×

تركيب العطور والذهب البرازيلي يغزوان أسواق صيدا

التصنيف: إقتصاد

2014-01-15  03:58 ص  2692

 

بقلم ثريا حسن زعيتر

اللبنانيون... يتحدون الصعاب، يبتكرون كل يوم طريقة جديدة للحياة بشكل أفضل، يكسرون المألوف ويحولون اليأس والإحباط إلى أمل... لا تمنعهم الظروف المعيشية الصعبة ولا الخلافات السياسية والأحداث الأمنية المتنقلة، ولا الأزمات الاقتصادية المتتالية من استكمال مسيرة حياتهم بشكل طبيعي، وإن كانت ممزوجة بالحذر والقلق في كثير من الأحيان، طالما اختاروا لحياتهم نمطاً متجدداً يتماشى مع جيل الشباب والسرعة والابتكار والعولمة والعصرنة...
 فبعد الهجرة.. والسفر، العمل والدين والتقسيط، بدأت «ظاهرة التقليد تحل مكان الأصيل»، في شراء الثياب والحلى والعطور وسواها من الاحتياجات الحياتية اليومية الضرورية منها والكمالية، فالثياب والماركات تشبه الأصلية، تحمل ذات الأسماء لكنها تقليد أو من «الباب الثالث» من حيث النوعية والجودة، كما الحال في العطور التي تراجعت نسبة الإقبال على شراء الأصيل منها بسب ارتفاع أسعارها، لتحل العطور المركبة بديلاً عنها وأخر الفصول تربع الذهب البرازيلي على عرش واجهات المحال مكان الذهب العربي والخليجي ليتيح للناس شراء احتياجاته طالما حمل ذات البريق...  
«لـواء صيدا والجنوب»، جال على أسواق صيدا التجارية، وتوقف عن انتشار ظاهرة تركيب العطور وبيع الذهب البرازيلي بين الإقبال والارتياح إلى رخص الأسعار...

تركيب العطور
{ تفوح الروائح الزكية من محل بلال نسب وسط «شارع الأوقاف» بمحاذاة «ساحة النجمة» في صيدا، تستهوي روائحها عشاق العطر المركب، فمنذ 4 سنوات احترف نسب مهنة تركيب العطور، في البداية كانت هواية، لكنه سرعان ما تدرج في تعلمها إلى أن بات خبيراً بها، فحول محله الصغير إلى معرض للبيع، يقول: «اليوم، باتت العطور المركبة تلقى رواجا كبيراً نظراً لنجاح محترفيها في تركيبها أولاً، ولأسعارها الرخيصة ثانياً، خصوصا في ظل الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة للمواطنين».
ويقر نسب وهو يستخدم «إبرة» أشبه بميزان لتركيب العطر ووضعه في زجاجات خاصة «إن العطور التي أبيعها تركيبتها أصلية، ورائحتها فواحة وتبقى طويلاً، وهذه المهنة سهلة، تعلمتها منذ 4 سنوات ولا تحتاج إلى آلات أو معدات، بل إلى الخبرة بأنواع العطور ومقاييس كل واحدة منها. فنحن نستورد العطر «المكثف» من إحدى الشركات في بيروت، التي بدورها تستورده من الخارج، وتحديداً من فرنسا أو دول الخليج العربي، ونقوم بتركيبه وفق معايير محددة، إذ أن لكل نوع عياره».
ويضيف: «تلقى بعض أصناف العطور رواجاً كبيراً، وهي تتحول إلى مطلب الزبائن، وهي مختلفة الأحجام والأنواع، يتفاوت سعرها وفق حجمها فقط، وليس وفق نوع العطر ذاته، وتتراوح أسعارها بين 5 آلاف ليرة (20 ملم)، 7 آلاف (30 ملم)، 9 آلاف (50 ملم) 10 آلاف (60 ملم) لتصل إلى 15 ألفاً (100 ملم)».
ويشير نسب إلى «أن الطبقات الشعبية من ذوي الدخل المحدود هي الأكثر إقبالاً على شراء هذه الأنواع من العطور بنوعيها الغربي والخليجي لأنها تجد فيها ما يعوض عن الأصلي وبأسعار أرخص، ومعظم الزبائن يشترون ويجربون أنواعاً مختلفة».
خطوبة بالبرازيلي
وبين العطور والذهب صلة مشتركة.. يقول الحاج سهيل بدر، الذي يملك محل «مجوهرات بدر» في «شارع الشاكرية»: «إن الذهب البرازيلي عاش عصره الذهبي منذ سنوات، غير أنه الآن في تراجع مستمر، والسبب الوضع الاقتصادي الخانق، عندما طرح في أسواق لبنان كان موضة رائجة، خف بريقه اليوم، بعدما كنا نبيع يوميا بأكثر من 400 ألف ليرة لبنانية، فإننا لا نصل اليوم إلى 50 ألف ليرة، والسبب الغلاء وارتفاع أسعار احتياجات الحياة، حيث بات الذهب من الكماليات، إضافة إلى عدم ارتياد أبناء الجنوب سوق صيدا التجاري بسبب الأحداث الأمنية الأخيرة، والمخاوف من التوتير في أي لحظة، علماً بأن الأسعار لم تتغير، فنحن نبيع كل قطعة بـ 15 ألف ليرة لبنانية فقط، سواء أكانت كبيرة أم صغيرة،  والمهم أن يُحافظ الإنسان على لونها عبر عدم وضع العطر عليه».
ويضيف: «رغم المصاعب والركود، نأمل أن تحمل السنة الجديدة الأمل باستقرار الوضع السياسي لأنه أساس تحسين الوضع الاقتصادي، ودون ذلك لا مجال لتنشيط الدورة الاقتصادية، ونخشى من الأسوأ، لأن الوضع غير مطمئن في ظل استمرار الاغتيالات والتفجيرات والعمليات الانتحارية».
ويستذكر بدر حادثة طريفة حصلت معه منذ أيام قليلة، حين دخل إلى محله عروسان لشراء احتياجات الخطوبة، فاشترى العريس لعروسه الذهب البرازيلي والكلفة كانت فقط 45 ألف ليرة لبنانية، إضافة إلى خاتم فضة له، وأخر ذهب لها، لتكتمل فرحتهما بعيداً عن التكاليف المالية الباهظة».
موضة عصرية
{ بين محلي نسب وبدر، وعلى بسطة صغيرة، ينادي خالد أبو ودية على بيع العطور والذهب البرازيلي معاً، يقول: «هذا يكمل ذاك، والزبون بات يريد ما قل سعره وبرق مظهره، فالخواتم بدون أي أحجار كريمة بقيمة 10 آلاف ليرة فقط، وتصل إلى 20 ألف ليرة، والأهم أن لونها لا يتغير إذا عرف الإنسان كيف يُحافظ عليها دون أن تتعرض للمياه وأشعة الشمس أو العطر».
ويضيف: «هناك إقبال على الذهب البرازيلي، لأن سعر الذهب العادي بات غالياً ولا قدرة لمعظم الناس على شرائه، فجاء هذا التحول، وفي النهاية يُقال له ذهب، وهو أفضل من الفضة والتقليد، وهناك أصناف متفاوتة منه، وأبرزها ثلاثة: باب أول ويبلغ ثمنه 50 ألف ليرة، الباب الثاني ويبلغ سعره 30 ألفاً، والباب الثالث والأخير ويبلغ سعره 10 آلاف، وهو المتداول بكثرة».
ويوضح أبو ودية «إن الجيد في الذهب البرازيلي أنه يُمكن الفتاة أو المرأة أن تتفنن في الزينة، تستطيع تبديل موديلاتها بسهولة، وسعره أرخص، فتبدو أنها عصرية تواكب كل موضة جديدة. أما عن العطور، فالإقبال عليها يُضاهي الإقبال على الذهب البرازيلي، خاصة إننا في سوق شعبي، وتقصدنا العائلات المستورة التي ترغب في اقتناء أصناف جيدة، وهي وفق توصيفنا «نسخة عن الأصل»، لا تختلف عنه كثيراً طالما كان المصدر واحداً من الخارج، والدليل على ذلك إنني أغسل الكنزة وتبقى الروائح لمدة طويلة».

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا