×

الحياة اليومية في صيدا والزهراني.. توجّس أمني وأزمة معيشية

التصنيف: إقتصاد

2014-01-25  07:57 ص  797

 

رأفت نعيم

كل يوم يمضي هادئا هو مكسب .. وكل اسبوع يمر ولو حذراً هو انجاز .. لا يمنع حذر من قدر .. ولن يصيبنا الا ما كتب الله لنا". هو لسان حال المواطنين في صيدا وجوارها والزهراني، في ظل الأوضاع التي يعيشها لبنان سياسيا وامنيا واقتصاديا. لكن اكثرها تاثيرا هو الأمني.
في صيدا عاصمة الجنوب، يختصر المشهد تراجع حركة السير على طرقاتها والمواطنين في اسواقها والتدابير الأمنية التي تتخذ بشكل يومي وتلك الاستثنائية حول المساجد خلال صلاة الجمعة والكنائس خلال قداس الأحد. كلها اصبحت جزءا من يوميات المواطن في صيدا وجوارها كما في بقية المناطق. اصبح سعيه لتأمين لقمة العيش محفوفا بالمخاطر. توجس أمني خلال النهار يتحول قلقا مع اي حادثة مهما كانت صغيرة في المدينة او في مخيمها الفلسطيني الأكبر في لبنان، عين الحلوة.
ففتائل التفجير كثيرة واشتعالها متوقع، وربما لأهون الأسباب. لكن "الله يسلم صيدا"، يقولها كثيرون في المدينة التي تتلقى بترقب وخوف انباء التفجيرات والأحداث الأمنية المتنقلة شمالا وبقاعا وعاصمة وضاحية. وتتوجس خيفة من ان تقود تحقيقات في حادث من هذه الأحداث الى متورطين من المدينة او مخيمها. كيف لا وهي لم تشف بعد من اعراض امنية وجروح نفسية اصابتها جراء تفجيرات وحوادث سبقت في مناطق اخرى، بعد أن اظهرت التحقيقات في بعضها تورط اشخاص خرجوا منها او من المخيم. وهي التي لم تتماثل بعد للشفاء من جرح عبرا الكبير والعميق، ولا من جرح انتحاري السفارة الايرانية ولا من جرح حادثي الاعتداء على الجيش في الأولي ومجدليون. يعيش ابناء صيدا حياتهم يوما بيوم وساعة بساعة، وكل املهم ان ينعموا بالاستقرار، وان يتمكنوا من الاستمرار بتأمين لقمة العيش لأبنائهم. وان كانت مغمسة بالخوف حيناً، والخطر احيانا.
اما اقتصاد المدينة الذي يحتضر، فكلما لاحت بارقة امل في الأفق السياسي والأمني الوطني، وبدأت اسواق المدينة تنبعث من ركودها، يأتي تفجير من هنا وحادث امني من هناك في منطقة من المناطق، ليعيدها الى موت سريري.
نبض الناس
[ يقول المختار محمد بعاصيري الذي، بحكم تواصله اليومي مع المواطنين، يلمس حجم الهاجس الذي يعيشونه في ظل الأوضاع الراهنة: "نستطيع القول ان الأوضاع تنعكس على الحياة اليومية للمواطنين وبالدرجة الأولى على تنقلاتهم حتى داخل المدينة الواحدة. فرب العائلة او صاحب المصلحة او الموظف لا يتنقل الا بحكم عمله او لتأمين المأكل والحاجات الضرورية لعائلته. وهذا ما يفسر سبب تراجع حركة المواطنين في الشوارع والأسواق عموما قبل الظهر، وشبه انعدامها مساءً. وكذلك فان الحركة التجارية في الأسواق ميتة او تكاد. فهناك تدهور اقتصادي بسبب الظروف السياسية والأمنية. ويضيف: لسان حال الناس انهم يريدون ان يعيشوا بسلام. يريدون عودة هيبة الدولة من خلال حكومة قوية وقادرة على الانتاج والعمل والمحاسبة حيث يوجد تقصير، وتسيير شؤون الناس ومصالحهم.
الهاجس الأمني
[يقول محمود الحريري الذي يشرف على موقف النجمة حيث نقطة تجمع الحافلات والسيارات الاتية من الجنوب وبيروت الى صيدا وبالعكس: حركة انتقال المواطنين من الجنوب الى صيدا وبالعكس، وعبر المدينة من الجنوب الى بيروت وبالعكس، كانت قبل التفجيرات الأخيرة بنسبة 70% عنها في الأيام العادية، ولكن بعد تفجيري الهرمل وحارة حريك انخفضت النسبة الى 25% ، حيث تأثر خط الجنوب بيروت وضمنا خط الجنوب صيدا بالأجواء الأمنية.
ويضيف: بدأنا ايضا نلاحظ تغيرا في عدد وطبيعة الركاب. فبعدما كنا نشاهد مثلا عائلة بكاملها تنتقل من مكان الى مكان، اصبحنا نرى فردا او فردين من هذه العائلة، ربما بسبب الهاجس الأمني الذي يدأ يؤرق المواطنين. كما اصبحنا نرى كثيرا حقائب سفر تنتقل من صيدا والجنوب ووجهتها المطار. والملفت ان كثيرا من اصحاب المصالح في الجنوب بدأوا يفكرون في نقل اشغالهم الى الخارج.
ويعتبر الحريري ان هذا الأمر نتيجة طبيعية للظروف التي نعيش، ولم يعد التأثير محصورا بمنطقة تشهد حدثا امنيا، انما اي حدث امني في اي منطقة من لبنان بات يؤثر على لبنان كله.
*ويقول يوسف عجمي وهو سائق اجرة يعمل على خط صيدا- صور وصيدا النبطية: الوضع اصبح "عدم شرعي" والخوف يتحكم بحياة الناس وتنقلاتهم. حتى تراجعت نسبة الركاب من الجنوب الى صيدا وبالعكس اكثر من 90% . ولا يخرج احد الا للضرورة. لكن لا يمنع حذر من قدر.
"لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا"
[ محمد يوسف طالب في الجامعة اللبنانية، يضطر يوميا للإنتقال من الجنوب الى صيدا لمتابعة دراسته، يقول انه بعد تفجير حارة حريك الأخير سجلت نسبة غياب كبيرة في الجامعة، بسبب عدم حضور بعض الطلاب من مناطق ليس فقط من الجنوب بل وايضا من اقليم الخروب وحتى من صيدا نفسها، ولكن بالنهاية لا يصيبنا الا ما كتب الله لنا.
وكما في صيدا كذلك في الزهراني، مع فارق ان الهاجس الأمني هناك يتخذ شكلا اكثر ترجمة من خلال التدابير والاجراءات "المحلية" التي تتخذها بعض التنظيمات والأحزاب الرئيسية في المنطقة الى جانب تدابير القوى الأمنية، لا سيما خلال الليل وفي مواكبة التجمعات الكبرى مثل مراسم التشييع او التأبين او المناسبة الاحتفالية او حتى الرياضية.
وكان لافتاً الخطوة الجريئة التي بادر اليها اتحاد بلديات ساحل الزهراني بتخصيص بطاقات تعريف للسيارات ضمن نطاق بلديات المنطقة تحسبا لدخول اي سيارة غريبة .وقد حذت حذوها بلدات وقرى في مناطق جنوبية اخرى.

صيدا ـ رأفت نعيم

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا