عشية انتخابات مجلس أمناء <جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية> في صيدا، التي تجرى الأحد المقبل في 21 آذار الجاري، هل ستسفر الساعات القليلة المتبقية عن تأمين الفوز بالتزكية؟

سؤال يطرح في الصالونات الصيداوية بعد انسحاب رئيس الجمعية المهندس محمد راجي البساط، وفوز المرشح الوحيد للرئاسة المهندس هلال قبرصلي بالتزكية للمرة الأولى بهذا المنصب، بعدما كان قد تولى في السابق رئاسة المجلس الإداري للجمعية، ومن ثم رئاسة بلدية صيدا·· أما التنافس على عضوية المجلس، فلم تحسم ساعات دوام العمل المقاصدية أمس (الثلاثاء) الأمر فيها، بعدما استمر 9 مرشحين من أصل 11 مرشحاً لعضوية المقاعد الثمانية، بعد انسحاب الدكتور طلال المجذوب وهشام جرادي، لكن مصادر مطلعة أكدت لـ <اللـواء> أن جهات مؤثرة في الإنتخابات المقاصدية داخل المدينة، تحرص على أن يأتي الفوز للرئيس وأعضاء المجلس بالتزكية، وأن الإتصالات تجرى أيضاً لسحب مرشح جديد لتأمين ذلك··

وفي ذات الوقت لوحظ أن التنافس داخل المقاصد اقتصر على تيار واحد من المدينة، ليترك علامات استفهام عن موقف بقية التيارات السياسية الأخرى، وهل بات التفاهم المكرس منذ سنوات على ضرورة تجنيب المقاصد التنافس السياسي أمراً واقعاً، رغم حدة التنافس الإنتخابي في الإنتخابات النيابية الماضية وانسحاب ذلك على استحقاق انتخابات <غرفة التجارة والصناعة والزراعة> في صيدا والجنوب·· علماً أن انتخابات المقاصد كانت في السابق تشكل <بروفه> لقوة كل تيار سياسي، لكن الانتخابات الأخيرة أكدت تجنيب المقاصديين حالة عدم التجانس داخل مجلس الأمناء، وخصوصاً أن غالبية الأصوات هي مؤيدة لـ <تيار المستقبل>··

<لــواء صيدا والجنوب> يُسلط الضوء على الإستعدادات للإستحقاق المقاصدي··

يقر النظام الداخلي لـ <جمعية المقاصد> أن لكل صيداوي مسلم الحق في عضوية الهيئة العامة شرط أن يكون لديه اجازة جامعية، حيث يتقدم بطلب انتساب بصرف النظر عن مذهبه، ونفس الأمر بالنسبة للترشح لأي منصب مقاصدي·

من هنا يبدو واضحاً أن التفاهم الصيداوي، لم يتأثر بالتنافس السياسي، حيث اقتصر الترشح والتنافس المقاصدي داخل نفس اللون السياسي، الأمر الذي عكس التوجه الى الفوز بالتزكية، فإنسحب الرئيس الحالي المهندس محمد راجي البساط، فيما استمر في الترشح لعضوية المجلس 9 مرشحين، هم: سمير البساط، رضوان السبع أعين، سامي الجردلي، الدكتور سعيد جمعة، ندى قدورة، المحامي محيي الدين جويدي، الدكتور عاطف سكاكيني، أحمد رضا رملاوي وفايز البزري·

قبرصلي الرئيس الفائز بالتزكية المهندس هلال قبرصلي، أشار الى <أن جميع المرشحين من البيت الواحد، وليس هناك خلافات في الرأى فيما بينهم وكلهم مقاصديون والترشح لخدمة المقاصد وهي مناصب للخدمة العامة وليست مأجورة، وبالنسبة للرئاسة ترشحت والمهندس البساط، وأكدنا أن الإستمرار في الترشيح سيكون له معركة ديمقراطية ونحن في نفس الإتجاه، لكن رأى المهندس البساط أن ليس هناك ضرورة للمنافسة كوننا من تيار واحد، فسحب ترشحيه، وأنا بدوري توجهت له بالشكر على هذه البادرة الطيبة لأن المناصب في المقاصد هي للخدمة العامة>·

وحول انحسار الترشح من تيار سياسي واحد، قال: منذ فترة طويلة ليس هناك منافسة قوية والأكثرية من رأي واحد مما يجنب المقاصد أي خضات، كونها خدمة تربوية، وفيما يتعلق بإستمرار ترشح 9 أعضاء، فإن انسحب عضو سيكون هناك تزكية، وإن لم ينسحب ستكون هناك انتخابات ديمقراطية، والمقاصد مؤسسة تربوية وأسمها يدل عليها، فهي <جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية>، مؤسسة تربوية صيداوية لها وجهتان، التربية والتعليم من جهة، والوجهة الوطنية الصيدواية الإسلامية، والصفة التعليمية هي صفة أساسية تتكامل مع الصفة الثانية، لأن التعليم والإسلام فيها منفتح، وهي مدرسة ليست معدة للمسلمين فقط، ولكن التربية فيها تعتمد على الدين الإسلامي الحديث·

وحول التطلعات المستقبلية أكد المهندس قبرصلي <أن المدارس الخاصة تأثرت بإرتفاع مستوى المدرسة الرسمية، وكي تستطيع المدرسة الخاصة أن تستمر يجب أن تؤدي دوراً مميزاً، مما يرتب عليها كلفة مالية مرتفعة، فمن إحدى المشاكل الأساسية التي تواجهنا وستواجه كل مجلس هي تأمين الموارد المناسبة كي تؤدي المقاصد دورها دون تكلفة مرتفعة، وكذلك الإستمرار بمدرسة مجانية هي <مدرسة عائشة أم المؤمنين>، لأن ذلك في صميم رسالتها، والتوازن بين الأمرين هو الذي يجب أن يؤديه أي مجلس مقاصدي، كما أن تأمين مصادر الدعم تعتبر في يومنا أمراً ليس بالسهل، لأن لا أحد يقدم المال كما في السابق، والأمر يحتاج الى تفعيل العقارات والإمكانات الخاصة للمقاصد لتؤمن مصدر تمويل معقول كي تعوض أي خسارة>·

البساط ووجّه الرئيس الحالي المهندس محمد راجي البساط بعد انسحابه رسالة الى المقاصديين جاء فيها: من أجل المقاصد أعدت تقديم ترشّحي لرئاسة الجمعية للإنتخابات التي ستجرى في الواحد والعشرين من شهر آذار الحالي، بعد أن إعتبرنا أنفسنا، عند إقرار النظام الداخلي الجديد بتاريخ 20/12/2009 بحكم المستقيلين، وكان أمامي وفقاً للنظام الذي تم تعديله ثلاث سنوات لمتابعة المسيرة في خدمة المقاصد! أملاً في متابعة المسيرة وتحقيق بعضٍ من طموحاتي في خدمة المؤسسة العزيزة التي لم أتمكن من تحقيقها خلال السنوات الثلاث الماضية، وخاصة المشاريع والدراسات التي تم إعدادها تمهيداً لاطلاقها، بعد أن حققنا ما استطعنا تحقيقه في حدود النظام الداخلي القائم في حينه والذي عملنا على تعديله!

ورأى المهندس البساط <أنه تم تعديل النظام الداخلي، كما لاحظ المقاصديون لم يرق الى طموحاتي! ومن أجل المقاصد، عدت وسحبت ترشحي! ما أردت أن أدخل المنافسة في الأسلوب الذي اتبع وضمن الأسرة المقاصدية· خلال السنوات الثلاث الماضية، عملت وصرّحت وتكلمت بقناعاتي ولن أحيد عنها· أقول كلمة الحق بدافع من الصدق والوجدان إعترافاً بفضل الداعمين للجمعية منذ التأسيس وحتى هذا التاريخ· واجب على كل مقاصدي مؤمن برسالتها متابعة المسيرة في خدمة المؤسسة من داخل النظام أم من خارجه! والمقاصد ستبقى في قلبي ووجداني أستودع الله مقاصدي العزيزة>·

المجذوب بدوره أعلن الدكتور طلال المجذوب سحب ترشحه لعضوية المجلس بالقول: تقدمت بترشيحي لعضوية المجلس الإداري في <جمعية المقاصد>، حباً في الخدمة العامة، وفي سبيل رفعة مقاصدنا، ومتابعة تقدمها، وسبق لي أن تطوعت لخدمتها مدة 12 سنة كنت فيها والحمد لله فاعلاً ومنتجاً، فقد نظّمت أرشيفها، ووثّقت الرؤساء الذين تعاقبوا عليها، وأرَّخت لتاريخها العريق في كتابي بعنوان: <المقاصد الخيرية الإسلامية في صيدا سيرة ورسالة> وهو أول تدوين لتاريخ هذه المؤسسة، وعملت مع الآخرين في إنجاح الاحتفال بمرور 125 سنة على تأسيس الجمعية، وكذلك في اختيار الشخصيات المقاصدية التي كرَّمها الشهيد الرئيس رفيق الحريري بمنحها درعاً خاصة· ولما أصبح عدد المرشحين يزيد عن العدد المطلوب، فإنني ارتأيت سحب ترشيحي، حتى لا أكون طرفاً في معركة لم أقصد الدخول فيها، متمنياً للناجحين التوفيق في خدمة المقاصد وصيدا·

جرادي وأعلن هشام جرادي سحب ترشيحه لعضوية المجلس، وقال: سنكون في خدمة المقاصد سواء كنا في داخلها أو خارجها، فالمقاصد جزء من حياتنا فيها تعلمنا وأقل الواجب أن نفيها حقها ونرد لها الجميل في أي موقع كنا، وسنسعى الى تفعيل دور الهيئة العامة لتكون الساهرة على المقاصد ونهضتها في شتى المجالات الإنمائية والإعمارية والتربوية·