×

دباغات صيدا تعيق إنشاء حديقتها العامّة

التصنيف: إقتصاد

2014-01-28  07:09 ص  605

 
آمال خليل

تعهد كل من بلدية صيدا وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ووزارة البيئة مطلع تشرين الأول الفائت إنجاز الأشغال في مشروع إزالة مكب النفايات على شاطئ صيدا خلال 30 شهراً، ما يعني إذا صدقت التعهدات، أن مطلع عام 2016 سيشهد افتتاح حديقة عامة بمساحة 30 ألف متر مربع، ستنبت بعد إزالة جبل النفايات، ويمتد أمامها متنزه بحري عمومي يرتفع بدوره فوق ردم البحر بمطمر صحي.

أحد المهندسين المكلفين من قبل البرنامج نقولا الغريب أوضح لـ«الأخبار» أن المشروع يتألف من خمس مراحل. أولاها إنشاء معمل لفرز النفايات إلى مواد عضوية وغير عضوية، وثانيتها إنشاء وحدة التهوية المتنقلة التي تضخ الهواء النقي في التربة، وتسحب الهواء الملوث وتحتجزه بـ«فلاتر» من الكربون المنشط.
الوحدة تستمر في الضخ حتى وصول معدل الغازات الى مستوى مقبول يسمح بمتابعة العمل. أما المرحلة الثالثة، فهي إنشاء مطمر صحّي مؤلّف من ثلاث خلايا مع طبقة عازلة، لمنع الترشّحات وشبكة لسحب الغازات وحرقها وسحب العصارة ونقلها إلى محطة التكرير. في المرحلة الرابعة، تُنشـأ خزّانات لتجميع مياه العصارة الناجمة عن تفاعل المواد العضوية.
أما المرحلة الأخيرة، فيجهز مختبر لفحص عيّنات من الناتج عن معمل الفرز لتحديد كيفية استعمالها، إذا كانت مطابقة تضاف إلى الردميات، وإن لم تكن كذلك تُنقل إلى المطمر الصحي. وبحسب الغريب، فإن ما نفذ حتى الآن، إعداد الموقع ونقل المعدّات وتركيب معمل الفرز ووحدة التهوية، والبدء بعملية سحب الغازات وتنقيتها بواسطة نظام فلترة متطوّر تابع للشركة الفرنسية المتعهدة، وإنشاء الخليتين الأولى والثانية وتغليفهما بالطبقة العازلة، والإعداد لأرضية الخلية الثالثة، وإنشاء ثلاثة خزانات لتجميع مياه العصارة لكل خلية، ومدّ شبكات تجميع مياه العصارة ووصلها إلى الخزانات، وإنشاء وتجهيز المختبر الميداني بمعدّات فرنسية.
كل هذا، يجري تنفيذه بعد فرز كمية من النفايات داخل وحدة الفرز الميكانيكية، لفصل المواد الخامدة (ردميات) عن باقي النفايات (إطارات مطاطية، مواد بلاستيكية ...)، لكن أبرز ما أنجز، إنارة بعض الشوارع المحيطة بالمكب من الغاز المنبعث من النفايات المولدة في معمل التخمر اللا هوائي. وبرغم اهمية الإنجازات وملايين الدولارات التي أنفقت عليها، لكنها عرضة للانهيار. فالطريق أمام التعهدات الخضراء تصطدم بجبل نفايات من نوع آخر. سبع دباغات تعمل بالقرب من الشاطئ قبل أن ينشأ المكب في الثمانينيات.
الممثل المقيم للبرنامج في لبنان روبرت واتكنز استوقفته إحدى الدباغات المشرفة تماماً على المطمر الصحي المستحدث، خلال جولة له لتفقد سير المشروع. مساعدوه لم يعلقوا، بل اكتفوا بنقل وعود البلدية بإقفالها في القريب العاجل، وإلا فإن وجودها سيضرب كل الإنجازات.
الغريب قال إن البلدية «تعمل مع الأطراف المعنية كافة على إزالة الدبّاغات، وجرى الاتفاق على نقلها الى مكان آخر». علماً بأن نقلها «شرط لإنشاء الحديقة وإنجاز المشروع».
في البلدية التي «بيدها تطور سير ملف الدبّاغات»، بحسب الغريب، اعلن رئيسها محمد السعودي أن «لا إمكانية في الوقت الحالي لإقفال الدباغات، لأن البلدية لا تملك الإمكانات المادية لدفع الأموال لأصحابها كي يغادروا، وتؤمن لهم مكاناً بديلاً». الكلفة تراوح ما بين 700 ألف دولار ومليون دولار أميركي ليست متوافرة في صندوق البلدية، ولم تُلحظ في الدراسة الأولية لتضمينها في تمويل المشروع. لدى البلدية خطة بنقل الدباغات إلى زاوية جانبية في المنطقة، تقع على حدود محطة تكرير المياه المبتذلة في سينيق، لكن الخطط تبقى أفكاراً بانتظار تأمين المال. متى ومن أي جهة؟.
لا يعلم السعودي حتى الآن. مصادر مواكبة لفتت إلى أن المعنيين يتقصدون اعتماد الروية والمماطلة في حل قضية الدباغات تحسباً من رد فعل أصحابها النافذين، لكنها توقعت أن يلقوا مصير أصحاب المتنزهات على نهر الأولي، الذين أجبرهم الرئيس فؤاد السنيورة وشريكه محمد زيدان على إزالتها بعدما اشتريا العقار المحاذي لضفة النهر من ورثة الرئيس رفيق الحريري.
إشارة إلى أن الدباغات تعد إحدى ميزات صيدا التي اشتهرت بجودة منتجاتها. خلال القرن الماضي، كان هناك 30 دباغة في حارات صيدا القديمة قبل أن تنتقل في الخمسينيات إلى ضواحي المدينة، التي لم تكن مأهولة حينها. ولما اقترب منها العمران، انتقلت الدباغات في النهاية إلى الواجهة البحرية الجنوبية بين صيدا وسينيق.

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا