×

هي الصورة الأخيرة.. يا حسن!

التصنيف: المرأة

2014-03-07  03:19 ص  916

 
رأفت نعيم

اصعب رحيل.. هو ذاك الذي يكون في عز العطاء... فكيف اذا كان الراحل صحافياً.. وفي قاموسنا نحن الاعلاميين.. العطاء من اجل الحقيقة يساوي الشقاء في سبيلها.. كيف وقد سمي عمل الصحافي بمهنة المتاعب..

قدر لي ان اترافق وحسن جوني في بدايات العمل الاعلامي في مراسلة بعض الدوريات المحلية والعربية والتعاون في تبادل الأخبار والصور وتغطية المناسبات في كثير من الأحيان..

ومنذ عرفته مصورا يتنقل بين مكان وآخر ، وانا ارى في حسن جوني نموذجاً للإنسان العصامي المجد والمجتهد الذي شق طريقه المهني بصعوبة وبكثير من الكد والتعب..

كانت «الكاميرا « قلادته الأحب الى قلبه التي لطالما كانت تتدلى على صدره مجاورة هذا القلب..عشق العدسة حتى كادت تصبح هي عيناه التي يرى بها.. او يصنع بها لوحاته الطبيعية ، صورا ولقطات.. يرصد الجمال والابداع والانجاز ، فيوثقه بعد ان يضفي عليه لمسة من فنه..

اجتماعي من الدرجة الأولى.. خلوق.. نشيط لا يكل ولا يهدأ.. ليله اكثر صخبا بالعمل من نهاره ، ونهاره هادئ كما ابتسامته التي تسبق صاحبها في تحية من يقابله..

كان يلتقيك صدفة.. كمن يلتقي بعضا من عالمه الذي يعشقه ويشتاق دائما لمعرفة اخباره رغم انه في قلب هذا العالم ، عالم الصحافة.. فيسارعك بالسؤال عن احوالك وعن جديد عملك.. ثم يستدرك.. بعد ان تجيبه، فيخبرك هو عن احواله وعن عمله..

قاسية لحظة الغياب يا حسن.. اذا كان مباغتا كغيابك.. واذا كان مبكرا كرحيلك.. لكن حسبك ان الكبار يغيبون دون انذار.. ودون استئذان.. وهم في عز العطاء.

ستفتقدك صيدا وبحرها.. ستفتقدك بيروت ولياليها، ستفتقدك «الحسناء «.. وكل زميلاتها التي حملت توقيع عدستك.. تلك التي تسدل اليوم ستارها مع اخر اغماضة لعينيك.. الصورة الأخيرة التي لم تلتقطها.. !

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا