×

La vie d’Adèle المثليّة الجنسيّة على الشاشة اللبنانيّة

التصنيف: المرأة

2013-12-05  08:23 م  1708

 

"أشعر أنّ بي خللاً ما"، هكذا تصف المُراهقة آديل تلميذة الليسيه نفسها، بعد تجربتها الجنسيّة الأولى مع صديقها الشاب. رحلة البحث عن الهويّة الجنسيّة، وعن الميول الجنسية.. أسئلةٌ يطرحها المخرج التونسي – الفرنسي عبد اللطيف كشيش في فيلمه الجديد "La Vie D’Adèle" أو "The warmest color is Blue"، من بطولة الممثلة آديل إكزارشوبولوس بدور آديل، وليا سايدو بدور إيمّا.


الفيلم الذي حاز جائزة "السعفة الذهب" خلال "مهرجان كان السينمائي" لهذا العام، مستوحى من كتاب الرسوم الهزلية: " الأزرق لون دافئ"، للكاتبة جولي مارو.


بيروت هي الدولة العربيّة الأولى التي عرضت الفيلم. وقد مُنع عرضه في بلدان عدّة من الوطن العربي نظراً لمعالجته "تابو" اجتماعي وهو المثليّة الجنسيّة (الفيلم يتطرق الى موضوع علاقة حبّ بين فتاتين).. مع مشاهد جنسيّة وُصفت من العديد من النقاد بالـ"بورنوغرافيّة".


الجمهور اللبناني حظي بفرصة مشاهدة الفيلم في إطار فعاليات الـ"European Film Festival" في سنتر متروبوليس - صوفيل الأسبوع المنصرم.


"La vie d’Adèle" شكّل نقطة جدال واسعة بين النقّاد، وقد تناولته أعمدة الصحافة لجهة تحربة العمل مع المخرج كشيش أثناء رحلة تصوير الفيلم. فقد اتّهمه بعض الفنيين من فريق العمل ممن شاركوه عمليّة الإعداد والتصوير "بأنّ العمل معه صعب جداً، نظراً لساعاته الطويلة.. فضلاً عن منهجه التجريبي في الإخراج، وصعوبة اللحاق به أو التعامل معه". أضف إلى ذلك، إجماع بطلتي الفيلم على أنّ "العمل معه صعبٌ جداً ومروّع، إذ إننا عملنا 700 ساعة على مدى ستة أشهر"، حتى إنّ إحداهما ذهبت إلى حدّ القول إنّها شعرت بأنّها "فتاة هوى" أثناء تصوير مشاهد الجنس. كشيش، لم يغض النظر عن "هذه الهجمات".. وقد نشر رداً شديد اللهجة على موقع "RUE 89"، تحت عنوان "لمن أرادوا القضاء على فيلم حياة آديل".


"آديل" تلميذة في الخامسة عشرة من العمر، اعتادت الخروج مع الفتيان.. ولكن "هناك أمراً ما يبقى ناقصاً" (على حدّ قولها). حياتها سوف تنقلب رأساً على عقب لحظة تعرّفها إلى "إيمّا" الفتاة صاحبة الشعر الأزرق، والطالبة في كليّة الفنون الجميلة. العلاقة العاطفيّة التي تنشأ والشغف القوي الذي يجمعهما، سوف يكون لهما أثرهما على آديل، على "المرأة" الكامنة في داخلها.. في إدراكها لماهيّة الحبّ والجنس، ما يجعلها تخطو باتّجاه الاقتناع بحقيقة ميولها.


كشيش المعروف باعتماده مدرسة "الواقعيّة" (المفطرة أحياناً) في طريقة معالجته الدراميّة للفيلم، نجحت عدسته بتجسيد حياة آديل ضمن إطارات ضيّقة من خلال كاميرا تبسيطيّة – متحرّكة، وإن بدت تحركاتها مرتجلة أحياناً.


ليست حركة الكاميرا فقط هي التي تظهر مرتجلة، بل الحوار برمتّه أيضاً وفي كثير من الأحيان هو مرتجل. عن هذا الأمر يقول كشيش: "إنّ عمليّة بناء السيناريو كانت تتم على مراحل، فلم يكن هناك حوار جاهز.. وكنّا في كلّ مرّة نكتشف أموراً جديداً لنضيفها على المشهد".


الفيلم ينقسمُ إلى محوريْن (كما تدّل التسمية La vie d’Adèle – Chapitre 1 et 2) تدور أحداثه في منطقة "Lille" شمال فرنسا، في إطار "توثيق درامي" إذا صحّ القول على مدى سنوات العلاقة بين الفتاتين، بطلتي الفيلم.


المحور الأوّل يعرض للقاء الفتاتين، فالانجذاب بينهما. هذا المحور يُسلّط الضوء على "الآخرين"، بمعنى ردّة فعل المجتمع وتفاعله إزاء هذا النوع من العلاقات. آديل تصطدم مع إحدى الزميلات في المدرسة عندما تواجهها هذه الأخيرة بـ"تهمة" إنّها سحاقيّة. تقول: "أتظن بأنني سأتحرش بها، عليها أن تفهم بأنني لست سحاقيّة".. ما يعكس هنا صراعها ليس فقط مع المجتمع بل مع نفسها أيضاً.


يعرض الفيلم أيضاً (في هذا المحور)، وبتوازٍ لعائلتي البطلتين. من جهة عائلة مثقّفة، منفتحة ومتحررة. بينما عائلة آديل فبسيطة. (عنصر قد يؤثر على طبيعة العلاقة بينهما، على تقبّلها.. وعلى محاولة آديل العبور من الانطواء إلى الخروج من قوقعتها العاطفية).


المحور الثاني يعرض لعملية "الانفصال" بين الفتاتين، لانتهاء علاقتهما، فضلاً عن تقدّمهما في مجال عملهما؛ آديل معلمة أطفال وإيما فنّانة (رسامة). من المشاهد الفاصلة في هذا المحور، مشهد لقاء آديل بإيما في مقهى. تكتشف آديل أنّ إيما صار لديها طفلة من شريكة أخرى تُدعى لويز، التي كان سبق لها أن أقدمت على عمليّة تلقيح اصطناعي.

 

يقفل الفيلم على المشهد الأخير، تخرج آديل من كاليري حبيبتها السابقة، حاسمة أمر انتهاء العلاقة بينهما، وقد التقت شريكة إيما الجديدة. يلحق بها شاب صديق من معارف إيما. ترى هل في الأمر من تتمة؟


لجهة الأداء، استطاعت الممثلة (اسمها الحقيقي) بدور آديل أن تنقل بإقناع "الحالة العاطفيّة". في وقت تفوقت الممثلة ليا بترجمة البناء الدرامي لشخصيّتها وصولاً لابتكارها منظومة تحركات، وعادات، وتصرّفات خاصّة بشخصيّة "إيمّا".


الكيمياء بين الممثلتين تكاد تخطف أنفاس المُشاهد. يشهد على ذلك إنسياب سلس للحوار.. وتناغم في تأديتهما للمشاهد الجنسيّة التي جاءت جداً طبيعية بينهما. وكأن المشاهد امام علاقة حقيقيّة بينهما تتخطى فقط الأداء وراء الكاميرا (وفي هذا شهادة لتمثيلهما الرائع). في هذا الإطار تقول ليا خلال مؤتمر صحافي على هامش "مهرجان تورنتو السينمائي"، إنّ ما رصدته "الكاميرا كان أمراً طبيعياً، واعتقدت أنّها عكست جزءاً من علاقتنا (ليا وآديل)".


على صعيد المعالجة بمفهوم إخراجه للعمل، استخدم كشيش الكثير من "المشاهد الصامتة" التي تعرض مثلا لفصول من الحياة اليوميّة العادية (الجلوس إلى مائدة الطعام – القيام بالواجبات المدرسيّة، إلخ). ولا ندري ما إذا كان المطلوب من هذه المشاهد التي "أُقحمت" في سياق الفيلم من أن تؤدّي دورها في إبراز الجانب الرومانسي في العلاقة وقد "أكثر" من هذه المشاهد في الفيلم.. ما أدى، للمفارقة، الى نوع من "فرملة" لعمليّة الانسياق الدراميّ للقصّة.

 

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا