×

السياحة في صيدا تحتضر والعين على أولويات الحكومة

التصنيف: إقتصاد

2014-02-27  07:54 ص  524

 

رأفت نعيم

مع الإعلان عن التشكيلة الحكومية الجامعة لمعظم الأفرقاء في لبنان، واطلاق ورشة البيان الوزاري، ينتظر المواطنون والقطاعات في مدينة صيدا- كما في غيرها من المناطق، الانطلاقة الفعلية للعمل الحكومي على صعيد معالجة الملفات والقضايا الاجتماعية والاقتصادية والمعيشية الى جانب الوضع الأمني بطبيعة الحال.

فصيدا التي عانت خلال العام 2013 وطأة كل هذه الملفات على الحياة اليومية للمواطنين فيها، تتطلع بدورها الى ان تلحظ الحكومة في اولويات بيانها الوزاري اعادة الزخم للعمل الخدماتي ومعالجة الوضع المعيشي الضاغط.. وهو ايضا مطلب القطاعات الانتاجية والاقتصادية والتجارية وكذلك القطاع السياحي الذي اصيب بنكسات عدة خلال العام الماضي لا يزال متأثرا بها.

وفي جولة لـ»المستقبل« على بعض المراكز والمؤسسات السياحية في صيدا، تقاطعت الانطباعات والآراء عند 3 نقاط: الأولى ان العام السابق 2003، كان العام الأسوأ بالنسبة لهذه المؤسسات على الاطلاق، وتدل على ذلك الأرقام التي سجلتها بعض المعالم السياحية والتاريخية والتراثية لأعداد الزائرين والوافدين الى المدينة خلال العام، والتي حكما تأثرت سلبا بالأحداث الأمنية والتوترات السياسية والركود الاقتصادي الناجم عنها، وكذلك تقييم اصحاب بعض المؤسسات السياحية، لا سيما المطاعم لحركة روادها خلال العام المنصرم، هذا من دون ان نغفل ضمناً انعكاس كل ذلك ايضا على الحركة التجارية في اسواق المدينة التي شهدت جمودا لامس حد الموت السريري، فأقفلت مؤسسات وافلست اخرى وتعثرت ثالثة وصرف عمال.

أما النقطة الثانية هي ان التوصل الى تشكيل الحكومة وان ترك ارتياحا عاما في مختلف الأوساط، لكن انعكاسه الايجابي على الحركة السياحية بكافة وجوهها لا زال غير ظاهر في هذه الحركة وهو ما يعيده القيمون على القطاع السياحي في صيدا الى ان المواطنين عموما والسياح، خصوصا ما زالوا غير مطمئنين لاستتباب الوضعين السياسي والأمني.. وخير دليل على ذلك هو سرعة الانعكاس السلبي لاي حادث امني ولو كان اطلاق نار في الهواء على حركة الوافدين الى المدينة زائرين او متسوقين او سائحين او عابرين. والنقطة الثالثة هي ان الجميع ينتظر انطلاق العمل الحكومي بشكل فعلي وتثبيت الأجواء الايجابية التي انتجت تشكيل الحكومة من خلال انجاز البيان الوزاري وما يفترض ان يتضمنه من اولويات تصب في خانة اشاعة المزيد من اجواء الطمأنينة للمواطنين واعادة تحريك عجلة الحياة والعمل والانتاج في كل المرافق والقطاعات، لتنتظم بالتالي الحركة السياحية والتجارية وتأخذ منحاها التصاعدي من جديد وهو ما يأمله اصحاب هذه المؤسسات.

الأرقام تعكس الواقع

تعتبر قلعة صيدا البحرية عادة المعلم التاريخي الأكثر استقطابا للوافدين الى المدينة بقصد السياحة، لكن رغم ذلك سجل العام 2013 تراجعا في حركة السياح باتجاه القلعة، نطرا للأسباب الآنفة الذكر. ووفقا لسجلات تذاكر الدخول الى القلعة التي تشرف عليها بلدية صيدا فان مطلع العام 2013 شهد حركة ناشطة حتى ايار الذي سجل وحده دخول 3900 سائح الى القلعة، لتأتي احداث عبرا في الثلث الأخير من حزيران فتقلص العدد الى 1950، وتشمل بتأثيراتها السلبية شهر تموز الذي سجل 900 زائر فقط، ومن ثم عاد العدد ليرتفع في اب الى 2900، تلاه ايلول الذي سجل 1500 زائر متاثرا بالأجواء الأمنية التي اعقبت تفجير الرويس وتفجيري طرابلس وما اتخذ من اجراءات امنية احترازية في وسط المدينة واقفال اسواقها امام السيارات،ليعود العدد فيرتفع في تشرين الأول الى 3750، وحل تفجيرا السفارة الايرانية وتداعياتهما ليتقلص العدد في تشرين الثاني الى 2100 زائر، واستمر التراجع في كانون الأول مسجلا فقط 1250 زائرا بسبب حادثي الاعتداء على الجيش في الأولي ومجدليون واغتيال وزير المالية السابق محمد شطح وتفجير حارة حريك. وانسحب هذا التراجع على كانون الثاني من العام الحالي، تحت وطأة ما شهده من احداث امنية وتفجيرات في غير منطقة.

كذلك الحال إلى خان الافرنج، المعلم التاريخي الذي يشكل في الأيام العادية قبلة سياحية اساسية في المدينة، فتأثرت حركة قاصديه من الزائرين والسائحين بالوضعين الأمني والسياسي، حيث تشير تهاني سنتينا مسؤولة الخان من قبل مؤسسة الحريري التي تشرف عليه الى ان العام 2013 سجل دخول 11546 زائرا الى خان الافرنج مقابل 20370 زائرا في العام 2012، اي بتراجع لامس 9 آلاف زائر.

وفي قراءة سريعة لعدد الزائرين الى الخان خلال العام 2013، يتبين ان النصف الأول من العام سجل خطا تصاعدياً جاء على النحوالآتي: «كانون الثاني 853، شباط 1224 ، آذار 1627، نيسان 1845 ، ايار 1316» ، بينما انخفض فجأة في حزيران الى 535 ، وبقي دون الألف زائر بقية العام «تموز 576 ، آب 764 ايلول 520، تشرين الأول 911 ، تشرين الثاني 874 وكانون الأول 501 «.

ولا يختلف الوضع بالنسبة لمتحف الصابون التابع لمؤسسة عودة الثقافية في صيدا القديمة، حيث تشير مديرة المتحف كارول عازار الى ان النصف الأول من العام 2013 سجل 10702 زائرا للمتحف، ( 5658 لبنانيون و5044 اجانب )، بينما سجل النصف الثاني من العام نفسه فقط 7781 زائرا (4474 لبنانيون و3307 اجانب).

وكما السياحة التراثية والتاريخية كذلك السياحة الدينية في محيط صيدا، فقد تأثرت بدورها بالوضعين الأمني والسياسي خلال العام 2013 وان بنسبة اقل، كما هي الحال بالنسبة لمقام سيدة المنطرة في مغدوشة وفق ما تشير سجلات ابرشية صيدا للروم الكاثوليك التي تشرف على المقام، فسجل عدد الزائرين والسائحين اليه حتى آخر حزيران 32000 زائر، بينما تقلص العدد من تموز حتى نهاية العام الى 28000 زائر.
 

 

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا