×

إعادة إحياء الحركة التجارية في صيدا أمام مخاض عسير

التصنيف: إقتصاد

2014-03-19  03:11 ص  881

 

سامر زعيتر

تفجير هنا وآخر هناك، تمر معها الأيام والسنوات، وكأن الزمن يعود إلى نقطة البداية، ليفتقد التجار موسم بعد آخر فرصاً لا تعوّض، فيما الحيرة ترتسم على وجوه الناس ومعها التساؤل عن السبيل للخروج من الكابوس المؤلم...
واقع لم ترضه مدينة صيدا، وهي التي تكبّدت الخسائر والأضرار بفعل تدهور الأوضاع الأمنية والاقتصادية على مر الأيام والسنوات الماضية، أما اليوم فإن عيد «ست الحبايب» شكّل مناسبة لعقد الأمل على إعادة احياء الحركة التجارية في المدينة وإعادة الزوار إليها...
مبادرة أطلقتها النائب بهية الحريري لكسر حاجز الخوف، جرّاء الأوضاع الأمنية التي يشهدها لبنان و«عاصمة الجنوب»، تحت شعار: «لأمي ووطني الأم»، وذلك بالتعاون مع بلدية صيدا و«جمعية تجار صيدا وضواحيها» والمراكز والمؤسسات التجارية والمطاعم والمقاهي والمجتمع المدني والشبكة المدرسية...
مهمة تتطلب تحفيز الناس على ارتياد مرافق المدينة التجارية والسياحية خلال عيد الأم وصولاً الى عيد الفصح، وفي الوقت نفسه عودة استقرار الأوضاع الأمنية في البلاد مع بادرة الأمل التي انطلقت من خلال تشكيل حكومة التوافق الوطني والتوافق على بيانها الوزاري...
«لـواء صيدا والجنوب» جال على التجار عشية عيد الأم وعاد بهذه الانطباعات...
السؤال الذي يطرحه أبناء المدينة، عن كيفية الخروج من حالة الخوف وكسر الحواجز وصولاً إلى إعادة دب الروح في الحركة التجارية في المدينة، شكّل مناسبة للتلاقي واتخاذ قرار بإعادة إرادة الحياة الى «عاصمة الجنوب»...
الشريف
{ رئيس «جمعية تجار صيدا وضواحيها» علي الشريف أشار الى «أن أحوال السوق التجاري لا تخفى على أحد، وبالطبع فإن ذلك يأتي انعكاساً للوضع الأمني والسياسي والاقتصادي، وكل هذه العوامل تلقي بثقلها على التجار والناس في نفس الوقت».
وقال: «تنتهز «جمعية تجار صيدا وضواحيها» مناسبة عيد الأم التي تجمع الأسرة بكاملها لنتقدّم من جميع الأمهات بأسمى مشاعر المحبة آملين لهم دوام الصحة والعافية، كما وأننا وفي ظل الجمود الاقتصادي الخانق الذي لم نشهده منذ سنوات وفي أحلك الأوقات، حيث أن بوادره المقلقة أصبحت تطال شريحة كبيرة من المؤسسات الاقتصادية والتجارية التي لم تعد على شفير الهاوية، بل بدأت ومع نهاية سنة 2013 بالانزلاق. من هنا فإن بارقة أمل بدأت تلوح في الأفق بعد تشكيل الحكومة الجديدة والتوافق على بيانها الوزاري».
وأضاف: «عليه، فإن الحكومة مطالبة فوراً الالتفات إلى النواحي الأمنية والاقتصادية والاجتماعية، خاصةً في ظل تزايد وجود الإخوة السوريين المهجرين والذين أصبح لهم تأثير على المواطنين اللبنانيين في حياتهم ومعيشتهم. وإن الجمعية تناشد جميع الزملاء التجار لإعطاء أقصى ما يمكن من حسومات في هذه المناسبة العزيزة على قلوبنا جميعاً، وتتمنى الجمعية على الزملاء في الأسواق التجارية تمديد فترة فتح المحلات مساءً يوم الخميس الواقع في 20/3/2014 وفتح المحال التجارية يوم الجمعة الواقع في 21 آذار وذلك إفساحاً في المجال أمام المواطنين للتسوّق لهذه المناسبة العزيزة على قلب كل مواطن».
وختم الشريف: «إن هذه الخطوة سوف تترافق أيضاً مع أنشطة أخرى والتحضير لفصل الربيع وقد تستمر هذه الأنشطة إلى ما بعد عيد الفصح في النصف الثاني من نيسان. وكلنا أمل أن تتحسّن الأجواء الأمنية في لبنان والإستفادة من الأجواء الأمنية المريحة في صيدا لإعادة تنشيط الحركة فيها».
مؤشرات جيدة ولكن..!
{ صاحب محل «الرشيدي للوحات» جهاد صالح الرشيدي قال: «في عيد الأم وغيرها من المناسبات، نرى اقبالاً على الحركة التجارية، فلا شك أن الناس ستقوم خلال هذه المناسبة بشراء هدايا إلى «ست الحبايب»، والبعض يرغب في شراء شيء له قيمة جمالية كي يتم وضعه في المنزل على أن يكون السعر في متناول الجميع، فهناك من يرغب في شراء أية قرآنية أو لوحة فنية، ونحن نبيع اللوحات والبراويز وما له علاقة بالجمال. وبمناسبة عيد الأم فإننا نقوم بإجراء تخفيضات على الأسعار، فضلاً عن أن الأوضاع الأمنية والاقتصادية تستدعي منا اجراء مزيد من التخفيضات، لذلك جاءت مبادرة النائب بهية الحريري بالتعاون مع «جمعية التجار» والبلدية لتنشيط الحركة التجارية في مدينة صيدا».
وأضاف: «كلنا أمل خلال فترة الأعياد أن يستثب الأمن ويعود الهدوء إلى لبنان ومدينتنا صيدا، فالناس بحاجة إلى الخروج من هذه الحالة، وهو تمنّي الجميع، من هنا فإن التخفيضات على الأسعار تشجع الزبائن على الشراء، وبإذن الله تتحسّن الأحوال الأمنية، لأننا تأثرنا كثيراً بالأحداث السابقة، حيث نرى السوق التجاري وقد وصل إلى مرحلة لا نحسد عليها، ونحن نعتمد على الله أولاً وأن يأتي الزبائن من مختلف المناطق الى السوق التجاري وهو ما قد لمسناه خلال الأيام الماضية، وهذا مؤشر جيد نعوّل عليه كثيراً في المدينة، لكن يبقى الوضع الأمني في لبنان عموماً يثير القلق في نفوس الناس».
{ بدوره نبيل عيلاني الذي يعمل في محل «رومانتيا» قال: «بدأنا اجراء عروضات وتخفيضات على السلع النسائية تتراوح بين 30 و60%، وبالطبع نأمل أن يكون هناك تجاوب من قبل الزبائن، كما أن حركة البيع  تتأثر بالأوضاع الأمنية والاقتصادية التي تلقي بثقلها على الناس، من هنا كان حرص صاحب المحل حسين زيدان على خفض الأسعار خلال المناسبات والأعياد لتشجيع الزبائن على الشراء، وكلنا أمل أن يتحقق ذلك».
الزبائن على عجل!
{ الأمر نفسه أكده علي دغمان الذي يعمل في محل «اكس مان» بالقول: «بالتأكيد خلال المناسبات نحرص على خفض الأسعار وبشكل كبير، فهناك بعض السلع عليها خصومات تتراوح بين 50 و70%، والبعض الآخر تم تخفيض الأسعار بنسبة 30%، وهذه الأسعار في متناول الجميع، ونحن نسعى لإرضاء الزبائن وتلبية رغباتهم بما يتناسب مع ميزانياتهم، فالظروف الاقتصادية تؤثر على الجميع سواء أكانوا من التجار أم من الزبائن، فيما الظروف الأمنية فإنها تؤثر بشكل أكبر على الناس، وهو ما نلحظه من خلال الزبائن الذين يعمدون الى شراء حاجياتهم على عجل، وهو الأمر الذي لا يتيح لهم التمهل والانتظار ومشاهدة سلع أخرى، وبالتالي فإن ذلك يحرم المحال التجارية من الزبائن، ولكن لو أخذ الزبون كامل وقته لكانت القوة الشرائية أكبر، لأن الخوف من الواقع الأمني يجعل الناس على عجلة من أمرها، خشية وقوع ما لا تحمد عقباه، وهذا كله يؤثر على الحركة التجارية».
وأضاف: «إن كان سائر الزبائن على هذه الحالة، فإن عملية البيع تتقلص بشكل ملحوظ، ورغم أن عيد الأم لا يعد أساسياً لمحل يبيع الثياب الرجالية، ولكن خلال هذا الشهر هناك العديد من المناسبات، منها عيد المعلم الذي استفدنا منه، فضلاً عن أعياد الفصح، فكل مناسبة أو عيد يعطي للتجار فرصة لبيع بضائعهم، مما يسهم في تحريك العجلة الاقتصادية».
تشكيلة جديدة
{ أما صاحب محل «ديوان البيطار» كمال البيطار فقال: «نقوم خلال هذه الفترة بتخفيض الأسعار فضلاً عن عرض «موديلات» جديدة وذلك بهدف جذب الزبائن على قدر ما نستطيع، وهذا ما نقوم به خلال فترة الركود التي يعاني منها السوق التجاري بشكل عام، فيما ينشط السوق خلال المواسم التجارية فقط لا غير، لذلك نعوّل على هذه المناسبات والأعياد للقيام بالبيع».
وأضاف: «إن الظروف الأمنية تؤدي الى تضرر الموسم بكامله، لذلك أملنا أن تتحسّن الأحوال، وقد تحسّنت الأمور عن الفترة السابقة، التي تعود التفجيرات لتؤثر على الناس بشكل لافت وعلى الحركة التجارية، لذلك نحن مضطرون لأن تكون التخفيضات كبيرة وخصوصاً أن حركة الشراء تتقلص من عام الى آخر، وإن تحسّنت خلال فترة الأعياد لكنها تبقى بعيدة عما كانت عليه في السنوات الماضية، وأملنا خلال عيد الأم أن نلبي حاجات الزبائن الذين يأتون لشراء كل ما يمكن استخدامه في البيت سواء في الضيافة أم المطبخ أو التحف والثريات».
أمل يتمنى من خلاله التجار إستعادة بعض ما فاتهم خلال المواسم الأخرى، ولكن كل شيء يبقى مرهوناً بالواقع الأمني، لكن ما يلبث أن يتنفس الناس الصعداء حتى يعود مسلسل التفجيرات ليرسم التجهم على وجوههم، فيما الركود الاقتصادي أضرّ بالتجار والزبائن على حد سواء.

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا