×

ظاهرة الرومنسية الاباحية التي نراها في أيامنا هذه على الكورنيش البحري لمدينة صيدا

التصنيف: المرأة

2010-03-20  03:21 م  1656

 

 

بقلم : بثينة الحسن
من المتعارف عليه أن مدينة صيدا لا تزال تحتفظ بهذه الصورة المحافظة والطابع الاسلامي (ليس التعصبي ). اذ أنه على الرغم من انفتاحها الا أنها لاتزال محتفظة بالعادات والتقاليد والقيم التي نشأ عليها المجتمع اللبناني . ظاهرة الرومنسية الاباحية التي نراها في أيامنا هذه على الكورنيش البحري لمدينة صيدا وفي القلعة البحرية  تنتهك خصوصية المجتمع الصيداوي الرافض لمثل هذه الممارسات التي من شأنها تشويه الطابع المحافظ لمدينة صيدا، الطابع العائلي للكورنيش البحري، والطابع التاريخي للقلعة البحرية.
"نحن أمام عامة الناس وما نقوم به ليس عيب أو حرام " هذه هي الحجة التي يلجاء اليها من يسمون أنفسهم عشاق المنتشرون على الكورنيش، لكن دعونا نأخذ مكانهم للحظة ما هو شعور الشاب الذي يتوقف عقله عن العمل في لحظة رومنسية غريبة تلهب مشاعره وغرائزه وتطفىء عقله وذاكرته، التي تصبح غير قادرة على رؤية الناس والاشخاص الذين يراقبونه هو وحبيبته من بعيد يتهامسون يعانقون بعضهم بعضا، يقبلون بعضهم أمام الجميع. من يضمن المشاعر والاحاسيس لهذا الشاب الذي يوحي للفتاة بالحب والغرام والذي لا يتوانى للحظة عن مغازلتها أمام الناس ووضع يده على جسدها بحجة "أحبك" واذا انتفضت الفتاة واستيقظت من الغيبوبة الرومنسية التي ما لبثت أن وقعت فيها يقوم باعادة تنويمها مغناطيسيا بالكلام المعسول،لا يجب أن نستهون تأثير مثل هذا الكلام على الفتاة التي يشبعها بالكلمات المنمقة، واذا سألت الفتاة لما فعلت ذلك يقول بمنتهى البساطة "لا أستطيع الصمود أمام عينيك" أو مثلا بالعامية "جمالو" ... ولكن السؤال نفسه يطرح على الفتاة كيف تستطيع أن تظبط نفسها أمام هذا الوحش الغدار الخداع الذي يمثل الحب للحصول على لذته الخاصة واللوم هنا يقع على الفتاة التي تستغل بعدها عن أهلها والحرية المعطاة لها،كيف تستطيع أن تدع الشاب أن يضع يديه على جسدها،ملامسة خدها أو شعرها وهنا تصل الى مرحلة الاستسلام لهذا الوحش الشيطاني الذي لا يأخذ بعين الاعتبار الاشخاص والعائلات الموجودة في المكان والتي لا تتوانى للحظة عن الكلام على الفتاة المسكينة. وهنا يأتي دور الشيطان الاكبر الذي يبدأ بتوريطهما ودفعهما الى الرذيلة والخطاء تحت الغطاء المسمى الحب الاعمى الذي يعمي عيونهم عن رؤية نظرات المارة والمشاة وبعد الاستمتاع باللذة الزائفة يقع الندم والسؤال لما فعلنا ذلك ؟؟؟
    وفي حوار أجريته مع السيدة رنا جوهر (باحثة اجتماعية،حاصلة على دكتوراة في علم الاجتماع من جامعة ليون في فرنسا وأستاذة علم الاجتماع في ثانوية البنات الرسمية في صيدا ) أكدت على أن هذه ليست ظاهرة انما مشكلة اجتماعية لا بد من حلها قبل أن تتفاقم الى ما هو أخطر وأعظم. وعندما سألتها عن أسباب انتشار هذه الاظاهرة في صيدا قالت: تنحصر الاسباب الرئيسية لهذه الظاهرة في ثلاثة، أولا: عائلية من مشاكل طلاق،هجر أو غياب أحد الوالدين، غياب الحوار مع الاهل وهي الاخطر حيث لا تجد الفتاة والشاب من يقدم لهم النصيحة والتوجيه ويعطيهم المعلومات الصحيحة وليس المغلوطة في كل مواضيع الحياة.
 
ثانيا: الاسباب الاقتصادية اذ يلعب الواقع الاقتصادي والوضع المادي دور كبير وهام جدا في توجه الفتيات والشباب على حد سواء الى الانحراف ، والمقصود هنا ليس الفقر المدقع فحسب الا أن ما نراه وهو الأخطر هو توجه الفتيات لمثل هذا الفعل للحصول على الكماليات كالهاتف المحمول،الهدايا،تشريج الهاتف ...وللأسف أغلب هذه الحالات من طالبات المدارس والثانويات اللاتي يمتلكن الاستعداد اللازم للاستغناء عن خصوصية أجسادهن،ويمتلكن الاستعداد للعب دور الضحية المظلومة العاشقة التي تمحي الرومنسية عقلها وتدفعها لضرب كل القيم والعادات التي تربينا عليها عرض الحائط في مقابل دراهم تنتهي بظرف أيام.
ثالثا:الاسباب الاجتماعية المتمثلة بالبيئة والمحيط الاجتماعي الذي تعيش فيه الفتاة والشاب والذي يلعب دور القالب الذي يتم فيه قولبة شخصياتهم، وهنا لا بد من الربط بين الاسباب الاقتصادية والاجتماعية لهذه المشكلة لأن محيط اجتماعي مغلوط + وضع اقتصادي متردي = ما نراه في أيامنا هذه. عندما تجد الفتاة نفسها في مجتمع أو بيئة لا ترى فيها سوى جسدها(البيئة)، وترى أنها لا تحصل على كل ما تراه مثل صديقتها (الوضع الاقتصادي) فالمسار الطبيعي لها هو الحصول على المال بأسرع وأسهل طريقة ألا وهي ... وعند سؤالها عن دور الاعلام صرحت الدكتورة رنا جوهر:الاعلام سيف ذو حدين يحمل ما هو ايجابي وما هو سلبي على حد سواء لكن كيفية استيعاب الشباب لهذا الاعلام هو المفتاح هنا يجب التشديد على التنشئة الاجتماعية والتربية والدين الذي يلعب دور الرادع الاخلاقي والماورائي لهؤلاء الفتيان ، فالتنشئة الاجتماعية والتربية هي التي تحدد ما هو تفسير الشباب لما يروه في الاعلام ويحدد كيفية ترجمتهم لهذا المحتوى تبعا للقيم والعادات التي نشأوا عليها. لكن الملاحظ والغريب هو أن ما نجده على كورنيش مدينة صيدا والقلعة البحرية هو رؤية الفتيات المحجبات، نعم وللأسف المحجبات حيث ما يقارب ال 80% من هذه الظاهرة هي من الفتيات المحجبات اللاتي تستغل المسافة البعيدة الموجودة بينها وبين أهلها لتفعل ما يحلو لها لكن السؤال هنا هو، فتاة محجبة يعني تربية دينية حسب المفاهيم الاسلامية ؟؟ فاذا هل يمكن اعتبار ذلك انفتاح ؟؟ أجابت الدكتورة رنا في هذه الحالة نحن أمام حالة أصبحت منتشرة الى حد كبير ألا وهي دين العادة أو المفروض بدون اقتناع الفتاة الامر الذي يجسد الهيمنة الثقافية للغرب على مجتمعاتنا والتي تعتبر أن الحرية هي بالتخلص من كل القيود الدينية الاجتماعية والثقافية العربية.
وتجدر الاشارة الى أن العامل النفسي يلعب دور مهم أيضا اذ يعيش هذا الشاب أو الفتاة الذان يقومان بمثل هذه الافعال المشينة أمام العامة حالة نفسية ،أو مرض نفسي، اكتئاب،قلق،الشعور بعدم الأمان والحنان وبالتالي البحث عنه في مثل هذا النوع من العلاقات ... تجعله يجد في هذا العمل طريق ليقول للناس" أنا موجود ،أنا حر" وهنا أشدد على ضرورة العلاج النفسي الذي بشكل عام يسببه المحيط والبيئة الاجتماعية.
أما من ناحية النتائج فهي على صعيدين :فردي المتمثلة بما سيحصل للفتاة اذ هذا النوع من العلاقات لايكتب لها الاستمرار طويلا اذ تظهر النتائج بحياتها الشخصية من تأخر في الدراسة.. نظرة المجتمع ، وممكن لهذا الانعكاس أن يكون على المدى البعيد في أسلوب تربية كل من الفتاة والشاب بالمستقبل لأولادهم .
 وعلى صعيد المجتمع ككل من خلال الأجيال اللاحقة التي تتربى على ما هو خاطىء من قيم وعادات ....
في النهاية لا نستطيع الا الدعاء عله ينقذ الفتيات البريئات (ليس كلهن طبعا )من براثن الوحش المفترس الذي يسعى الى تدميرهن تحت غطاء الحب الاعمى.          
  
 

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا