×

شغل الناس في زمن تعاقب التطوّرات والتدهور الأمني

التصنيف: Old Archive

2014-01-22  09:48 ص  874

 
بقلم سامر زعيتر
ما أن تغيب عنه العيون حتى تعود إليه مرة أخرى، ليرسم ملاحم الحياة اليومية وما يرافقها، فينقل كل ما يفرح أو يبكي، ولكن يبقى الهم الأمني ومتابعة الأخبار أمور تطغى على ما عداها...

واقع يتسمّر معه الناس أمام التلفاز ووسائل الإعلام، لترقّب كل جديد في ظل تعاقب التطوّرات الأمنية المتسارعة ومسلسل الأحداث الدامية في لبنان والمنطقة، فيما تنوّع وسائل التواصل الاجتماعي تجعل الخبر رفيق درب الناس أينما كانوا أو حلوا...
متابعة للمستجدات لحظة بلحظة، تتماهى فيها وسائل الإعلام الجديدة مع القديمة، مهمة مزدوجة في نقل الصورة والكلمة، الأمر الذي يجعل الناس يعيشون الحدث رغماً عنهم، فيما تعاظم الأزمات المتعاقبة جعل الحيّز الأكبر من استخدام هذه التقنيات لمتابعة الأخبار...
ظاهرة لم تترك محلاً صغيراً أو كبيراً إلا ودخلته، لتصبح جليس الناس ومحور أحاديثهم، خصوصاً في ظل الترقّب المستمر لمسلسل الأحداث الدامية، وما قد تحمله الأيام المقبلة من انفراجات أو ربما زيادة الأوضاع الأمنية سوءا في ظل الحديث عن تشكيل الحكومة، وانعكاس ذلك على الواقع الاقتصادي والمعيشي...
«لـواء صيدا والجنوب» رصد هذه الظاهرة وما يرافقها من قلق دائم، وعاد بهذه الانطباعات...

يلاحق الناس بشكل دائم
{ ما أن تدخل محلاً للمأكولات أو بيع الملابس أو الأجهزة الإلكترونية في وقت نشرات الأخبار، حتى تجد العاملين في ذلك المكان ومعهم الزبائن يتسمّرون أمام وسائل التلفاز لمتابعة المستجدات.
واقع يشير إليه محمد عدوي بالقول: «من الطبيعي أن متابعة الأخبار هي همّ الناس الدائم، فمنذ تدهور الأوضاع في سوريا، تجد الناس في لبنان تلاحق الأخبار بشكل كبير، لأن واقع المنطقة انعكس على البلد، فقلّت معه الأشغال والأعمال، لأن خوف الناس يزداد في ظل تفاقم الأوضاع الأمنية، الأمر الذي ينعكس على الحركة التجارية، حتى أن أصحاب المحال أو المطاعم لا يستطيعون رفع الأسعار، كما هو الحال مع «ساندويش» الفلافل، لأن الضائقة الاجتماعية تطال الجميع، والناس تحجم عن الشراء بسبب التخوّف من الأيام المقبلة وما قد تحمله من أزمات».
وأضاف: «ما يهم الناس حالياً هو متابعة الأخبار أكثر من متابعة البرامج، لأن الناس لا تهتم حالياً للبرامج التثقيفية أو الترفيهية، وحتى لو حاولنا الاهتمام بعملنا، لا بد أن تطغى الأخبار على ما عداها، لأن هناك ترابطا بين الواقعين. كما أن الملاحظ في تعاقب الحكومات منذ استقلال لبنان وحتى اليوم، إنه مهما استمرت الحكومة يجب أن «تفرط»، فكلما شكّلت حكومة سيقوم فريق بتعطيلها، وذلك بسبب تفرّق اللبنانيين، لذلك نرى في الأخبار الخلاف السياسي، فيما نجد التوافق بين السياسيين من تحت الطاولة، كما أن التصريحات السياسية تزيد توتير الأوضاع، الأمر الذي ينعكس سلباً على عملنا».
{ بدوره عمر شلون قال: «لا بد من وجود التلفاز في جميع المحال، لأن متابعة الأخبار أمر بات كالخبز بالنسبة للناس، فمن الضروري متابعة الأخبار، لأنها تعد جزءاً من الثقافة العامة، فلا يعقل أن يغيب الإنسان عن متابعة الأخبار مهما كبر سنه أو صغر، كي نعرف ما يجري في البلد، ولأن الإنسان يجب أن يكون على اطلاع بكل جديد إذا أراد الحوار مع الآخرين، ولكن نأمل أن يتم التوافق فيما بين الجميع على تشكيل حكومة تحقق الخير للبلد».
أكبر من الهمّ المعيشي!
{ الأمر نفسه أكد عليه جعفر أبو العلا بالقول: كل الناس في ظل الأوضاع السيئة والتخوّف من التفجيرات المستمرة يتابعون الأخبار لمعرفة ما قد تحمله الأيام المقبلة من توافق بين السياسيين أو مزيد من الاختلاف، فهذا هو هم الناس الدائم، وهو أكبر من الهم المعيشي لأنه يتعلق بالهم الأمني الذي يتعلق بحياة الناس، لأن الحياة أغلى من تأمين المأكل والملبس».
وأضاف: «نحن لا نعتقد أن لبنان مقدم على توافق بين السياسيين، وهذا أمر مؤسف، ولمعرفة التطوّرات أصبحنا اليوم نخصص الوقت الأكبر في مشاهدة التلفاز للأخبار، من مشاهدة بقية البرامج والمسلسلات، لذلك نجد في كل محل تلفاز، حتى أن الزبائن تستغرب إن دخلت محلاً في وقت الأخبار ولم نكن نتابع النشرة، فيطلبون منا الانتقال لمشاهدة نشرة الأخبار. وطبعاً هذا الأمر لا يلهي عن العمل لأننا نستطيع سماع الأخبار ومتابعة العمل في نفس الوقت».
{ أما أحمد السيد، فرأى أن الأمر مرتبط بعدم التفاؤل بالقول: وضع البلد يحتم علينا متابعة الأخبار بشكل دائم، وهذا الأمر أصبح اجبارياً كي نعرف ماذا يحدث، ورغم تعدد وسائل الإعلام لكن في المساء لا بد من متابعة التلفاز، وللأسف نحن غير متفائلين بتشكيل حكومة جديدة، ولكن نتمنى أن يكون هناك تفاهم وتوافق بين الطرفين على تشكيل حكومة تعيد الأمن والاستقرار الى البلد، لأن استمرار هذا الواقع ينعكس سلباً على الحركة التجارية، ففي كل عام يتدهور الموسم أكثر من الذي قبله، فنجد جميع المصالح قد تضررت، فما يحدث في الشمال يؤثر على الجنوب والعكس صحيح، وكذلك على العاصمة، إضافة إلى الوضع الإقليمي، فضلاً عن ارتفاع الأسعار العالمية، وكل ذلك يجعلنا نعيش حلقة مفرغة.
تزايد وسائل التواصل الاجتماعي
{ بدوره حسن عدلوني قال: «الواقع الذي يعيشه الناس، يجعل شغلهم وعملهم هو متابعة الأخبار والسياسة، كي نرى الى أين سيؤول الوضع الذي نعيش فيه! فنستيقظ على الأخبار وننام عليها، كما أن الجلسات بين الأصدقاء باتت تنحصر في تناقل الأخبار من مسلسل التفجيرات الى الخلافات بين السياسيين والتساؤل إن كان سيتم تشكيل الحكومة أم لا؟!، وللأسف لا أحد يلتفت الى الشعب الفقير الذي يريد العيش بسلام وتأمين قوت يومه، فيما هذا الواقع ينسحب على الحركة التجارية التي وصلت الى درجة الصفر، فلم نرَ تدهوراً أكثر مما نمر به حالياً. وفي ظل جمود الوضع الاقتصادي نجد أن أصحاب المحال يطالبون بمزيد من رفع الإيجار، رغم أنهم يرون الحال التي نمر بها، إضافة الى ملاحقة من قبل البلدية وشركة المياه التي رفعت الأخيرة أسعارها أيضاً، فضلاً عن أقساط المدارس، فيما الحركة الاقتصادية تدهورت خلال هذا العام والذي سبقه، فكانت الأسوأ على مر السنوات الماضية».
وأضاف: «رغم أن البعض يقولون أن بيع التليفونات مصلحة جيدة، لكن للأسف أصبح الناس اليوم يكتفون بحاجتهم، ففي السابق كان الناس يتهافتون على تبديل التليفونات القديمة بما يصدر حديثاً، لكن هذه الظاهرة لا نجدها اليوم. كما أن تعبئة التليفونات في ظل ازدياد وسائل التواصل الاجتماعي قلّت كثيراً، فهمّ الناس اليوم التوفير، وذلك لأن الناس وصلت الى درجة من الضغط الاقتصادي غير مسبوقة. ففي السابق كانت الناس تقدم على الشراء ولكن في هذه الأيام نقوم بفتح المحل منذ الصباح وحتى منتصف المساء دون إفادة، سوى متابعة الأخبار سواءً على شاشات التلفزة أو من خلال التليفون، الذي ينقل الخبر لحظة بلحظة، فما أن يحدث إي انفجار حتى نرى الخبر والصورة قد غزت مباشرة وسائل التواصل الاجتماعي، حتى قبل ورودها عبر الأخبار العاجلة في وسائل التلفزة المتعارف عليها».
كل ذلك ينعكس على حياة الناس معيشياً وصحياً ونفسياً، الأمر الذي بات ظاهرة يدمن عليها الناس، وتترافق مع الخوف من الأيام المقبلة وعليها. 
 

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا