×

العقل «زين

التصنيف: إقتصاد

2014-04-30  05:57 ص  745

 
نادر صباغ

لا فارق كبيراً بين قادة المحاور في التبانة أو جبل محسن وبين زين الأتات. فهؤلاء يمكنهم القيام بما يحلو لهم تجاه الناس دون حسيب أو رقيب. أكثر ما في الموضوع أنه بعدما يفتضح أمرك وتصبح «عبئاً»، تتوارى عن الأنظار لفترة وتعود بعدها من باب جديد، دون أن يسألك أحد عن الضرر الذي أحدثته وطاول الآلاف. منذ فترة امتلأت شوارع من بيروت بحملة إعلانية تروّج لمنتج جديد من منتجات وخدمات «خبير الأعشاب» زين الأتات.

بعد أدويته ومستحضراته التي شغلت الناس وخدعتهم لسنوات، ثم منعتها بعض الأسواق المحلية والخارجية لأضرارها الصحية والنفسية، ها هو يعود بعد فترة توارٍ قصيرة من باب «النادي الصحي» الذي يوفّر لرواده حياة رياضية أفضل بفضل تميزه، وطبعاً يما يواكب ذلك من متممات هي المستحضرات والأدوية التي ينتجها.
الحملة المستفزة في الشكل والمضمون تقوم على لعبة تسويقية باستخدام كلمة «زين» في أكثر من موضع. تجد لوحات إعلانية عملاقة مختلفة، إحداها تقول: «الراحة زين»، مرفقة بصورة للخبير خارجاً للتو من حمامه التركي، معتمراً اللباس التقليدي لما بعد الحمام، وابتسامة مفعمة بنضارة ما بعد الحمام يحتسي كوباً من الشاي عليه «لوغو» منتجاته على شكل مخلوق يريد أن يتحرر من كل ما ينسب إليه.
لوحة إعلانية أخرى تقول: «الجمال زين»، وسيدة مسجاة على ظهرها «بخيار ولبن» يكسوان وجهها، وأخرى تؤكد أن «القوة زين»، مرفقة بجسد الخبير ووجهه المصمم على رفع الأثقال في ناديه الرياضي.

في الحقيقة، كان الأجدى لهذه الحملة الترويجية الجديدة لنادٍ صحي افتتحه الأتات حديثاً على طريق المطار أن تحمل عنواناً وحيداً «العقل زين»... لا أكثر. من يثق بهذا الرجل مجدداً؟ لو أننا في بلد يحترم نفسه ومواطنيه، لكان القصاص هو جزاء كل من يهدد الأمن الصحي للناس بمنتجات مضرة على مدى سنوات جنوا خلالها ملايين الدولارات.
بعد الفضائح المدوية التي جرت لملمتها منذ سنوات، قررت كل من السعودية والإمارات، في وقت سابق، سحب أكثر من 38 منتجاً من منتجات هذا الخبير لاحتوائها على مواد مسرطنة وأخرى بالغة الخطورة على الصحة مثل الرصاص والزئبق التي يمنع استخدامها عالمياً في هذه المستحضرات، إلا أن التخريج هنا جاء على الطريقة اللبنانية بوصف هذه المنتجات بأنها «متممات غذائية» لا أدوية.
السؤال الذي يؤرق بال الكثير من اللبنانيين اليوم هو: هل خروج زين الأتات من باب الدواء للعودة من شباك الأندية الرياضية، التي تشكل له المكان الأمثل لإعادة ترويج منتجاته ومستحضراته للراغبين بحياة صحية ورياضية أفضل؟ الجواب برسم المسؤولين والمعنيين، لكي لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين.

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا