موقف النجمة في صيدا.. تدقيق بالركاب وتفتيش المشتبه به
التصنيف: إصدارات مركز هلال
2014-02-12 12:41 م 980
يحلُّ هاجس الخوف والتفجيرات المتنقلة على المواطنين في حياتهم وتنقلاتهم في مختلف المناطق اللبنانية ضيفاً ثقيلاً وربما "قاتلاً" في بعض الأحيان، بعدما لم تسلم وسيلة النقل بواسطة الحافلات من "الانتحاريين"، فأرّقتهم مجدداً بعد منازلهم ومساجدهم، خوفاً من سيارات مفخخة أو عمليات انتحارية يذهب ضحيتها المدنيون الأبرياء...
بعد التفجير "الانتحاري" في الشويفات، تراجعت حركة التنقل بين المناطق نسبياً، لكنها لم تتوقف أمام إرادة المواطنين على استمرار حياتهم كالمعتاد رغم الخوف والقلق، ولا سيما أن الذين يستقلون الحافلات هم أبناء الطبقة الشعبية الأكثر فقراً، الذين لا يملكون سيارات فاخرة ولا حتى ثمن أجرة "تاكسي" خاصة، ورغم ذلك، يواظب هؤلاء على التنقل، معتمدين على مبدأ "التوكل على الله" و"الحذر لا يُغني عن القدر"...
على أن اللافت، هو ما بدأ به سائقو الحافلات من الاعتماد على "الأمن الذاتي"، إذ باتوا يقومون بتفتيش الركاب: بالنظرات حينا، أو بالأيادي أحياناً، وبينهما الحافلات بعد صعود ونزول الركاب منها، خشية أن يكون أحدهم ترك أي مواد متفجرة، وذلك بهدف الحفاظ على حياتهم ومن معهم...
"لـواء صيدا والجنوب"، حط رحاله في "موقف النجمة" وسط مدينة صيدا، الذي يعتبر شريان التواصل الرئيسي بين المناطق جنوباً وشرقاً وشمالاً، واطلع على هواجس أصحاب الحافلات والمواطنين معاً...
* يدق السائق فؤاد خوري، الذي يعمل على خط صيدا - بيروت ناقوس الخطر من احتمال تفجير جديد، على اعتبار أن الانتحاريين لم يعد يميّزون بين أحد، فقال: "بدأنا ندقق بالأشخاص الذين يستقلون الحافلة، ونحدق بهم بشكل جيد، وإذا وجدنا أحدهم يلبس الكثير من الثياب، نضطر أحياناً إلى تفتيشه خوفاً من أن يكون انتحارياً، لم نعد نؤمن شر هؤلاء، وعلينا الانتباه قدر المستطاع لأنه واجبنا، فأي تفجير هو مرعب ومخيف للناس، والإتكال على الله".
وأضاف: "عندما يغادر الركاب الحافلة، نقوم أيضاً بتفتيشها تحسّباً من أن يكون هناك أي جسم أو متفجرات تركها أحد الركاب. بتنا نعيش في قلق وخوف في كل تنقلاتنا، ونحن نساعد الدولة في حفظ الأمن والاستقرار لأننا على الأرض بشكل دائم وأي اشتباه نقوم بإبلاغ القوى الأمنية التي هي بدورها تتابع الموضوع".
وتابع: "إن حركة نقل الركاب خفّت قليلاُ بسبب العمليات التفجيرية المتنقلة في مختلف المناطق اللبنانية، وآخرها "انتحاري" الشويفات، لكن لا بد من استمرار دورة الحياة، وهذه فترة صعبة جداً على الجميع، خاصة على المواطنين الذين يتنقلون بحافلات".
* وسط الحافلة، تجلس فوزية الشرقاوي وصديقتها في المقعد بانتظار الإقلاع من صيدا إلى صور مبتسمة قائلة: "لا شيء يخيفنا، نتوكل على الله دائماً أثناء تنقلاتنا ونردد لا يصيبنا إلا ما كتب الله لنا"... قبل أن تردف: "نأخذ حذرنا، ولكن في نهاية المطاف لا يُغني الحذر عن القدر".
وبافتخار تتابع: "لا يوجد في قلوبنا الخوف، ومن عاش الاعتداءات الإسرائيلية الوحشية على مر سنوات طويلة، قادر على مواجهة هذه الموجة من الإرهاب والتفجير، فحرب تموز في العام 2006 علمتنا أن نقاوم ونصمد لتستمر الحياة، ونحن شعب لا نخاف الأعداء، ولا نخشى أحد سوى الله رب العالمين".
وأكدت "إننا نواظب على التنقل كالعادة، ونأمل أن يعمّ السلام والأمن ربوع لبنان، فالذي ينتهي عمره لن يزيد ثانية عنه، ولا نخاف، ونتوكل على الله".
* بينما يجلس سعيد عيسى ويهز رأسه عندما سمع كلام فوزية، فقال: "أنا من جون وذاهب إلى مدينة صور لانجاز عملي، أقول بأعلى صوتي بأن الدولة اللبنانية هي المسؤولة عن حفظ الأمن والاستقرار وتأمين المعيشة الصعبة التي نمر بها، نحن المواطنون يجب أن نكون سنداً لها، لكن الوضع مقلق، لكننا قادرون على الصمود والتحدي".
وقال: "إن الدولة مقصّرة في تأمين الأمن والأمان ومعالجة الأزمة الاقتصادية والمعيشية، لأنها سبب رئيسي في الإحباط واليأس، وبالتالي استغلال هؤلاء بأعمال تفجيرية أو انتحارية، إضافة الى الشحن الديني وخاصة المذهبي".
وأضاف: "إن المطلوب هو معالجة الأزمة المعيشية كمدخل لحفظ الأمن والاستقرار، ويجب وضع ضوابط لكل النازحين والوافدين إلى لبنان، من أجل عدم الإخلال بالإستقرار، هناك فلتان مخيف قد يؤدي إلى خروقات كثيرة وخطيرة".
* فيما وقف سائق "الفان" رامز طنانا ينادي بأعلى صوته: "صور.. صور"، ولكن نظراته تتوزع على الركاب وما إذا كانوا يحملون شيئاً ملفتاً، أكد "إن الوضع طبيعي، لكن لا أخفي أن هناك أناس تخاف من التنقل، وفي النهاية علينا فعل ذلك، والانتحاري الذي يفجر نفسه في بيروت، قادر على تفجير نفسه في أي منطقة لبنانية، والدولة أولاً وأخيراً هي المسؤولة عن أمن المواطن واستقراره، وهي مشغولة بمكاسب الدولة والحكومة والوزارات، ولا يهمها الناس، الذين تعتبرهم مثل "الغنم"، ونحن مُسلمون أمرنا الى الله".
وأضاف: "من الصعوبة تفتيش كل الركاب الذين يستقلون الحافلة، لكن نفعل ذلك بين الحين والآخر، ومن نشتبه به نفتشه حفاظاً على أرواحنا وحياة الركاب معنا، وبرأيي فإن المشكلة الأساس هي بوجود عدد كبير من النازحين السوريين، الذين قد يتسببون بمشاكل أمنية، وقد يقدمون على فعل أي شيء بسبب أوضاعهم المأساوية وخلافاتهم السياسية والدينية".
الانتحاريون ليسوا من شيمنا
* وسط الازدحام، يقف سائق التاكسي مصطفى نادر "أبو علي"، الذي ينقل ركاباً من صيدا إلى الغازية وبالعكس أمام سيارته، ولا يتركها خشية من أن يضع فيها أي غريب متفجرة ويهرب، يقول وهو ينادي على ركابه: "كنا في الماضي لا نحدق بالذي يركب معنا، المهم إننا نشتغل، أما اليوم فقد أصبحنا نتفحصه جيداً خوفاً من أن يكون انتحارياً قبل صعوده إلى الحافلة لإيصاله إلى أي مكان، وكل غريب يصعد معي أحاول بطريقتي تفتيشه، سواء أكان رجلاً أو إمرأة".
وأضاف: "لقد بدأنا نعتمد على "الأمن الذاتي" في حفظ أرواحنا وحياة الركاب، لأنه بهذه الطريقة نرد على كل العابثين بالأمن، ونشجع الناس على التنقل كالمعتاد حتى لا تقطع أرزاقنا وتتوقف دورة العمل".
وتابع وهو يتنهد: "إننا في هذا الموقف الحيوي في "ساحة النجمة"، وهو "سنترال" التنقل إلى أقصى الجنوب، جزين، بيروت، النبطية وسواها، نحن السائقون هنا من جميع الطوائف، نحاول أن نتجاوز الخلافات السياسية ولا نتحدث بها، لأنها ليست من مجتمعنا أو شيمنا، وما يهمنا أن يعيش اللبناني بمختلف طوائفه ومذاهبه بأمن واستقرار".
وختم "أبو علي": "ظاهرة العمليات التفجيرية والانتحارية والتكفيرية ليست من شيمنا، نحن اللبنانيون وكل مواطن لبناني يرفضها ولا يوافق عليها، لكن يجب أن يتوحّد السياسيون للتصدّي لها بقوة وحزم".
أخبار ذات صلة
اعتداء بالضرب على سيدة أثيوبية في صيدا
2024-09-12 03:41 م 166
الأمن العام في صيدا أوقف 5 سوريين مخالفين وسحب أوراق 10 وختم محلين بالشمع الأحمر
2024-05-14 05:33 ص 122
اميركا اتهمته بتحويل اموال الى غزة: من قتل الصراف محمد سرور؟
2024-04-10 01:47 م 234
قوى الأمن: توقيف شخص يسرق محتويات السيارات في صيدا بالجرم المشهود
2023-11-18 08:08 م 274
إعلانات
إعلانات متنوعة
صيدا نت على الفايسبوك
صيدا نت على التويتر
الوكالة الوطنية للاعلام
انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:
زيارة الموقع الإلكترونيتابعنا
أطباء يحذرون: لا تجلس على المرحاض لأكثر من 10 دقائق لهذا السبب
2024-11-14 09:31 م
بدر زيدان: لخدمة صيدا وأبنائها وهو يسير على درب والده السيد محمد زيدان
2024-11-14 03:35 م
خليل المتبولي - المحبة بين الناس: جوهر العلاقات الإنسانية في زمن الحرب
2024-11-06 12:23 م
حكم وعبر في الحياة
2024-11-04 10:37 م
بالصور غارة على بلدة الغازية
2024-11-03 01:32 م
من هم أبرز المرشحين لخلافة السنوار
2024-10-19 06:19 ص
كارثة صحية تهدد مستشفيات صيدا بعد استنفاذ مخزونها من المستلزمات الطبية
2024-10-18 09:40 ص
حمام الشيخ في صيدا القديمة يفتح أبوابه لتمكين النازحين من الاستحمام
2024-10-17 03:02 م
مبروك المصالحة مبروك لصيدا وللنائب الدكتور أسامة سعد والمحافظ منصور ضو
2024-10-10 10:39 ص
بالصور تعليق عدد من اللصوص على الأعمدة في وسط الشوارع بالضاحية الجنوبية