أحمد الأسير أمام الحاجز العسكري في منطقة الأشرفية
التصنيف: المرأة
2014-01-25 07:39 ص 2068
يوسف حاج علي
تاريخ المقال: 25-01-2014 02:56 AM
توقفت السيارة أمام الحاجز العسكري في منطقة الأشرفية. طلب الشرطي أوراق صاحبها. لم يتذمّر الشاب. كانت كل أوراقه سليمة وقانونية ورسوم "الميكانيك" مدفوعة. حتى حزام الأمان كان في مكانه الصحيح، أي على صدر السائق. مدّ الشاب يده برخصة القيادة ودفتر السيارة إلى الشرطي. نظر الشرطي إلى البطاقتين ثم نظر في وجه الشاب ملياً. قلب شفته السفلى ثم أصدر الصوت التالي: "بشششششششش".
كان في هذه الـ"بش" الطويلة شيئاً من التهكم والإدانة بما لم يفهمه الشاب. تعبير عن قلّة أدب في غير مكانها. لكن الشرطي غير المهذب أمعن في تماديه حين كشف سبب رد فعله الذي زاد من استغراب الشاب: "والله اسمك مهم".
لكن الشاب وبعدما أيقن ما يدور في رأس الشرطي رد بطريقته المهذبة التي تعوّدها: "تانك يو فيري ماتش".
ازداد غضب الشرطي من برودة محدّثه ورفع من منسوب "هجومه" المركّز. سأل الشاب بفظاظة: ما فكرت تغيّر الاسم؟
- لماذا أغيره؟ خير إن شاء الله.
- عامل عمايل بالبلد.
- أنا عامل عمايل؟ أي نوع من العمايل؟
- اسمك مكسّر الدني!
- كثر خير الله. الشهرة من عندو.
- شو عم تستلمني؟
- إنت اللي عم تستلمني. عيب تقلي غيّر اسمك. أنا ابن أمي وأبي. وأموت هكذا. شو مكتوب قدامك على البطاقة؟
- كذا وكذا. لكن الاسم مزعج.
- هذا بالنسبة إليك. وهذه مشكلتك. اذهب وتصرّف معها.
- لا تؤاخذنا وماشي الحال. ماشي الحال. تفضّل.
لم تكن تلك المرّة الأولى التي يتعرّض فيها الشاب أحمد الأسير لموقف مماثل بسبب اسمه. وبالغالب لن تكون الأخيرة في بلد تعوّد ناسه على الصورة النمطية في كل شيء.
عانى الشاب الثلاثيني دوماً من مواقف مشابهة بعدما لمعت ظاهرة الشيخ الذي يشترك معه بالاسم. يحصل ذلك كلما أمسك عسكري الأمن العام جواز سفره في المطار. وأحمد خبير في التزيين النسائي وكثير الأسفار. في الفترة الأولى عندما صار الاسم حديث الناس كان يراقب ردود الفعل كلما أمسك أحدهم أوراقه الرسمية. ينظر في العيون المستغربة ويتوقع ردود الفعل. هناك من يبتسم، وهناك من يقطّب حاجبيه. عندما يعبس أحدهم يغض أحمد النظر. لكنه لا يخفي استغرابه من رد الفعل هذا. يكون عائداً من سفر طويل وفرحاً بالوصول إلى الوطن فيستقبله تجهّم وجه موظف على أرض المطار.
أكثر المرات التي شعر فيها بـ"فداحة" اسمه كانت في الفترة التي تعرّض فيها لمضايقات وتهديدات هاتفية. يرن هاتفه الخلوي ليلاً لأن شخصاً، مؤذياً في الغالب، عمّم على الإنترنت صورة الشيخ أحمد الأسير مع رقم هاتف "الماكيير" أحمد الأسير. فبدأت الاتصالات المزعجة. صارت تأتي من كل مكان. كل من كان يكره الشيخ الأسير وما يمثّل أراد أن "يفشّ خلقه" فيه. تلقى المئات من هذه الاتصالات.
مع هذا لم يغيّر أحمد رقم هاتفه لأنه يعتمد عليه. عندما راجع القوى الأمنية قيل له إن الأمر يحدث مع كبار المسؤولين. عاش الارتباك والإزعاج في يومياته. فقد كان مضطراً إلى أن يجيب كلما رن الهاتف لأن الاتصال قد يكون مرتبطاً بعمل في لبنان أو في الخارج. استمرت الاتصالات على مدار الساعة. تسببت له بالأرق خلال الليل. لكن أحمد اللطيف لم يتعب. في كل مرة يحاول أن يوضح بأنه ليس المعني وبأنه ليس من يقصده المتصل. ينجح في مرة ويفشل في مرّات. ينتهي الاتصال بالاعتذار والود حيناً وبالشتائم إلى حين الاضطرار لإقفال الخط أحياناً. دامت الاتصالات فترة ثم صارت تتراجع بشكل تدريجي.
ذات مرة طُلِب أحمد للمشاركة في برنامج تلفزيوني. وصل الأمر إلى أنه كاد يعتذر عن المشاركة لأن القيّمين على البرنامج رفضوا إذاعة اسمه تهيباً مما يمثّله. كان واثقاً دوماً، وما زال، أن لا شيء يعيب اسمه. عندما سألوه استخدام اسمه الثلاثي في البرنامج، أي أحمد سعد الدين الأسير، رفض. لم يرد استحضار اسم والده المتوفى. أحمد فخور باسمه ولن يغيّره. هذه قناعة.
لاحقاً يوافق المسؤولون عن البرنامج على إذاعة الاسم الذي سمعت به مصر كلها بلسان نجمات مثل نادية الجندي ويسرا. النجمات تعودن على شكر من يهتم بجمالهن وأناقتهن على الشاشة. المطربة أحلام مثلاً لم تتوانَ يوماً عن توجيه الشكر إلى صاحب الاسم الذي يتابع ماكياجها في كل مناسبة ممكنة على شاشة "أم. بي. سي" خلال مشاركتها في لجنة تحكيم برنامج "أرَب أيدول". عمل أحمد مع كثير من النجمات مثل لطيفة التونسية، فلة الجزائرية، سميرة سعيد، ديانا حداد، غادة عبد الرازق، إلهام شاهين، شيرين عبد الوهاب، وأخريات. كذلك عمل مع جورج وسوف، وليد توفيق وصابر الرباعي. كان من المفترض أن يعمل مع الفنان فضل شاكر، قبل أن ينتهي هذا الأخير إلى ما انتهى إليه بعد مرافقته للأسير الآخر، لكن هذا الأمر لم يحصل.
لم تستهوِ السياسة يوماً "الماكيير" أحمد الأسير، عكس الشيخ الذي بحث عن نجوميته فيها ولو بطريقة غريبة بدأت كحالة استعراضية وانتهت دموية. شارك مرة واحدة فقط في الانتخابات في منطقة المزرعة البيروتية، مسقط رأسه.
الشهرة التي يبحث عنها أحمد لا ترتبط بإطلالات تلفزيونية، غالباً ما تُعرض عليه ونادراً ما يوافق على المشاركة فيها. يفضل الاهتمام بتفاصيل عمله الذي يزرع فيه كل جهده. ويفضل أن يرتبط اسم أحمد الأسير بالفنون لا بالسياسة. وقد يكون الطبخ، إلى جانب التزيين، أحدها. في فترة قريبة يفتتح مطعمه الخاص الذي يحمل اسم العائلة مدللاً أشد الدلال: "مطعم أسيرو
أخبار ذات صلة
لقاء حواري للهيئة النسائية الشعبية في التنظيم الشعبي الناصري حول " دور المرأة في زمن الحرب"
2024-08-18 09:01 م 214
شابة عمرها 35 عاماً تكسب نصف مليون دولار وهي في منزلها
2024-06-22 05:09 ص 307
الهيئة النسائية الشعبية في التنظيم الشعبي الناصري تعايد بشهر رمضان المبارك
2024-03-13 12:32 م 230
الهيئة الوطنية للمرأة في مدينة صيدا وبمناسبة يوم المرأة العالمي
2024-03-09 05:55 م 218
إعلانات
إعلانات متنوعة
صيدا نت على الفايسبوك
صيدا نت على التويتر
الوكالة الوطنية للاعلام
انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:
زيارة الموقع الإلكترونيتابعنا
أطباء يحذرون: لا تجلس على المرحاض لأكثر من 10 دقائق لهذا السبب
2024-11-14 09:31 م
بدر زيدان: لخدمة صيدا وأبنائها وهو يسير على درب والده السيد محمد زيدان
2024-11-14 03:35 م
خليل المتبولي - المحبة بين الناس: جوهر العلاقات الإنسانية في زمن الحرب
2024-11-06 12:23 م
حكم وعبر في الحياة
2024-11-04 10:37 م
بالصور غارة على بلدة الغازية
2024-11-03 01:32 م
من هم أبرز المرشحين لخلافة السنوار
2024-10-19 06:19 ص
كارثة صحية تهدد مستشفيات صيدا بعد استنفاذ مخزونها من المستلزمات الطبية
2024-10-18 09:40 ص
حمام الشيخ في صيدا القديمة يفتح أبوابه لتمكين النازحين من الاستحمام
2024-10-17 03:02 م
مبروك المصالحة مبروك لصيدا وللنائب الدكتور أسامة سعد والمحافظ منصور ضو
2024-10-10 10:39 ص
بالصور تعليق عدد من اللصوص على الأعمدة في وسط الشوارع بالضاحية الجنوبية