كلوديت سركيس

استفاض رئيس المحكمة العسكرية الدائمة العميد الركن الطيار خليل ابرهيم في استيضاح ثلاثة مدعى عليهم أوضاع السجناء والموقوفين في المبنى "ب" في سياق استجواباته في حادث مقتل السجين غسان قندقلي في سجن روميه. وقرر من خلال اجوبة متهمين ايداع النيابة العامة العسكرية المعلومات التي أوردوها عن تركيب محاضر النيابة العامة العسكرية التي كانت ممثلة أمس بالقاضي سامي صادر لاجراء المقتضى القانوني.

في هذا الملف الذي اثيرت فيه قضية تعذيب سجناء في غرفة تابعة للنظارة في السجن، ويركز رئيس المحكمة خلالها على كيفية قضاء قندقلي انتحاراً بعد تعذيب، أو قتلاً أو انتحاراً يأساً، أورد رتيبا خدمة في قوى الأمن الداخلي أن لا صلاحية لديهما للتدخل عند حصول مشاكل بين السجناء، بل يكتفيان بإبلاغ رؤسائهما تباعاً بما يحصل، وعمل أحدهما، المعاون محمد ط. على استدعاء الطبيب السجين كريستيان لمعاينة قندقلي الذي كان "شبه منته". وأفاد أن الغرفة حيث يحصل التعذيب بحسب إفادات موقوفين"، تابعة لسيطرة الموقوفين الاسلاميين وخارجة عن سيطرتنا. وكنت أفيد المسؤولين عني بكل ما كنت أراه. وحصل أن ضرب ملثمان الموقوف حجازي بكرباج هو عبارة عن نبريش. ولا يحق لي دخول تلك الغرفة". ونفى معرفته هوية الملثمين ووصفهما بأنهما طويلا القامة ويرتديان عباءة. وشرح أن كلاً من الطبقات الثلاث في المبنى "ب" مسؤول عنها سجين معروف بالشاويش، وهم "ابو التراب" و"ابو عبيدة" و"أبو الوليد".
وسأل العميد ابرهيم رتيب الخدمة عن سبب سقوط الضحية من الطبقة الثانية حيث زنزانته، وهناك حمام، فلماذا يقصد الحمام قرب الغرفة التابعة للنظارة؟ فأجابه الرتيب: "عليك أن تسأل لماذا لا تقفل الأبواب في الطبقات. نحن لا وجود لنا، وفي حال حصول خلاف بين سجينين، لا يمكننا أن نفصلهما، وعملي أن أفيد بما يحصل".
وسئل عن ادخال متفجرات وعلاقة سجين روسي و"أبو تراب" بها.
وشكا المدعى عليه الرتيب سمير أ. التعرض الدائم لعناصر قوى الامن بسبب قصة السجناء، "فأنا لا صلاحية عندي داخل السجن. لست حرسا، بل كشاف لا أكثر". وقال "إن أبو تراب ملك المشاكل، فعنده ممنوع الكفر او المهانة".
"وهل لك ان توضح لنا شرائع حمورابي عند دخول سجين؟"، سأل رئيس المحكمة، فتدخل موقوف ملتح في القفص: "ممنوع المخدرات والكفر واللواط، واذا خالف يعاقب بمنعه من غرفته اربعة أيام او خمسة أيام، وأحيانا يتعرض للضرب". ووصف الملثمين اللذين يرتديان القبضة في يديهما. وعلق موقوف في القفص: "هما الملاكم وايت هوغل. رأيت مرتين او ثلاثا سجناء يتعرضون للضرب، وان الضاربين ليسا أبو عبيدة او أبو تراب. اما أبو الوليد فيحل المشاكل". وذكر "أن هناك الف مخبر داخل السجن لشعبة المعلومات وتصلهم المعلومات على الفور، في النظارة افادات وهمية يتم تركيبها، والمحاضر ينظمها ضباط".
وقال خالد يوسف في حضور وكيلته هلا حمزة انه المشرف العام في المبنى ويتابع الامور مع المعنيين في السجن وكل شاويش. ونوه بالمبنى "ب" النظيف من المخدرات والتعديات على أمور الناس منذ سنة وأربعة أشهر، تاريخ وفاة قتدقلي. عندنا ممنوع الاتجار بمخدرات لانها تفسد. والصورة التي تصلكم عنا خاطئة ان هناك وحوشا ومحاكم شرعية. هذا غير صحيح". وذكر ان الخندقلي مريض نفسيا وحاول الانتحار مرتين.
الى ذلك، برأت المحكمة الفلسطيني الموقوف فادي ابرهيم الملقب بـ"السيمكو" من تهمة قتل عناصر من "اليونيفيل" بتفجير عبوة ناسفة في دوريتهم عام 2008. ودانته بتأليف عصابة بقصد ارتكاب الجنايات على الناس والاموال، وقضت بحبسه ثلاث سنوات.