×

بائع الكعك حسيب الأطرق.. المرض يهدد حياته وعمله

التصنيف: المرأة

2014-04-23  07:17 ص  470

 

بقلم سامر زعيتر

 

إن أردت أن تعرف نعمة الله عليك، فأغمض عينيك»، واقع يعرفه جيداً من يرى في الصباح دون المساء، وتتشابه لديه الألوان لتتحول الى خيالات، وكل ذلك يزول مقابل عملية جراحية في عين واصلاح الخلل في الأخرى...
4 آلاف دولار هي ما يحتاج اليها حسيب الأطرق لعملية جراحية في عينه اليسرى جراء تضرر الشبكية بشكل كبير، وألف دولار لعلاج عينه اليمنى بالليزر، كي يعود اليه نور عينيه ومعه استعادة حياته اليومية...
الأطرق الذي يعمل بائعاً للكعك، أثر المرض عليه فجعله يخسر عمله السابق في أحد الأفران بعدما كان خبيراً في عمل توارثه عن والده، فيما اليوم يخشى من خسارة ما تبقى له من كرامة عيش إن خسر نور عينيه وعمله البسيط كبائع للكعك، والذي يؤمن له بعض الكرامة...
مخاوف عبر عنها الأطرق سائلاً أهل الخير مساعدته كي لا تكبر مأساته ومعها الخشية على كرامة عائلته...
«لـواء صيدا والجنوب» يعرض واقع الأطرق واستنجاده بأهل الخير، حيث عاد بهذه الانطباعات...
تلمس الطريق نهاراً!
يقف عند قارعة الطريق، يتلمس خطاه بحذر، وهو يجر عربة لبيع الكعك، يساعده نور الصباح على القيام بهذه المهمة، ولكنه قبيل غروب الشمس يعود الى منزله كي لا يحرمه الظلام رؤية الطريق.
إنه الفلسطيني حسيب الأطرق (البالغ من العمر 52 عاماً)، قضى منها 15 عاماً بائعاً للكعك على عربة في صيدا، وذلك بعدما أجبره المرض و»الاشتراكات» على ترك عمله في الأفران، كونه يعاني من السكري والضغط والقرحة والزلال، اضافة الى الديسك.
أمراض أثرت على شبكية العين، حيث تضررت العين اليسرى منذ العام 2010 وفق ما يشير الأطرق بالقول: تعالجت عند أحد أطباء العيون وبعد أن دفعت ما يقرب من ألف دولار تضررت عيني بدل أن تتحسن، بسبب الأبر التي أدت إلى نزيف داخل عيني، وهذا الذي «زاد الطين بلة»، فتأثرت الشرايين داخل العيون جراء السكري أيضاً، فضلاً عن الانفصام داخل العين، وبالخلاصة لم أعد أرِ بعيني اليسرى سوى بعض الغباش، أما العين اليمنى فأرى من خلالها بنسبة 50%، حيث أرى الأشخاص عبارة عن هالة سوداء».
ظلام الليل يكبر
ويؤكد «أن هذا الوضع الذي لم أعتد عليه، وهو ما أدى إلى ارتطامي بالأرض داخل منزلي أكثر من 40 مرة».
ويقول: «أنا لم أعتد على هذا الواقع مما أدى الى تضرري جسدياً ونفسياً، فإن لم أكن أحفظ منزلي فكيف الحال في الشارع، وخلال النهار أسير ببطء للوصول الى الأماكن التي أريدها، أما في الليل فلا أرى سوى الظلام».
ويضيف: «كنت في السابق أجلس للقراءة أما الآن فلا أرى الكلمات لقد تشابهت وأصبحت خطاً واحداً غير مقروء، كما كنت اشاهد التلفاز ولكن الآن لم أعد أرى كامل الصورة بل يقتصر الأمر على رؤية بعض الأمور حسب تموجات الألوان، فتارة أرى ملامح وتارة أخرى لا، وأعتمد على السماع بشكل أكبر لمعرفة الأخبار».
الإستنجاد بالأطباء وأهل الخير
تدهور حالته الصحية جعله يستنجد بالأطباء وأهل الخير، حيث يشير الأطرق إلى «أنه بعد مراجعة الأطباء أكدوا ضرورة أجراء عملية لشبكية العين، حيث تحتاج الجهة اليمنى الى عملية جراحية كونها الأكثر تضرراً، فيما الجهة اليسرى تحتاج الى علاج باستخدام الليزر».
وعن التكاليف يوضح «أن تكاليف العملية الجراحية للعين اليمنى عبارة عن 4 آلاف دولار أميركي، فيما تكاليف العين اليسرى ألف دولار، والآن يجب اجراء عملية سريعة لليمنى كي «لا تنطفي بالمرة»، حيث أكد الطبيب امكانية نجاح العملية بشكل جيد».
ويقول: «بما أن المال غير متوفر كوني أعمل بائعاً للكعك، وهذا العمل لا يعطي أكثر من 15 ألفاً يومياً، فإن تأمين مثل هذا المبلغ أمر مستحيل بالنسبة لي، إلا بمساعدة أهل الخير، لذلك نناشد من لديه المقدرة ويرغب في مساعدتي التكرم علينا، وأحوال الناس لا تخفى على أحد، فهناك من يصرف مالاً في أمور غير مفيدة، فيما يسعى أهل الخير لمساعدة الناس كي لا يضيع أجره عند الله، فهي ليست مساعدة لي بل ثوابها عند الخالق عز وجل».
ويضيف: «نضطر اليوم لطرق أبواب أهل الخير، رغم أنني ما زلت أعمل، فكيف الحال إذا فقدت بصري غداً، فمن أين سأطعم أولادي!، فأنا أعمل كي لا أمد يدي للناس، ولكن اليوم نضطر لذلك للاستمرار في الحياة، بعدما خسرت مهنتي السابقة بسبب المرض الذي أثر على صحتي وعملي، لأنه يغمي عليّ في الكثير من الأحيان بسبب ما أعاني من أمراض دائمة، إلا أنني أسعى لاستعادة نظري كي لا أموت جوعاً».
استجابة محدودة ومخاوف
مخاوف تحتاج الى اللجوء للمؤسسات المعنية وعلى رأسها «الأونروا» ولكنها بقيت غير كافية، وفق ما يشير الأطرق بالقول: «لجأت الى «الأونروا»، ولكن كل ما تعطيه لشخص بمثل حالتي هو 300 دولار وذلك بعد عذاب طويل من المراجعات في بيروت، فإن ما يبقى من المال مبلغ لا يزيد عن 100 دولار، وذلك بفعل الاستحصال على الأوراق وتكاليف المراجعات والذهاب الى مكتب «الأونروا» الرئيسي، وحتى الآن لم اتسلم أي شيء منهم، ولكن بالمقابل، قام محسن كريم بدفع مبلغ 100 دولار كتبرع، وهو المبلغ الوحيد الذي حصلت عليه بفضل همة أهل الخير».
ويضيف: «لدي تقرير من الطبيب المختص بحالتي، وأضعه عبر جريدتكم أمام أهل الخير سواء كانوا من الجمعيات أو الأفراد، لمد يد العون الى أي انسان يحتاج للمساعدة، فأنا من خلال هذه المعاناة أشعر مع المرضى والذين يعانون الأمرين لتأمين لقمة العيش، فأنا أب ولدي ثلاثة أولاد، الكبير ترك جامعته من السنة الثالثة في الهندسة بسبب ضيق الحال حيث اضطر للعمل كي يساعدني في تأمين لقمة العيش، فيما الصغير لا يعمل، أما أبنتي فتمت خطبتها الأسبوع الماضي، وكل أمل أن أرى اكتمال فرحتها».
ويختم الأطرق: «الأوضاع السيئة تضطرنا الى التوقف عند نقطة لا نستطيع من خلالها التقدم أو الحفاظ على ما حققناه كعائلة، والعديد من الناس تنظر الى واقعي وتعلم ما أعانيه، لذلك نأمل الخير من أولاد الحلال، وأخشى أن أفقد بصري وقدرتي أيضاً على العمل، فإن كنت أعمل وهذا هو واقعي، فكيف الحال إن حرمت نعمة البصر؟».
سؤال ينتظر الأطرق اجابة عليه تأتي من فاعل خير، يُساعد فيه مريضاً يخشى خسارة ما تبقى من نور عينيه التي يرى بها العالم وأولاده، فهل من مجيب؟

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا