×

شاشة - زافين شهد على ابن الـ15 سنة يضرب أمّه وسأل: هيدا اللي طلع منك؟"

التصنيف: Old Archive

2014-04-10  01:54 ص  1154

 
 

بمفهوم التلفزيون، تُعدّ حلقة "عالأكيد" ("المستقبل") التي انقضّ فيها ابنٌ ضرباً وشتيمةً على أمّه، ناجحة، فهذا سلوكٌ يُحقق نسبة مُشاهدة. حلقةٌ كاملة من أجل مراهقٍ أرادت أمّه بعد جفاء ضمّه الى صدرها. النتيجة أنّه ضربها وأهانها والبرنامج وقف مُتفرِّجاً.

يروق زافين (ضمناً) خروج الأمور عن السيطرة، مثل أي مُقدِّم يعنيه تحوّل برنامجه حدثاً. قصدته أمٌّ تطلب اليه وساطةً مع ابنها بعدما حُرمت منه لأسباب ظلّت مُلتبسة. تقول القصة لمن لم يُتابع: فتى في الخامسة عشرة من عمره يمتلئ كرهاً تجاه أمّه ويرفض أي علاقة بها. لجأت الأمّ الى البرنامج أملاً في استعادته، لكنّ موقف الفتى، رغم محاولات زافين، لم يتبدّل. سيظلّ ما شهدناه مُتوقعاً لو لم يتحوّل الستوديو أرض معركة. يهجم الفتى نحو أمّه يركلها ويشتمها، وكاميرا المُخرج باسم كريستو تقتنص اللحظة. بنَفَسٍ بارد تنتهي الجولة، ونُلهَى بقضية أخرى: إعادة الفتى الى المدرسة. كان يكفي ألا يتوصّل البرنامج الى لمّ الشمل ليتصرّف كأن شيئاً لم يكن.
على الحلقة، في لحظة ضرب الأمّ، إبداء الاستعداد لتحمّل المسؤولية. نُدرك جهد زافين لحمل الفتى على لقاء أمّه، لكنّه أمام ضربِها، كتّف يديه. لم يجد ما يقوله إلا جُملة تراءت مقارنة بحجم الموقف ضعيفة: "هيدا لطلع منك؟". ظهرت لامبالاته مُزعجة، وكأنه في العمق مسرور بما تحقق. انتظرنا أن يُعيد الى الأمّ اعتباراً (مواساة ربما أو اعتذار)، بصرف النظر عن تأييده قضيتها.
منذ البدء وزافين يُحاول استيعاب كلّ طرفٍ على حدة: الأمّ التي لا تملك لابنها أجوبة، والفتى الذي لا يُريد أن يسمع. قوّته في خلق مناخ ملائم للمواجهة، لا في التعويل على المصادفة. توجّسَ البرنامج خوفاً من رميه بالفشل، وبدا همّه حصول المواجهة مهما كلّف الثمن. من حقّه الاصرار على الانتهاء بنتيجة، ومن واجبه أيضاً أخذ كل الاحتمالات بالأهمية عينها. يُستغرب كيف لم يتوقّع إقدام الفتى على ارتكاب حماقة، ويُستغرب أكثر كيف تركه على سجيّته يضرب أمّه ويشتمها. كأنّ الواجب يُؤدَّى بحجب الصوت كلما أطلق الطرفان شتيمة، والباقي يُلحَق تلقائياً في سياق "العفوية". أنْ تُضرَب الأمّ في الستوديو إهانة للبرنامج أولاً، وعوض تدارك الخطأ، وُضعَت خارج الكادر وما عادت محطّ متابعة. تحوّلت القضية نحو إعادة الفتى الى المدرسة (مبادرة جيدة لتعويض اخفاق جمعه بأمه)، ولما استُبعدت الأمّ بدا أنّ البرنامج يُدينها ويقف مع ابنها ضدّها.
ليس مخفياً أنّ ما لم يُعرَض قد يفوق ما شاهدناه قُبحاً. غير أنّ البرنامج لم يترك توضيحاً قد يجعلنا نتمهّل. سيكون من السهل الظنّ أنّنا ننتظرُ منه دور المُربّي، أو الوقوف في طرف الأمّ ضدّ ابنها. لسنا نكترثُ لشيء من هذا. أردناه فقط ألا يستخفّ بهول ما جرى. حقّه، ربما، السعي الى حلقة لا تتكرر، وإنْ غضَّ النظر عن أرجحية تهوّر الفتى، تركَ المُشاهد يشكّ إما بالعجز عن قراءة موضوعية للمُشكلة من كل جوانبها، أو بتعمّد الصِدام وتمهيد الطريق له وفق منهجية أُعدَّت بعناية.
يطرح ضعف الموقف من ضرب الابن أمّه سؤالاً عن شأن التلفزيون بالمسائل العائلية جداً. لعلّ الأمّ استنفدت كل ملجأ، ولم يبقَ من حلّ إلا البرنامج. هو الآخر خذلها حين سمح لابنها بضربها.

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا