×

ظَهَر ثم اختفى او بالأحرى أُخفِي

التصنيف: تقارير

2014-02-12  08:29 ص  724

 

في الحصيلة، اختفى مجددا التمثال البرونزي للإله اليوناني "أبولو"، او بالاحرى أُخفِيَ عن الانظار. وما بقي من هذا "الاكتشاف العظيم"، على ما وُصِف، والذي يضع قطاع غزة تحت الضوء لارتباطه به، مجرد صور عاينها بدقة علماء آثار عالميون، ليستنتجوا منها ان التمثال يرجع الى ما بين القرنين الخامس والثاني ق.م، وان لا خدوش او كسور في قدميه، ولا يزال يحتفظ باحدى عينيه.

التمثال الذي يزن 500 كيلوغرام، اكتشفه الصياد الفلسطيني جودت غراب الذي يقول انه انتشله من قاع البحر في آب الماضي، وحمله في عربة يجرها حمار، عائدا الى بيته، غير مدرك لقيمته الحقيقية. وافادت وكالة "رويترز" ان آخرين عرفوا سريعا أهميته، وظهر التمثال لفترة قصيرة على موقع الكتروني للبيع بسعر 500 الف دولار، وهو سعر يقل كثيرا عن قيمته الحقيقية. فسارعت الشرطة الفلسطينية في قطاع غزة الذي تديره حركة المقاومة الاسلامية "حماس"، الى مصادرته. وقالت انها تحقق في الامر، من دون ان تحدد متى سيظهر التمثال مجددا، وأين يمكن عرضه.

ولخيبة أمل علماء آثار عالميين، اضطروا الى ان يقنعوا بفحص عدد محدود من الصور الفوتوغرافية غير الواضحة للتمثال المسجى على ملاءة منقوشة. وافادت "رويترز" ان المؤرخ في معهد الآثار الفرنسي التوراتي في القدس جان ميشيل دو تاراجون يقول "ان التمثال نادر، ولا يقدر بثمن. كمن يسأل عن قيمة لوحة لا جيوكندا (الموناليزا) في متحف اللوفر". وتدارك: "يندر جدا جدا العثور على تمثال، ليس من الرخام او الحجر، بل من المعدن."

ورأى ان الحالة الجيدة للتمثال تشير، في ما يبدو، الى انه تم العثور عليه على اليابسة، وليس في أعماق البحر. وأرجع اخفاء مكان اكتشافه الحقيقي الى تجنب الجدل حول ملكيته. "التمثال لم يعثر عليه على الشاطىء او في البحر. انه نظيف جدا. ليس (اي لم يعثر عليه) على اليابسة، وهو جاف. ولا تشوهات فيه او آثار لطحالب بحرية تظهر عادة على الاشياء المنتشلة من البحر".

غير ان الصياد غراب (26 عاما) يقدم رواية أخرى. فهو يقول انه رأى شكلا يشبه الانسان في منطقة مياه ضحلة على بعد نحو 100 متر من الساحل شمالي الحدود بين مصر وغزة. في باديء الامر ظن انه جسد محترق بشدة. لكن حين غطس ليلقي نظرة عن كثب، أدرك انه تمثال. وقال ان انتشال هذا "الكنز" وسحبه الى الشاطيء استغرق منه ومن اقاربه 4 ساعات كاملة.

ويفيد غراب انه بتر احد أصابع التمثال ليعرضها على خبير في المعادن، على أمل في ان يكون التمثال مصنوعا من الذهب. ومن دون علمه، بتر أحد اشقائه اصبعا اخرى ليجري تحرياته الخاصة. وقام صائغ بصهره. وسريعا ما تولى أفراد من الاسرة ينتمون الى "حماس" مسؤولية التمثال. وفي مرحلة ما، ظهر تمثال "ابولو" للبيع على موقع الكتروني. حينها، قال البائع ان المشتري بوسعه ان يحضر الى غزة لتسلمه... ولم يتضح ما اذا كان قد ظهر فعلا مشتر محتمل، لكن عندما عرفت سلطات "حماس" المدنية بأمر التمثال النادر، أمرت الشرطة بمصادرته.
واكد مسؤولون في وزارة السياحة في غزة ان "التمثال لن يعرض على الجمهور الا بعد الانتهاء أولا من التحقيق لمعرفة من حاول بيعه". وقال مدير قسم الآثار في الوزارة احمد البرش انه وعد بأن يحصل الصياد على مكافأة بعد حسم المسألة. "انه كنز ثمين واكتشاف أثري مهم. وفور تسليم الشرطة التمثال الى الوزارة، سيقوم الخبراء بترميمه وعرضه على الجمهور في غزة".

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا