×

الاحتفال بالمولد النبوي ليس بدعة بقلم/ الشيخ جمال الدين شبيب

التصنيف: المرأة

2014-01-13  12:44 م  547

 

 روى الحاكم من حديث أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : ما أحل الله في كتابه فهو حلال ، وما حرم فهو حرام ، وما سكت عنه فهو عفو ، فاقبلوا من الله عافيته ، فإن الله لم يكن لينسى شيئا ثم تلا هذه الآية : وما كان ربك نسيا [ مريم : 64 ] ، وقال الحاكم : صحيح الإسناد ، وقال البزار : إسناده صالح .

ونحن في زمن احوج ما نكون فيه لأن نستغل المناسبات الإسلامية الصغيرة والكبيرة في إحياء سيرة حبيبنا ونبينا محمد صلى الله عليه وعلى أله وصحبه وسلم ليكون قدوة لشباب الأمة الذين يبحثون عن القدوات من مشاهير الغرب !! ويتتبعونها عن القنوات الهابطة ..
وعلى الرغم من كون اجتماع الناس على سماع قصة المولد النبوي الشريف، أمر استحدث بعد عصر النبوة بل ما ظهر إلا في أوائل القرن السادس الهجري، هل يكون ذلك وحده كافيا لتسميته بدعة والحاقه بما قال عنه المصطفى عليه الصلاة والسلام : كل من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ؟ .. فلنترك إذن كل ما استحدث بعد عهده عليه الصلاة والسلام فهل هذا ممكن؟
إن احتفالات المسلمين بذكرى مولده عليه الصلاة والسلام والمناسبات المشابهة،لا تسمي بدعة قبل كل شيء. لأن أحدا من القائمين على أمرها لا يعتقد أنها جزء من جوهر الدين وأنها داخلة في قوامه وصلبه، بحيث إذا أهملت أرتكب المهملون جرماً وحملوا وزرا. وإنما هي نشاطات اجتماعية يتوخى منها تحقيق خير ديني. وجل ما في الأمر أن مسألة الاحتفال بالمولد من المسائل المختلف في شأنها والخاضعة للاجتهاد.
ومما هو معروف في آداب الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أن القائم بهذا الشأن ينبغي أن ينهى عن المنكرات المجمع على أنها كذلك، ولا ينصرف عنها إلى النهي عما اختلف فيه المسلمون من المسائل الاجتهادية التي لا يكلف المجتهدون فيها بأكثر من الوقوف عندما قضت به اجتهاداتهم وفهومهم.
 إذ الإمعان في النهي عن هذه المسائل المختلف فيها لا يمكن أن ينتهي إلا إلى بث أسباب الشقاق وتصديع وحدة المسلمين وبث عوامل البغضاء فيما بينهم. وإن في حياتنا ومن حولنا من المنكرات الشنيعة والمفاسد الخطيرة التي لا خلاف في مدى جسامتها وسوء آثارها ما يكفي الصف للقضاء عليها فلماذا نتشاغل عن هذا الذي اجمعت الأمة على أنه من المنكر الذي لا عذر في السكوت ثم نشتغل بالانتصار لاجتـهاداتنا الشخصية ومحــاربة ما يقابلها ويكافئـها من الاجتهادات الأخرى ؟
ونحن نعلم أن الصحابة رضوان الله عليهم لم يكونوا يحتفلون بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم ولا بالهجرة النبوية ولا بغزوة بدر، لماذا؟
لأن هذه الأشياء عاشوها بالفعل، وكانوا يحيون مع الرسول صلى الله عليه وسلم، كان الرسول صلى الله عليه وسلم حياً في ضمائرهم، لم يغب عن وعيهم، وكان سعد بن أبي وقاص (ر) يقول: كنا نروي أبناءنا مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم كما نحفِّظهم السورة من القرآن، بأن يحكوا للأولاد ماذا حدث في غزوة بدر وفي غزوة أحد، وفي غزوة الخندق وفي غزوة خيبر، فكانوا يحكون لهم ماذا حدث في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يكونوا إذن في حاجة إلى تذكّر هذه الأشياء.
ثم جاء عصر نسي الناس هذه الأحداث وأصبحت غائبة عن وعيهم، وغائبة عن عقولهم وضمائرهم، فاحتاج الناس إلى إحياء هذه المعاني التي ماتت والتذكير بهذه المآثر التي نُسيت، فما المانع بأن نحتفل في ذكرى المولد النبوي الشريف فنذكر الناس بحقائق السيرة النبوية وحقائق الرسالة المحمدية ؟...
وما المانع في هذه المناسبة أن نذكر الناس بهذا الحدث العظيم وبما يُستفاد به من دروس، ونربط الناس بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم ؟؟.  والله تعالى يقول (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) [الأحزاب 21]
(إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد)

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا