×

موقوف يتدرج من القوة الضاربة فيحزب الله إلى زعيم عصابة

التصنيف: إصدارات مركز هلال

2013-12-03  05:41 ص  931

 

من عنصر سابق في القوة الضاربة التابعة لأمن الشخصيات في "حزب الله" الى زعيم عصابة سلب وسرقة، تدرج محمد نبيل الجوني الذي يوصف بالرجل الخطير بعدما استطاع وافراد عصابته سلب سبعة مصارف في عمليات محترفة اسفرت احداها عن مقتل النقيب الشهيد ريان الجردي.
يحلم الجوني بتزعم حزب قوي كـ"حزب الله"، لكن الظروف عاكسته، ووقع الخلاف بينه وبين قيادة الحزب بعد تسعة اعوام من انضوائه تحت جناحه.
"انا لست شخصاً سيئاً"، يقول الجوني اثناء استجوابه امام المحكمة العسكرية الدائمة باحدى الدعاوى الملاحق بها والمتعلقة بالقيام بأعمال ارهابية ونقل متفجرات، "فقد ساعدت عائلات كثيرة في منقطتي الشياح، ووزعت 400 مليون ليرة على الفقراء"، يضيف الجوني الذي لم يتردد في الاعتراف بقتل الجردي مبرراً ذلك بالقول: "النقيب اخطأ معي".
لا يؤمن الجوني بالمحكمة العسكرية ويعتبر ان هناك محكمة الله التي تغفر القلوب.
ويتحدث مطولاً امام المحكمة برئاسة العميد الركن الطيار خليل ابراهيم عن نفسه ومنذ نشأته، الى ان اوقف ظلماً، كما يقول، واطلق في العام 2009 بعد عام و9 اشهر على توقيفه، وكانت هذه المدة كافية للنقمة على من ظلموه، وفق تعبيره. واضاف: "لو اردت اغتيال قضاة لفعلت انما لم يكن بنيتي ذلك".
ويتحدث الجوني باستخفاف عن مسألة التخطيط لاغتيال قاضيين، كانا السبب في توقيفه كما يقول ويعتبر الاسماء التي ضبطت على دفتر صغير خاص به يحوي اسماء قضاة وضباط وحتى فنانين، مجرد "حشرية" ولعبة كان يمارسها مع اصدقائه، خلال تجوالهم على الطرقات، وذلك باستحصالهم على اسماء اصحاب السيارات المارة عبر برنامج خاص موجود على كل الهواتف الخلوية.
و"غنم" الجوني وعصابته ملايين الدولارات من سلسلة المصارف التي سطوا عليها، واقر بغنيمة احد المصارف التي بلغت نحو 6 ملايين دولار.
وفي معرض محاكمة "العسكرية" خمسة موقوفين بأعمال ارهابية بينهم الجوني، افاد كمال جلول انه يملك متفجرات قديمة العهد وغير صالحة، لكنه اراد التخلص منها، ببيعها مقابل عرض مغر. وقال بأنه كان على علاقة جيدة مع "حزب الله"، لكن هذه العلاقة ساءت بعد مقتل شقيقه في ظروف غامضة. واضاف أن المدعو ميلاد صالحاني عرفه على المتهم عصام درويش على اساس انه طبيب اعشاب، وعرض على الاخير شراء المتفجرات بـ3 آلاف دولار، فضلاً عن الغام وصواعق، وقال عنهم درويش انهم "فالصو".
اما المتهم علاء الجابري فأفاد بأنه تعرف على درويش على اساس انه يعمل بالطب العربي، الى ان طلب منه الاخير تحضير عبوة كون الجابري خضع لدورات على المتفجرات ضمن "فتح الانتفاضة". فقام بتحضير 3 عبوات زنة كل واحدة نحو كيلوغرامين ووضعها في علب حديد، نافياً علمه بالهدف من تحضير العبوات او وجهة استعمالها، واضاف أنه تقاضى مقابل ذلك من درويش مبلغ مئتي دولار. أما حنا بولس فأفاد بأنه جل ما قام به هو ايصال عصام درويش إلى علاء الجابري ولا يعرف أياً من المتهمين الآخرين.
وباستجواب محمد الجوني قال: ترعرعت في الضاحية وكنت أملك محلاً لبيع وتصليح الدراجات النارية، وبعد ان "أكرمني" القضاء بتوقيفي سنة و9 أشهر ثم تبرئتي خرجت من السجن عام 2009. وبسؤاله أجاب: لو بدّي راسهم للقاضيين عبدالرحيم حمود وهنري خوري لقتلتهم.
ورداً على سؤال افاد انه تعرف على عصام درويش في السجن على أساس انه طبيب اعشاب. اضاف: بعد خروجي من الجيش التقيت به صدفة وطلب مني تأمين عمل له بعدما أبلغني انه ملم بالاسلحة والمتفجرات، وعلى سبيل المزاح قلت له: اعمل لي متفجرة، وبعد ايام ابلغني ان سعر المواد 10 آلاف دولار فأعطيته 11 ألفاً. ويضيف الجوني: بعد فترة اتصل بي ودعاني الى الغداء ولم نتطرق الى موضوع العبوة ولدى مغادرتي سلمني كيساً يحوي 3 عبوات لأن المواد تكفي لصنع 3، فضحكت وأخذت الكيس ورميته في المنزل في البدء بعد نزع الأشرطة ثم نقلته الى مستودع حيث بقوا فيه حوالى 8 اشهر بعد ان نسيت الامر.
وبسؤاله قال بأنه كان ينوي استعمال عبوة لإلهاء القوى الأمنية بها اثناء سلبه مصرف بيبلوس في جبيل والذي غنم منه نحو 6 ملايين دولار.
واعترف الجوني بسرقة 7 مصارف لكنه لم يعد يذكر قيمة الاموال التي حصل عليها.
وردا على سؤال قال الجوني انه لم يكن عنده مشكلة انما بعد قتل شقيقه من قبل شعبة المعلومات وقعت المشكلة. واضاف: كانت العبوات في حوزتي منذ 7 اشهر آنذاك عندما قتلوا اخي، ولو أردت اغتيال القاضيين حمود وخوري لأنهما أوقفاني لفعلت بواسطة ألغام.
وعن أرقام سيارات القضاة التي استحصل عليها بعد استطلاعه "عدلية بعبدا" قال: غير صحيح، كان ذلك بداعي الحشرية حيث كنت وأصدقائي أثناء تجوالنا نستحصل على أصحاب أرقام السيارات على الطريق من خلال برنامج موجود في الهاتف، ومن بينهم متوفون ومسافرون.
وسئل عن النقيب الذي قتله فقال ببرودة أعصاب: النقيب أخطأ معي، وما كان ليحصل ما حصل. وعن نجيب جبر قال الجوني انه تعرف عليه في السجن على اساس انه شيخ واضاف: أنا ابن حزب الله 9 سنوات وكنت ألخص أحاديث لأجادله بها.
وسئل عن فتوى اعطاها جبر للجوني تجيز له سرقة المصارف فقال: قال ان المصارف هي اماكن ربوية وحلال اغتنامها. وأضاف: ما في نوع سرقة حلال، ولا شريعة تحلل السرقة.
وبعدما أفاد انه اعطى جبر مبلغ 4 آلاف دولار على دفعات، سئل عن سبب اعطائه ذلك المبلغ لشيخ ينتمي الى غير مذهبه فأجاب: عندما زرته في منزله في البقاع، رأيت ان حالته المادية يرثى لها. انا وزعت 500 مليون ليرة على الفقراء في منطقتي الشياح لأني أساعد الفقراء قبل سلبي المصارف. اضاف: أنا لست بإنسان سيئ، إنما الظروف أجبرتني.
سئل: كيف تعطي جبر مالاً وأنت تختلف معه في الفكر، فقال: سبق وساعدت المسيحي والدرزي ايضاً.
ورداً على سؤال قال الجوني: عندما دخلت إلى حزب الله دخلت بهدف الموت موتة شريفة وتدرجت في الحزب وترفعت الى ان اصبحت في القوة الضاربة لأمن الشخصيات. اضاف: حصلت خلافات كثيرة في قيادات الحزب، وطُلب مني تدريس مواد تخالف القرآن.
وعما اذا طلب من جبر تأمين سلاح له قال: هو سألني عن أنواع معينة من الاسلحة، فأجبته بأن حزب الله وحركة أمل وضعوا فيتو على هذه الأنواع.
وبسؤاله عن حلمه في انشاء حزب قال: ان المحقق سألني عن احلامي فأجبته بأني انتميت الى حزب الله لأتفرغ ويكون لدي حزب قوي مثل حزب الله.
وسئل عن مضبوطات اعترف بأنها عائدة له وكانت تستعمل في عمليات السلب.
وأكد المتهم عصام درويش على أقوال الجوني موضحاً بأن الاخير لم يخبره عن الهدف من حصوله على العبوة وقال له ان كل شيء يؤمن له المال يريد ان يعمل به.
وقبل رفع الجلسة الى السابع من آذار المقبل للاستماع الى افادتي محمد منصور وميلاد الصالحاني علق الجوني قائلاً: هذه محكمة ارضية انما هناك محكمة سماوية والله يغفر القلوب جميعاً.

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا