×

كان يفترض بالمتجهين من صيدا الى بيروت بعد ظهر الأربعاء، أن يصلوا في 40 دقيقة

التصنيف: Old Archive

2013-12-06  07:49 ص  611

 

كتب رأفت نعيم:

كان يفترض بالمتجهين من صيدا الى بيروت بعد ظهر الأربعاء، أن يصلوا في 40 دقيقة على أبعد تقدير. لكن الأمطار الغزيرة التي فاجأت الدولة فزادت عجزها وارباكها، كانت كفيلة بتمديد الرحلة الى ساعات، أمضاها عدد كبير من أبناء صيدا والجوار الذين كانوا في طريقهم الى العاصمة عبر نفق خلدة.
يقول محمد عفارة، وهو موظف، أنه كان في طريقه بسيارته الى مطار رفيق الحريري الدولي لإيصال صديق كان ينوي السفر، لكنه فوجئ لدى وصوله الى اول الطريق نحو نفق خلدة، بازدحام سير خانق ترافق مع تساقط الأمطار بغزارة. فظنه للوهلة الأولى عادياً او بسبب حادث سير عرضي، داخل النفق. لكنه سرعان ما وجد نفسه عالقاً وصديقه بسيارته في منتصف الطريق قبل أمتار من النفق الأول. ويضيف: عندها توقف السير وتوقف الزمن ولم نكن نعرف أن "قصتنا طويلة" وأطول منها قصة الإهمال في هذا البلد.
ويرى هلال حبلي أن من المؤسف بل من العار بالنسبة لبلد كلبنان، أن يحدث فيه ما حدث. فهل يعقل أنه بعد كل تلك الانجازات التي تحققت منذ عهد الرئيس الشهيد رفيق الحريري على صعيد الانماء والإعمار والبنى التحتية وشبكات الطرقات والأنفاق، ان تقف الدولة عاجزة عن تأمين تصريف مياه الأمطار. وهو اقل ما يمكن ان تقوم به مؤسسة رسمية تجاه مواطنيها. وهل يعقل أن يمضي آلاف اللبنانيين ساعات طويلة محتجزين على الطرقات، فقط لأن دولتهم أسقطت من حساباتها أن هناك شتاء قادماً يجب ان تستعد له! فاذا بهذه الدولة تغرق في ارباكها وعجزها، بل تغرق في شبر ماء.
وتقول مايا نقوزي وهي طالبة تتابع دروسها في بيروت، انها اضطرت لأن تبقى لأكثر من ست ساعات عالقة على الطريق وأهلها كانوا قلقين عليها. ومثلها كثيرون. وأنها شاهدت الكثير من الحالات الصحية والانسانية ومن بينهم مرضى كانوا في سيارات او حافلات علقت داخل النفق أو عند اطرافه.
اوتوستراد الكوكودي
مشهد "التشرد" واحد على الطرقات حيث ان الناس على اوتوستراد الكوكودي لم يكونوا افضل حالا الا انهم لم يدعوا اليأس والاحباط يسيطر عليهم بل استفادوا من زحمة السير في التعارف وتناولوا وجبة العشاء مع بعضهم لان الانتظار دام اكثر من 3 ساعات، وتداولوا الاحاديث حيث ان الشتائم على المسؤولين ووزارة الاشغال كانت على كل لسان، وطبعا كان لـ"واتس أب" دوره في التخفيف من وطأة الانتظار ومن قلق الاهل.
المتن الشمالي
تركت فاديا عملها في الحمرا عند الخامسة مساء، وها هي الساعة السادسة ولم تصل الى منزلها في جل الديب، فاتصلت والدتها لتطمئن عليها، ردّت فاديا وبكت، قائلة: "انا تعبانة وجائعة ولا زلت في مكاني اذ ان السيارات على الطريق تكاد لا تتحرك خطوة واحدة الى الامام، واذا استمرت هذه الحالة، ربما لن اصل الليلة الى المنزل"، وما كان على الوالدة الا ان تعطيها المعنويات وتحفزها على الصبر، حتى ان والدها في استراليا اتصل بها عله يساهم في التخفيف عنها. وقالت فاديا: "استخدمت كل وسائل التواصل الاجتماعي كي اضيع الوقت، وعندما رأيت الاشخاص الذين ترجلوا من سياراتهم للذهاب الى منازلهم كنت احسدهم لانني تسمرت لثلاث ساعات دون اي حركة وسط زحمة سير خانقة، والحمد لله، وصلت الى منزلي عند الثامنة مساء".
أقلعت

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا