تيدي أفرو في لبنان: المغني الثوري الأثيوبي الذي «ينتصر للفقراء في بلادي
التصنيف: تقارير
2010-04-06 10:15 ص 5473
تدخل الشابة الأولى،بكامل أناقتها، فتسحر من حولها. تتبعها الشابة الثانية، صاحبة الجسم النحيفوالطويل. فتكرّ سبحة الشابات السمراوات الجميلات اللواتي ينتعلن بمعظمهن أحذية ذاتكعوب عالية. لا تملك الشابات وقتاً للجدل مع عناصر الجيش المنتشرين حول مدخل القاعةالمقفلة في المدينة الرياضية، لأنهن حضرن قبل نصف ساعة، لا أكثر، من بدء الحفل الذيأحياه فنان الراب الأثيوبي تيدي أفرو ما بين الخامسة والثامنة من مساء الأحدالمنصرم، في لبنان. إنها المرة الأولى التي يحضر فيها أفرو إلى لبنان. كما أنهاالمرة الأولى التي يتجمّع فيها آلاف الأثيوبيين لإحياء مناسبة فرحة، خصوصاً بعدماعاشوا فترة صعبة عند وقوع مأساة الطائرة الأثيوبية منذ ثلاثة أشهر. وتزامن حفل أفرومع عيد الفصح المجيد، فكانت فرصة مناسبة للأثيوبيين الذين يعتنقون الديانةالمسيحية، لقضاء يوم العطلة برفقة فنانهم الذي ربما لم يفوزوا بفرصة حضور حفله فيأثيوبيا، فتحقّق حلمهم في لبنان.
على مدخل القاعة، علقت صورة كبيرة للفنانالأثيوبي. وإلى جانب المدخل، راح أحدهم يبيع صور الفنان المطبوعة على قمصان بيضاء.
إنها الرابعة من بعد الظهر. ما زال أفراد الجالية الأثيوبية يتوافدون إلىالمكان، كباراً وصغاراً. في المشهد نفسه، يحضر عدد منالباصات التي أقلت الأثيوبيينالآتين من خارج بيروت. لا شيء يدلّ على أن مكان الاحتفال يقع في لبنان، سوى وجودعناصر الجيش اللبناني.
يكتظّ نصف القاعة بالحضور. الشابات الأثيوبيات هنّالأكثر تميّزا بين الحضور من خلال اللباس «المزنطر» وتسريحات الشعر الجميلة. وقدضمّ الحضور أيضاً بعض الأثيوبيات المحتشمات اللواتي يرتدين حجاباً لا يعزلهن عنجمهور تيدي أفرو.
داخل القاعة، جهزّ مسرح خاص للفنان الأثيوبي وفرقتهالموسيقية. يستغل الحضور انتظار ظهور الفنان على المسرح، ليرقصوا على إيقاع الأغانيالأثيوبية التي تملأ القاعة.
«وأخيراً، تيدي أفرو في لبنان»، يعلن مدير أعمالالفنان، فتعلو الصرخات الأثيوبية ترحيباً باعتلاء أفرو المسرح.
في غمضة عين،أصبح المشهد أقرب إلى ثورة لا يعرف أولها من آخرها. تظهر التقاليد الأثيوبية علىأصولها، لجهة تمايل الأجساد على إيقاع أغاني أفرو. للأسف، اللغة الأثيوبية عصية علىفهمنا. فنرى صوراً مرفوعة للفنان الجامايكي بوب مارلي، فنعرف من إحدى الأثيوبيات أنأفرو متأثر جداً بمارلي.
يؤدي أفرو أغنيتين، بعدها، يطلب مدير أعماله من الحضوروقف التصوير التلفزيوني للحفل. ويعزو السبب في ذلك إلى أن برنامج الحفلة يتضمنأغنيات لم يطلقها أفرو رسمياً بعد، في ألبومه الأخير.
نحاول التعرف إلى أفرو منخلال معجبيه. منهم من يعتذر عن الكلام لعدم رغبته في قطع انسجامه مع الفنان، ومنهممن يعبّر بحماسة عن عشقه للفنان.
تقول ناتسي إنها تعشقه. برأيها، «هو المطربالذي ينتصر للفقراء في أثيوبيا». وتعتقد أن أفرو قد حضر إلى لبنان «بعد إحنا كتيرابكي وازعل على الطيارة اللي وقعت». تضطر ناتسي للتوقف عن الكلام فجأة، لتردّ معالحشود على ما يقوله أفرو. يسألهم الأخير بصوت عال: «أين يعيش المسلم والمسيحيمعاً؟»، فيجيبون بنبرة عالية: «في أثيوبيا». يسألهم من جديد: «هل تحبون بعضكمبعضا؟»، ويأتي الجواب: «نعم، كثيرا كثيرا».
بدورها، تشهر بيتّي حبها للفنان. تقول ممازحة: «هيدا متل راغب علامة هون، بس هيدا يغني لشعبه، ابن بلدي حبيب قلبي».
يتصبّب الجميع عرقاً. يرفضون، في الوقت ذاته، التوقّف عن الرقص، حتى خلالالاستراحة، وكأنهم يريدون استغلال فرصة وجود أفرو معهم.
تقول ميليسا إنها كانتتنتظر لحظة انتهاء العمل في منزلها كي تخلد إلى النوم، بينما تسمع أغاني تيدي أفروعلى مسجلتها المتواضعة، أما اليوم «فلا أصدّق عينيّ اللتين تريانه واقفا أمامي!».
«بتعرفي مين أحسن واحد بأثيوبيا؟ هيدا الرجّال اللي واقف قدامك!». تقول رحمة فيأثناء تردادها أغنية يؤديها أفرو على المسرح، وهي أغنية مهداة للشعب الأثيوبي. وتصفرحمة أفرو بالفنان الذكي الذي يكتب ويلحّن أغانيه بنفسه.
يذكر أن تيدي أفرو هوفنان أثيوبي شاب، وقبل أن يكون مطرباً، وهو إنسان أثيوبي ثائر، وكثيرا ما تناولتأغانيه نقداً صريحاً لحكومة أثيوبيا، مثل أغنيةyasteseryal jah. فنطق بلسانالكادحين في أثيوبيا وغنّى باسم الفقراء. وكانت المحكمة الفيدرالية العليا قد أصدرتبحقه حكما بالسجن لمدة ستة أعوام بتهمة قتل مواطن بسيارته التي كان يقودها من دونرخصة في العام 2006، في إحدى ضواحي العاصمة أديس أبابا، ولم يسلّم نفسه للشرطة.
وقد ولّد الحكم حينها شعورا بالاستياء لدى العديد من الاثيوبيين الذين يثقونببراءة المغني الشاب من الحادث، واتهموا الحكومة بتلفيقه للمغني الذي تضمنت أعمالهبعض الأغاني المعادية للحكومة، والتي يرددها أعضاء المعارضة لدى قيامهم باحتجاجاتضد الحكومة، مثلما حدث في الاضطرابات التي سادت البلاد أعقاب الانتخابات في العام 2005.
على مدخل القاعة، علقت صورة كبيرة للفنانالأثيوبي. وإلى جانب المدخل، راح أحدهم يبيع صور الفنان المطبوعة على قمصان بيضاء.
إنها الرابعة من بعد الظهر. ما زال أفراد الجالية الأثيوبية يتوافدون إلىالمكان، كباراً وصغاراً. في المشهد نفسه، يحضر عدد منالباصات التي أقلت الأثيوبيينالآتين من خارج بيروت. لا شيء يدلّ على أن مكان الاحتفال يقع في لبنان، سوى وجودعناصر الجيش اللبناني.
يكتظّ نصف القاعة بالحضور. الشابات الأثيوبيات هنّالأكثر تميّزا بين الحضور من خلال اللباس «المزنطر» وتسريحات الشعر الجميلة. وقدضمّ الحضور أيضاً بعض الأثيوبيات المحتشمات اللواتي يرتدين حجاباً لا يعزلهن عنجمهور تيدي أفرو.
داخل القاعة، جهزّ مسرح خاص للفنان الأثيوبي وفرقتهالموسيقية. يستغل الحضور انتظار ظهور الفنان على المسرح، ليرقصوا على إيقاع الأغانيالأثيوبية التي تملأ القاعة.
«وأخيراً، تيدي أفرو في لبنان»، يعلن مدير أعمالالفنان، فتعلو الصرخات الأثيوبية ترحيباً باعتلاء أفرو المسرح.
في غمضة عين،أصبح المشهد أقرب إلى ثورة لا يعرف أولها من آخرها. تظهر التقاليد الأثيوبية علىأصولها، لجهة تمايل الأجساد على إيقاع أغاني أفرو. للأسف، اللغة الأثيوبية عصية علىفهمنا. فنرى صوراً مرفوعة للفنان الجامايكي بوب مارلي، فنعرف من إحدى الأثيوبيات أنأفرو متأثر جداً بمارلي.
يؤدي أفرو أغنيتين، بعدها، يطلب مدير أعماله من الحضوروقف التصوير التلفزيوني للحفل. ويعزو السبب في ذلك إلى أن برنامج الحفلة يتضمنأغنيات لم يطلقها أفرو رسمياً بعد، في ألبومه الأخير.
نحاول التعرف إلى أفرو منخلال معجبيه. منهم من يعتذر عن الكلام لعدم رغبته في قطع انسجامه مع الفنان، ومنهممن يعبّر بحماسة عن عشقه للفنان.
تقول ناتسي إنها تعشقه. برأيها، «هو المطربالذي ينتصر للفقراء في أثيوبيا». وتعتقد أن أفرو قد حضر إلى لبنان «بعد إحنا كتيرابكي وازعل على الطيارة اللي وقعت». تضطر ناتسي للتوقف عن الكلام فجأة، لتردّ معالحشود على ما يقوله أفرو. يسألهم الأخير بصوت عال: «أين يعيش المسلم والمسيحيمعاً؟»، فيجيبون بنبرة عالية: «في أثيوبيا». يسألهم من جديد: «هل تحبون بعضكمبعضا؟»، ويأتي الجواب: «نعم، كثيرا كثيرا».
بدورها، تشهر بيتّي حبها للفنان. تقول ممازحة: «هيدا متل راغب علامة هون، بس هيدا يغني لشعبه، ابن بلدي حبيب قلبي».
يتصبّب الجميع عرقاً. يرفضون، في الوقت ذاته، التوقّف عن الرقص، حتى خلالالاستراحة، وكأنهم يريدون استغلال فرصة وجود أفرو معهم.
تقول ميليسا إنها كانتتنتظر لحظة انتهاء العمل في منزلها كي تخلد إلى النوم، بينما تسمع أغاني تيدي أفروعلى مسجلتها المتواضعة، أما اليوم «فلا أصدّق عينيّ اللتين تريانه واقفا أمامي!».
«بتعرفي مين أحسن واحد بأثيوبيا؟ هيدا الرجّال اللي واقف قدامك!». تقول رحمة فيأثناء تردادها أغنية يؤديها أفرو على المسرح، وهي أغنية مهداة للشعب الأثيوبي. وتصفرحمة أفرو بالفنان الذكي الذي يكتب ويلحّن أغانيه بنفسه.
يذكر أن تيدي أفرو هوفنان أثيوبي شاب، وقبل أن يكون مطرباً، وهو إنسان أثيوبي ثائر، وكثيرا ما تناولتأغانيه نقداً صريحاً لحكومة أثيوبيا، مثل أغنيةyasteseryal jah. فنطق بلسانالكادحين في أثيوبيا وغنّى باسم الفقراء. وكانت المحكمة الفيدرالية العليا قد أصدرتبحقه حكما بالسجن لمدة ستة أعوام بتهمة قتل مواطن بسيارته التي كان يقودها من دونرخصة في العام 2006، في إحدى ضواحي العاصمة أديس أبابا، ولم يسلّم نفسه للشرطة.
وقد ولّد الحكم حينها شعورا بالاستياء لدى العديد من الاثيوبيين الذين يثقونببراءة المغني الشاب من الحادث، واتهموا الحكومة بتلفيقه للمغني الذي تضمنت أعمالهبعض الأغاني المعادية للحكومة، والتي يرددها أعضاء المعارضة لدى قيامهم باحتجاجاتضد الحكومة، مثلما حدث في الاضطرابات التي سادت البلاد أعقاب الانتخابات في العام 2005.
أخبار ذات صلة
لا تنسوا تأخير الساعة
2021-10-29 09:19 ص 229
تفاصيل "هروب" أحد المرضى من مستشفى رفيق الحريري
2020-03-09 02:49 م 468
حزب الله والجيش السوري يبحثان عن مسار جديد لقافلة الدولة الإسلامية
2017-09-02 10:30 م 789
لحظة انهيار ثلج متراكم على سطح أحد المساجد على المارّة في ولاية "ريزا" شمالي البلاد
2016-01-05 05:00 ص 405
روسيا تتهجّم على تركيا...اردوغان: سأستقيل!
2015-12-01 07:59 م 431
بالفيديو... دموع البقرة تنقذها من الذبح
2015-08-07 03:34 م 1586
إعلانات
إعلانات متنوعة
صيدا نت على الفايسبوك
صيدا نت على التويتر
الوكالة الوطنية للاعلام
انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:
زيارة الموقع الإلكترونيتابعنا
أطباء يحذرون: لا تجلس على المرحاض لأكثر من 10 دقائق لهذا السبب
2024-11-14 09:31 م
بدر زيدان: لخدمة صيدا وأبنائها وهو يسير على درب والده السيد محمد زيدان
2024-11-14 03:35 م
خليل المتبولي - المحبة بين الناس: جوهر العلاقات الإنسانية في زمن الحرب
2024-11-06 12:23 م
حكم وعبر في الحياة
2024-11-04 10:37 م
بالصور غارة على بلدة الغازية
2024-11-03 01:32 م
من هم أبرز المرشحين لخلافة السنوار
2024-10-19 06:19 ص
كارثة صحية تهدد مستشفيات صيدا بعد استنفاذ مخزونها من المستلزمات الطبية
2024-10-18 09:40 ص
حمام الشيخ في صيدا القديمة يفتح أبوابه لتمكين النازحين من الاستحمام
2024-10-17 03:02 م
مبروك المصالحة مبروك لصيدا وللنائب الدكتور أسامة سعد والمحافظ منصور ضو
2024-10-10 10:39 ص
بالصور تعليق عدد من اللصوص على الأعمدة في وسط الشوارع بالضاحية الجنوبية