عيد الأم.. يطلُّ حزيناً على أطفال أيتام فقدوا أمهاتهم

التصنيف: مشاركات
2014-03-19 11:27 ص 8635
آه يا أمي... لمن نقول بعد اليوم "كل عام وأنت بخير يا أمي"... عبارة رددها أطفال فقدوا أمهاتهم وحرموا من حنانها باكراً... فها هو عيد الأم يطل، ليفرح به الكثير من الأطفال... فالأم هي ربيع الحياة، ودونها الخريف والحزن، بينما يحتار كثيرون ماذا يهدونها في عيدها.. وهناك آخرون يذرفون دموع حسرة وألم خلف جدران المنازل المغلقة على فراقها في هذا اليوم...
في عيد الأم، يحتفل العالم أجمع بشتى طبقاته به، تختلف أنواع الاحتفالات والهدايا بين غني وفقير... ولكنه في نهاية المطاف يأتي حزيناً مصحوباً بالدموع وبالآهات على أطفال أيتام محرومين من السعادة، فمنهم من وجد نفسه يتيماً بلا أبوين، أو يتيم الأم في أحد دور الأيتام، التي تحاول أن تعوّض عليهم الحب والحنان بكل ما تملكه... ولكنهم دوماً يشتاقون إلى حضن الأم ودفئها، وفلا يجدون ملاذاً لهم سوى الاحتفاظ بصورة لها، يلجأون إليها وقت الصعاب، يطفئون نار الشوق والحنين، أو زيارة المقابر، يقدّمون لهم هدايا خاصة.. وردة ودعاء بالرحمة، فيستعيدون الذكريات الجميلة وآهات القلوب...
"لـواء صيدا والجنوب" زار "دار رعاية اليتيم" في صيدا والتقى بأطفال أيتام، حرموا الأمومة وحنان "ست الحبايب" وكلمة "أمي"، فتحوّل عيدها من فرح إلى سهم حزن في قلوبهم..
وجع .. وحنين
* تقف مريم المصري (13 عاماً) أمام حديقة الميتم الملونة وهي تتأمل الورود، تستعيد ذكرياتها قبل سنوات خلت، حين قطفت وردة وقدّمتها لأمها في عيدها... وفي عينيها دموع لا تتوقف، "أمي اشتقت إليكِ"... كلمات رددتها مريم وهي تكفكف دموعها، تقول: "آه من وجعي وألمي، لا أحد يشعر ما في داخلي من حزن على الفراق، إلا الذي فَقدَ أمه، فأنا فقدت أمي وكان عمري 4 سنوات تقريباً، ترعرعت في كنف جدتي والميتم، ولديّ 7 أشقاء، بينما والدي يعمل ويقيم في صور، ونحن نقيم في منزل جدتي في صيدا".
توقفت قليلاً ولكنها لم تتوقف عن البكاء... ثم تضيف: "منذ وفاة أمي وأنا أحضر كل يوم إلى الميتم، وفي قلبي غصّة عندما أرى بعض أمهات رفاقي يقمن بإيصالهم إلى هنا، وكيف يتحدثن عنهم وكيف يهتمون بهم، بالمقابل كيف إنهم يحتارون ماذا يشترون لهم من هدايا، وماذا يفعلون كي يدخلوا الفرحة إلى قلوب أمهاتهم".
وتستعيد مريم ذكرياتها مع والدتها منذ الصغر، "أتذكر أمي في صغري، كنا نقول لها كل عام وأنت بخير يا ست الحبايب وأقبّلها ونفرح معاً، الدنيا أم ، فأنا كنت الصغيرة المدللة وعندما توفيت أمي تغيّر كل شيء، أشعر أنني بحاجة لها دوماً منذ الفراق إلى الآن، قلبي يعتصر ألماً وحزناً على فراقها إلى الأبد".
ووسط الدموع التي انهمرت من عينيّ مريم، تقول في عيد الأم: "أشتاق لأمي كثيراً وأتمنى لو كانت على قيد الحياة، كي أحضنها وأقبّلها وأقول لها كل عام وأنت بخير، وأعطيها وردة عربون محبة لأنني لا أملك مالاً لاشتري لها هدية ثمينة، أما اليوم، فإنني سأقوم بزيارة ضريحها وقراءة سورة الفاتحة، وأتمنى أن أمسك يديها وأتجول معها ونفرح وتأنّبني ونفعل كل شيء بحلوه ومرّه، تعلمني الصح والخطأ، المهم أن تكون معي... فأنا كل يوم أحمل صورتها صباحاً ومساءً وأتذكر ملامحها وأقبّلها لأنها تعيش في داخلي".
وتتابع مريم: "إن عيد الأم يتحوّل عندي كل عام إلى ذكرى للحزن أنا وأخواتي، بدلاً من أن يكون مناسبة للفرح، لأننا نشعر في هذا اليوم بمدى الحزن على فراق أمي، كل العائلات تجتمع مع أمهاتها في هذا اليوم، إلا نحن نشعر بالحزن... وفي قلبنا غصّة وفي عيوننا دمعة".
* وبين حكاية مريم وكثير من أترابها وجه شبه، إذ أنهم فقدوا أمهاتهم وهم صغار ولم يرتوا من حنانهم، والطفل محمد قرمشلي (10سنوات) واحد من هؤلاء، فَقدَ والدته في حادث أليم فكان وقع الصدمة أشد وجعاً، يقول: "لقد توفيت أمي وهي تشعل النار لتأمين المياه الساخنة لنا، نقلناها إلى المستشفى في حال الخطر، حاولنا أنقاذها، ولكن للأسف كان قدرها أسرع".
وفجأة، انهمرت الدموع من عينيه رغم انه كان متماسكاً في البداية، لحظات جالت في خاطره، فبدا وكأنه يستعيد شريط ذكرياته مع أمه التي فارقها وهو الصغير المدلل لديها، يقول: "لا شيء يعوّض عن حنان أمي، رغم ان أخوتي يحاولون دائماً الاهتمام بي، فلديّ 3 أخوة أكبر مني وأنا أصغرهم، إضافة إلى اهتمام معلماتي في الميتم والمشرفين عليه، ولكن عندما أخلد إلى النوم اشعر بوحدتي ولا أجد ألا صورة أمي تلازمني في منامي وأحلامي".
ويضيف محمد: "إن حزني يلازمني كل يوم ولكنه أشد فتكا بي في عيد الأم، لأنني أتمنى أن تكون معي وتغمرني بحبها وحنانها... آه كم أنا بحاجة إليها لأقول لها اشتقت لك يا أمي... وهديتي لكِ في عيدك آن أوفي بوعدي لكِ لما طلبته مني، أن أتابع تعليمي متعلماً وأحقق وصيتك في رعاية عائلتي واخوتي... ولن أنساكِ يا أمي".
وبحرقة ودمعة، يقول محمد: "إن فراق الأم صعب، وخاصة في المناسبات التي تجتمع فيها العائلة لأنها نبض الحياة، وأنا واخوتي بحاجة ماسّة لها كي تعلمنا دروس الحياة وكيف نواجه الصعاب، وفي هذا اليوم أقدّم لك يا أمي وردة، وأتمنى خلودك في الجنة، فأنا لم أنساكِ، فمنذ وفاتكِ وأنا أثابر على زيارة ضريحك أجلس قربكِ وأحدثكِ بما أفعله كل يوم كأنكِ ما زلت تعيشين معي".




أخبار ذات صلة
الاحتجاج في ذروته... العودة إلى إشعال الإطارات، فمَن يسمع ويرى؟
2020-01-14 04:10 م 273
هيا سامر زعيتر تطفىء شمعتها السادسة
2014-10-02 07:17 م 1344
15859000 ل.ل. لتجهيز قبر و ....
2014-04-24 01:13 م 1458
جمعية المواساة كرّمت الفنانة الراحلة سلوى القطريب
2014-03-25 11:07 ص 1712
إعلانات
إعلانات متنوعة
صيدا نت على الفايسبوك
صيدا نت على التويتر
الوكالة الوطنية للاعلام
انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:
زيارة الموقع الإلكترونيتابعنا

فشل مفاوضات تشكيل اللائحة الموحدة في صيدا... المدينة تتجه نحو معركة انتخابية
2025-04-28 08:22 ص

هذا المقال موجه لأبناء مدينة صيدا أقرأوه وأفهموه الانتخابات صيدا
2025-04-19 06:04 م

ال بدو يعرف هيدا رسم الترشيح للإنتخابات البلدية و الاختيارية
2025-04-15 05:51 ص

11 نصيحة بسيطة للحفاظ على صحة الكبد
2025-04-13 10:19 ص

الانتخابات البلدية في صيدا تتجه نحو الإبتزاز مالي والحصص والهيمنة
2025-04-01 02:10 م

الدكتور حازم بديع يحول صيدا من الليل إلى النهار