زار أمين عام التنظيم الشعبي الناصري الدكتور أسامة سعد مركز الإنقاذ الشعبي في مؤسسة الشهيد معروف سعد، والتقى متطوعي الفوج بحضور المقرر العام للفوج معروف أسامة سعد، ونائب المقرر العام ناصر سوبرة، ومدير عمليات الفوج عبد الحليم عنتر.

ناصر سوبرة رحب بزيارة سعد، وقال:" زيارتكم عزيزة ومحفزة للأخوة خلال عملهم التطوعي والإنساني. نجل ونحترم شخصكم الكريم الداعم لهذا العمل الإنساني دون تحفظ، ونجدد عهدنا في التفاني والارتقاء بالعمل الإنساني إلى الأفضل خدمة لأهلنا".

وقدم مدير عمليات فوج الإنقاذ الشعبي تقريراً مفصلاً حول الحركة الميدانية للفوج خلال سنة 2013 ؛ من عمليات تدخل وإسعاف لحوادث السير، وعمليات تدخل في حالات طوارىء مختلفة، وعمليات نقل مرضى، ونقل جثث، ونقل دم لمحتاجين، ومتابعة غرف الطوارىء، وتحركات وقائية وسلامة عامة.

الدكتور أسامة سعد توجه لقيادة فوج الإنقاذ الشعبي والمتطوعين بالتحية لكل العطاء والجهد الكبير الذي يقدمونه والذي كان له صدى كبير جداً بين أوساط أهلنا في مدينة صيدا، وقال:" أتوجه لكم جميعاً، لقيادة الفوج، ولكل أعضاء فوج الإنقاذ الشعبي ضمن مؤسسة الشهيد معروف سعد الثقافية الاجتماعية الخيرية، بالتحية لكل العطاء الذي قدمتموه هذه السنة وما قبلها من جهد عظيم وكبير كان له صدى كبير جداً في أوساط أهلنا وشعبنا في صيدا. أنتم حريصون على الحفاظ على هذا المستوى الرائع من الأداء، وعلى هذه السمعة الطيبة بين المواطنين في المدينة وجوارها. وخلال زياراتي وعلاقاتي الاجتماعية التي أقوم بها أفتخر بما أسمعه عن متطوعي الفوج عن الاندفاع والعطاء الذي يتميزون به. أنتم حريصون على توسيع إطار العمل، وعلى الوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من الشباب والصبايا في صيدا وجوارها ، وتأهيلهم ليكونوا قادرين على الاهتمام بقضايا الناس كما تفعلون أنتم".

وأضاف سعد:" مؤسسة الشهيد معروف سعد هي مؤسسة غير فئوية، تعمل لكل الناس والمناطق والمذاهب والانتماءات السياسية. وأنتم بعملكم الذي تقدمونه بإخلاص وتفان تؤكدون على هذه الوجهة، من خلال خطط التأهيل والتطوير لأعضاء الفريق المتطوع. العمل الذي نقوم به ليس للخدمة الإنسانية فحسب، بل هو أكبر بكثير. نحن علينا أن ننمي روح التطوع بمجتمعنا، بخاصة في ظل الظروف الحياتية الصعبة التي يمر بها بلدنا من كل أشكال القهر والأوضاع الاجتماعية السيئة، والتردي في مستوى المعيشة والصحة والعلم. يريدون فرض الانغلاق والتقوقع على مجتمعاتنا، لكنكم وأنتم المعطاؤون ستعيدون الاعتبار للشأن العام من خلال ما تقدمونه، ومن خلال تاهيل كوادر تتحمل المسؤولية. عليكم مسؤولية كبيرة لجهة تشجيع الشباب على الاهتمام بالشأن العام وبسائر القضايا المهمة، وذلك للخروج من الفردية والأنانية وحب الذات باتجاه خدمة المجتمع الذي نعيش فيه. مجتمعنا يعاني من تنامي ظواهر العنف نتيجة تنامي الجهل والبطالة والفقر والمعاناة بين صفوف المواطنين. ونحن علينا واجب العمل وأخذ دورنا لمواجهة هذه الظواهر والتصدي لها".

وحول الواقع العربي وواقع لبنان، قال سعد:" البلد يمر بظروف صعبة، والمنطقة كلها كذلك، والوطن العربي كله من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي. أبرز ما هو موجود، وأخطر ما هو موجود، هو ظاهرة العنف المتفشية في كل الواقع العربي. والعنف لا يفرق بين البشر، ولا بين البريء والمذنب، بل إن معظم ضحاياه من الأبرياء. وهذه الظاهرة لن تقدم لشعوبنا أي حلول للتحديات التي نواجهها. العنف هو الذي يضرب النسيج الاجتماعي لأي مجتمع، وليس العنف ضد محتل،  فالعنف ضد المحتل هو مقاومة، وهو ضروري لمواجهة التحديات والقهر الذي تتعرض له مجتمعاتنا. كما أن للعنف مظاهر وأشكال أخرى متعددة، أهمها العنف الممارس من قبل رأس المال ضد الناس، والظلم القهر الاجتماعي، وغياب العدالة الاجتماعية، والعنف الديني باسم الدين وقوة السلاح. هذا العنف لا يحل لنا ما نطالب به من رعاية صحية ، ولا مشاكل التعليم وفرص العمل، ولا يوفر لنا حياة كريمة بل هو خسارة بخسارة، وله انعكاسات سلبية على مجتمعنا يطال كل مناحي حياتنا. وهذا العنف يؤخرنا سنوات وسنوات إلى الوراء. ومثال على ما تشهده بلادنا العربية ما يحصل في سوريا، وتكبدها للخسائر المادية والبشرية، والخسائر التي يتكبدها لبنان. كل هذه المظاهر تستند إلى التعصب الذي يعتبر الغذاء الأساسي له، إضافة إلى الشحن الطائفي والمذهبي المستمر الذي يعتبر وقودا لهذه المظاهر المتطرفة. ما نشهده يؤدي إلى الكراهية والبغضاء بين الناس، بينما الدين الحقيقي يدعو للمحبة والتسامح والحوار بين الناس. علينا أن نقف بوجه التعصب لتأمين مستقبل لبلادنا والحياة الكريمة لشعبنا. علينا النهوض بأمتنا وتغيير أحوالها نحو الأفضل والتقدم للأمام عبر تجميع طاقات شعبنا، ولمواجهة التحديات المفروضة علينا. نحن قادرون أن نكون من أحسن شعوب العالم. لقد قدمنا تضحيات كثيرة، ونحن نملك الاندفاع والفهم والعطاء. وعلينا إخراج شعبنا من هذه الأحوال.

ورداً على سؤال حول الانقطاع المستمر للكهرباء والمياه عن مدينة صيدا، قال سعد:" الإدارة فاسدة، وهناك كذب في تقديم الذرائع. وعلى الناس التحرك والضغط والمطالبة بحقوقهم في المياه والكهرباء. كما علينا واجب الاهتمام بالشؤون العامة. لذلك يجب أن تكون هناك مبادرات في الأحياء ونوع من الحركة الضاغطة لمواجهة هذا الإهمال المتمادي لحقوق المواطن".