خفيفة، أعتقد أن للسوق مستقبلاً، وهو خطوة أولى على طريق تشجيع المبادرات الفردية، ونأمل أن يتطوّر وخاصة أن هناك حركة مساءً، ومساحته تستوعب كل الناس والأهم انه قريب من إقليم الخروب وصيدا وقرى منطقتها، ويحتاج إلى بعض الوقت كي يزدهر».
ودعا بربر إلى «تشجيع مثل هذه المبادرات الشعبية خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة، فأصحاب المحلات يجدون رزقهم، والمواطنون يشترون الأرخص، وفي كلا الحالتين الأمر مفيد وينشّط الدورة الاقتصادية والتجارية».
تجربة وتنوّع
{ وأكد صاحب محل التحف القديمة فؤاد أنتيكا «لقد أحببت أن أكرر التجربة في صيدا، فلديّ محل في برج حمود، إضافة إلى بسطة في سوق الأحد في بيروت، حيث يتحوّل إلى معرض كبير يومي الجمعة والسبت، التجربة ما زالت في بدايتها، هناك أشياء كثيرة لم أعرضها في صيدا لأنها لا تتماشى مع واقعه، ففي صيدا كثير من الناس لا يحبون هذه «الأنتيكا»، بل يحبون الراديو أو النحاسيات، أما «الفرعونيات» أو «البرونزنيات» فهم يبتعدون عنها لأن عاداتهم إسلامية، ويخشون من التشبّه، فهم يتفادون اقتناء التماثيل مثل «الأسد»، حتى «الخشبيات» التي فيها رؤوس لا يقبلون عليها، أحاول أن أوسّع عملي في السوق الشعبي لأن أحد أبنائي يحب هذه المهنة، فقررت أن أعمل محترفاً في صيدا، بعدما كنت افتتحت مركزاً للبيع بالجملة على صعيد الجنوب».
وأضاف: «مضى عليّ وقت طويل في المهنة، ولديّ معارف كثر، يقصدني كبار السن وأشخاص يجمعون الخردة، فاشتري منهم ما يعجبني، وقد اشتريت مؤخراً قطعة نحاسية جميلة جداً عمرها 200 عام وبمبلغ زهيد، لأنني اشتريتها بالكيلو، فيما قيمتها كبيرة جداً، لأنها تعود إلى عهد العثمانيين، وأنا هنا لا أركز على نوع محدد، بل على جميع الأصناف، النحاسيات وغيرها، البيانو واللوحات أيضاً حتى لا يتم تقليدها وتكون مميّزة لدى الزبون ولا أحد يضارب عليها».
حركة وإقبال
الى جانب أصحاب المحال، تبدو حركة السوق نهاراً ضعيفة، تزداد اقبالاً في ساعات المساء والليل، وتبلغ ذروتها في عطلة نهاية الأسبوع، يومي السبت والأحد، وقالت المواطنة منيرة الجمل، وهي تجول في أرجاء المعرض: «جئت إلى هنا لتشجيع الموجودين في السوق، وما زالت حركته بطيئة لأنه يقع في منطقة بعيدة نسبياً عن قلب المدينة».
وأضافت: «فكرة السوق الشعبي حلوة وتستحق التشجيع، وهي موجودة في مدينة صور، لكن الفارق أن السوق الشعبي في صور قريب جداً من السوق العادي، فيشهد الإقبال عليه، أما هنا فهو بعيد بعض الشيء، والناس تحتاج إلى المعرفة للوصول إليه، مثل الإعلانات والدعايات كي يعلم به كل الناس فيقصدونه».
وختمت: «إنها تجربة رائدة ولو هناك مساحة كبيرة في قلب المدينة لكان من الممكن أن تستغل في إنشاء مشاريع أخرى مثل السوق الشعبي، ويكون الإقبال عليه كثيفاً، في السوق توجد نفس البضائع في أسواق صيدا، سواء أكانت غالية أو رخيصة، لأن أصحابها لهم فروع هنا، وباعتقادي أن السوق فُتح كي لا يُقفل لكنه يحتاج إلى حضور ومشاركة الناس، وحسب سوق صيدا الوضع صعب، وهناك ركود في حركة البيع والشراء، ونأمل أن  نتجاوز هذه المحنة».

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا