×

شرق صيدا والجوار: العيد يتغيّر

التصنيف: المرأة

2013-12-26  10:59 م  771

 
مايا ياغي
تنتشر شجيرات الميلاد عند مداخل بلدات شرق صيدا لتضيف جمالاً على طبيعة تنفرد بهدوئها ونقائها. فالحياة هنا تنساب بسلام وهدوء، ولولا بعض الأضواء الليلية وأصوات الأجراس، لمرّ الميلاد صامتاً.
تعيش شجرة الميلاد في ذاكرة كثيرين من أبناء شرق صيدا، ويكاد لا يخلو بيت من هذه الشجرة في فترة الميلاد. وبالرغم من ارتفاع أسعار الزينة هذا العام، إلا أنّ العيد لا يمرّ من دونها. وتتشارك بعض العائلات المسلمة هذا التقليد، إضافة إلى المحال التجارية والمدارس، وتضاء الأضواء مساء، بدءا من سوق عين الدلب، وصولاً إلى بلدات بصليا وسنيا عند أعالي أحراج جزين. وتكفلت البلديات بتزيين شجرة كبيرة عند مداخل البلدات.
يبدو سوق عين الدلب مميزاً في فترة الميلاد، فالزينة تملأ أرجاءه، وواجهات المحال والطرق والمنازل والشرفات لبست كلها الأحمر. وأبقت المحال أبوابها مشرعة أمام الزبائن حتى العاشرة مساء. ومحال الأدوات المنزلية أخذت الحصة الأكبر من الحركة الاقتصادية، وتليها محال الحلويات. أمّا محال الألبسة فبقيت تنتظر عيد رأس السنة، وتقول سوسن: «بعيد الميلاد الناس تسهر في منازلها، سهرة عائلية، بيهتموا بالسفرة أكثر، أمّا عيد رأس السنة بيسهروا بالمطاعم والمقاهي، وبيحتاجوا تياب مناسبة للعيد».
ابنة بلدة القريّة، حنان عيد، تعيش الميلاد مع عائلتها الصغيرة داخل منزلها، وتشارك في قداس العيد في الكنيسة، حيث تقوم شبيبة البلدة بالاهتمام بالهدايا وتوزيعها على الأطفال. أمّا في بلدة المجيدل، فالميلاد يمر ثقيلاً. فالمغتربون من أبناء البلدة لم يأتوا هذا العام بسبب الوضع الأمني وفق فؤاد الخوري ابن البلدة، والشباب يعيشون في بيروت. هكذا يمر العيد من دون هدايا للأطفال ومن دون نشاطات. وأحيانا يمرّ معتماً، فينقطع التيار الكهربائي في بلدة لا توجد فيها مولدات بديلة، ولا أي حلول أخرى. يأسف داني المندلق لما وصلت إليه الأمور داخل هذه البلدات. يقول: «الميلاد ناقص هالسنة، الأحزاب خربت علاقة الناس ببعضها». في المقابل يأتي معروف حمية ابن بلدة كفرفيلا المجاورة ليسهر ليلة الميلاد مع أصدقائه.
ويبدو الميلاد في بلدة بصليا حزيناً، شجرة الميلاد وحيدة في زاوية البيت، وأفراد الأسرة يتجمعون حول صوبيا الحطب. وتقضي عائلة يوسف نجم موسى الميلاد ككل عام في المنزل، يتناولون عشاء العيد والحلوى ويتبادلون المعايدات.
يقول موسى: «كل يوم يمرّ بسلام هو العيد»، ويأسف لواقع الحياة المرير الذي وصلت إليه الأرياف. «لقد تغيرت الناس، وغابت العلاقات الاجتماعية والزيارات». زوجته سيدة روحانا تتذكر الميلاد في السنوات الماضية: «العائلة كلها تجتمع بفرح وحب، زينة المنزل ضرورية، سفرة العيد، ديك رومي وحبش ونبيذ مصنوع بالمنزل، وشوكولا، وحلويات العيد كلها تعدّها ست البيت بانتظار ليلة العيد». جاكلين بولس ابنة بصليا، لم تزين شجرة الميلاد هذا العام، لأنها فقدت والدها مؤخراً، غير أن قداس العيد يعيد إلى العائلة أملاً بأن «الرب لا ينسى أحداً». تأمل جاكلين أن يجد المشردون مأوى، لا سيما بعدما انتشر النازحون السوريون بين الأحراج وفي الطرق.
يمرّ عيد الميلاد في بلدات شرق صيدا، بغصة هذا العام، نظراً إلى الأوضاع الاقتصادية والأمنية التي يعيشها الأهالي الذين يرفعون الصلوات في العيد أملاً في أيام أفضل يعم فيها السلام المنطقة.
مايا ياغي

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا