×

شكّل إضافة نوعية لخدمة الفئات الأقل حظاً في صيدا

التصنيف: Old Archive

2013-11-27  06:30 ص  714

 


الروتين والغضب لدى محاولة التغيير، تترافق مع العزلة والانطواء على الذات، إضافة الى التركيز على الأجزاء وليس شمولياتها، فضلاً عن التأخّر في اللغة واضطراب التواصل في التعبير والسلوك...
صفات تدل على سمات التوحّد واضطرابات التواصل، والتي تتطلب برامج خاصة لكل حالة على حدى، الأمر الذي وضعته «جمعية رعاية اليتيم» في صيدا ضمن برامجها من خلال افتتاح «مركز عبد القادر جميل القطب لصعوبات التواصل واللغة وسمات التوحّد» الذي شكّل نقلة نوعية في تقديم الخدمات لذوي الاحتياجات الإضافية... تكلفة تزيد عن 7 آلاف دولار لكل طالب سنوياً، أمر زاد من الأعباء المادية على الجمعية، لكن الاحتضان من قبل المجتمع اللبناني عموماً والصيداوي خصوصاً شكّل ركناً أساسياً في خدمة الفئات الأقل حظاً في مدينة صيدا ومنطقتها... «لـواء صيدا والجنوب» يُسلط الضوء على عمل هذا المركز، ودوره في تنمية القدرات الخاصة وصولاً الى الدمج المدرسي أو الانخراط في التعليم المهني...
الداخل الى مركز عبد القادر القطب، يجد الجميع وقد انخرط في عمل دؤوب يهدف الى اخراج الأطفال من حالتهم، ورغم الحفاظ على خصوصية كل طفل وميله الى العمل الفردي، لكن يأتي العمل الجماعي ثماره أيضاً، خصوصاً إن كان الاحتفال بمناسبة وطنية كعيد الاستقلال.
أما تعلم المهارات المتعددة، فتستخدم لأجلها وسائل متنوعة من الفنون والألعاب المفيدة، فضلاً عن استعمال وسائل الإيضاح لاكتساب المهارات التي تترافق مع اكتشاف المواهب وتنميتها.
برامج خاصة وفق القدرات
{ رئيس «جمعية رعاية اليتيم» في صيدا الدكتور سعيد المكاوي أشار الى «أن جديد الجمعية كان افتتاح «مركز عبد القادر جميل القطب لصعوبات التواصل واللغة وسمات التوحد»، حيث تم تأهيله بمنحة من المحسن الكريم محمد القطب».
وقال: «الفكرة جاءت بناءً على حاجة ظهرت من خلال قسمي الصعوبات التعليمية في «مدرسة أجيال صيدا» والعيادات الخارجية للصعوبات التعليمية والنطق والعلاج النفسي في الجمعية، فمن خلال المركزين ظهرت حالات لأطفال يعانون مشاكل أكثر من الصعوبات التعليمية وأقل من التوحد، وهم يحتاجون الى مراقبة وعناية ومتابعة من قبل الأخصائيين عبر برامج خاصة، وذلك للوصول الى مرحلة دمجهم في المدارس أو الحاقهم بالتعليم المهني وفق قدرات كل منهم».
وأضاف: «بناء على هذه الحاجة، أقدمت الجمعية على انشاء هذا المركز وذلك بعد اعداد «الكادر» المطلوب ووضع الخطط المناسبة والمناهج التي سيتم التعامل بها، وكانت المفاجأة مع بداية التسجيل، أنه تم تقديم 50 طلباً للالتحاق بالمركز، ولكن لم نستطع استقبال سوى 30 حالة».
عبء إضافي على الجمعية
وعن تكاليف الدراسة في هذا المركز قال: «إن المركز هو من المراكز القليلة في المنطقة الذي يستقبل مثل هذه الحالات، ولكنه يشكّل عبئاً مالياً إضافياً على الجمعية، لأن كل طالب يكلف ما يقارب 7 آلاف دولار سنوياً، وبما أن نوعية الطلاب الملتحقين بالمركز، هم من الطبقات المتوسطة الدخل أو من طلاب «أجيال صيدا» الذين يعدون من الطبقات الفقيرة، لذلك قامت الجمعية بتحمّل العبء الأكبر وطلبنا من الأهل تحمل جزءا من هذه الكلفة».
وأضاف: «كما نسعى مع وزارة الشؤون الاجتماعية لمساعدتنا في هذا المجال، والجمعية قامت بإطلاق مشروع كفالة طالب قيمتها 2000 دولار سنوياً على أمل الاستمرار بهذا القسم لتطوير خدماته واستقبال عدد أكبر من الأطفال، كون المنطقة بحاجة الى تقديم مثل هذه الخدمة والعناية الخاصة الى هؤلاء الأطفال كي نصل بهم الى بر الأمان، وذلك على غرار الكفالات الأخرى مثل تعليم طالب في أجيال صيدا بقيمة 800 دولار، كفالة يتيم 1000 دولار، وكفالة حقيبة وكتاب بقيمة 100 دولار».
وأكد «أن لكل ولد برنامج خاص به، خصوصاً أننا نرى قلّة في عدد المراكز التي تستقبل الأطفال الذين يعانون من التوحد، وخصوصاً الذين لديهم اضطرابات سلوكية لأنهم يحتاجون الى عناية فائقة واهتمام زائد، فضلاً عن برنامج متخصص لكل حالة على حدى».
الروتين وتعدد المهارات
وعن كيفية اكتشاف سمات التوحد قال: «يُمكن اكتشاف سمات التوحد من خلال سلوك الأولاد، فإن كان الطفل يقدم على سلوك متكرر في المنزل أو يغضب لأمور عادية لا تستدعي الغضب بل الفرح أو العكس، كما أنه يحب أموراً بعينها سواءً كانت مادية أم معنوية، وجب على الأهل الالتفات الى هذا السلوك لمعرفة إن كان الطفل يعاني من سمات توحد، وهؤلاء الأطفال يحبون الروتين بشكل كبير، وصولاً الى عدم تغيير أي شيء في المنزل من مكان الى أخر، كما يرغبون بتكرار الكلام اللغوي أو التصرفات ذاتها، من هنا يجب استشارة الأخصائيين في هذا المجال لتشخيص الحالة».
وعن المهارات التي يتم تعليمها، قال: «يتعلم الطلاب مهارات ذهنية واجتماعية وعاطفية وذلك حسب قدرات كل طفل، حيث يتم العمل مع كل حالة بشكل فردي، وأحياناً نجد أن هذه الحالات تتمتع بمواهب خاصة، فعلينا القيام بتنميتها، وبناء على التقييم الذي تقوم به المدرسات بشكل يومي يمكن أسبوعياً من خلال التواصل مع الأهل معرفة الأمور المشتركة التي يقوم بها الطالب في المنزل والمدرسة معاً، لمعرفة رغباته وميوله والمواهب التي يتمتع بها، ومن ثم القيام بعد ذلك بتنمية هذه المهارات والقدرات الخاصة».
احتضان المجتمع اللبناني
وحول الدعم المادي للمركز قال: «نظراً لأهمية المركز بالنسبة للمنطقة، فإننا نسعى لتطويره كونه يشكّل إضافة نوعية الى مؤسسات الجمعية ومراكزها، حيث أن أعمال الجمعية تتوسّع بفعل الحاجة، ولكن نحتاج الى مساعدة الجميع، خصوصاً أننا في الفترة السابقة كنا نتلقى دعماً من أهل الخير في مناطق الخليج العربي لتنفيذ مشاريع الجمعية، ولكن بسبب الأوضاع في المنطقة ولبنان قلّ الدعم الخارجي».
وختم المكاوي: «لكن ما يثلج القلب هو الدعم والرعاية من قبل القطاع الأهلي في لبنان. وأصبح الاعتماد الكلي وليس الرئيسي وحسب، على أهل البلد، ومن خلال التجربة فإن أهل الخير في صيدا ولبنان يقومون بدور داعم للجمعية في خدمة الحالات الأقل حظاً والفئات الاجتماعية المحرومة لتحسين مستوى ونوعية المجتمع والخدمات المقدّمة له

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا