×

صاحبة الجلالة تخطف رأفت نعيم

التصنيف: المرأة

2010-04-08  11:46 ص  1849

 

 

حوار: بثينة الحسن .
مركزهلال للانتاج والتوثيق.
شاعر  خطفته مهنة المتاعب وأذابته في غياهبها حتى أصبحت جزءاً مهماً من حياته بل، كل حياته. شاء القدر أن يرأف به ويدخله مهنة الصحافة عن طريق الصدفة فنجح فيها ونعم بها. وكيف لا ينجح وهو الذي يعمل أكثر من ثلثي اليوم ويتابع عمله من بيته في الثلث الباقي. من مؤتمرات صحفية، أحداث دامية، إلى المهرجانات،واللقاءات، والتغطية اعلامية ... الصراع مع الوقت ومع الاحداث .... هذه هي حياته، وهذا هو عمله . ولكن ماذا عن الوجه الآخر لهذه الحياة، ماذا عما وراء الكواليس؟ في مقابلة أجريناها مع الاعلامي المعروف الزميل رأفت نعيم استطعنا الاطلاع على الحياة المهنية الحافلة التي يعيشها الاعلامي ومدى تأثيرها على حياته العائلية والشخصية ... 
   في البداية كيف كان دخولك الى مجال الاعلام، هل هو تخصص أم خبرة ؟
"دخولي كان عن طريق الصدفة فقد كنت اكتب قصائد وأشعارا  وأسعى دائما الى نشرها، وقد علمت بوجود مكاتب صحفية في صيدا تقوم بالنشر فتوجهت الى مكتب اللواء لنشر قصيدتي، وأنا أنتظر للتحدث مع المسؤول جرى أمامي حديث عن أن المكتب بحاجة الى موظف ومن باب الفضول سألت عن العمل المطلوب، فقيل لي أنه عبارة عن تفريغ مقابلات وتستدعي هذه الوظيفة شخصا يمتلك صياغة أدبية جيدة، فقلت أنا مستعد للتجربة  فعينوني لمدة أسبوع تحت الاختبار، وقمت بتفريغ أول مقابلة لي ... وبدأ المشوار في اواخر العام 1991. واللافت أنه وبوقت لا يذكر بدأت بالنزول الى الأرض لتغطية الاخبار حيث كان الجيش اللبناني قد دخل الى مدينة صيدا ومنطقتها، وكان المطلوب مني مواكبة هذا الانتشار بعمل اعلامي. وأذكر أول ملف استلمته كان ملف قرى شرق صيدا حيث قمت بتحقيقات تناولت 25 قرية كانت لا تزال مناطق عسكرية وأهلها مهجرون ، وقد واكبت وقتها عودة الاهالي واعادة الاعمار فيها بعد أحداث شرق صيدا ."
من المعروف أنك تعمل في مؤسسات اعلامية محسوبة على طرف سياسي معين، ما هو تأثير هذا الواقع على عملك بشكل عام وعلى الاخبار المحايدة التي تتم تغطيتها، هل تكتسب صفة أنها محسوبة لمجرد ردها الى وسيلة اعلامية منحازة ؟
لسنا منحازين في الخبر الصحفي ، بمعنى أنه اذا كان خبراً صحفياً ، أمنياً أو اجتماعياً من البديهي أنه لا انحياز في مثل هذه المواضيع لكن أحيانا الانحياز يكمن في الخبر السياسي . فالمؤسسة الاعلامية التي نعمل فيها محسوبة على جهة سياسية ومن الطبيعي أن يؤثر ذلك في بعض الأوقات على كيفية التعاطي مع المستجدات، ولكن هذا يتم ضمن اطار ضيق ولا يشمل كل القضايا التي نتناولها. وبالتأكيد الاطراف الاخرى تخضع للتوجيهات نفسها. 
 
حسبما علمنا أنك تعمل لما يقارب ال 18 ساعة يوميا ، أين الوقت المخصص للعائلة متى تجتمع معهم وكيف يؤثر هذا على علاقتك بهم ؟
الاعلامي لا يستطيع  أن يفصل حياته الاجتماعية عن عمله لسبب واحد ألا وهو أن هموم العمل (لا اراديا ) تتنقل معه الى المنزل لذا فان سر نجاح الاعلامي هو مدى تقبل العائلة لهذا الامر . فالاعلامي وخاصة المراسل لا يتواجد في المكتب 24/24 انما يواكب الاحداث 24/24 وبالتالي تنتقل معه هموم العمل الى المنزل لذا هذا يعتمد على مدى تقبل العائلة لهذا الواقع .. أنا في حياتي العائلية واجهت هذا الأمر في الفترة الأولى لأن عائلتي لم تكن قد تقبلت بعد واقع وظروف عملي ، لكن مع الوقت أصبح الوضع عادياً وتفهمت عائلتي الواقع الجديد مما سهل عملي وساعدني على النجاح . أما بالنسبة لأوقات عملي فأنا أعمل أكثر من 18 ساعة يوميا وليس لدي يوم عطلة انما تستطيعين القول لدي ساعة عطلة او ساعتين ، وبالنسبة للحياة الاجتماعية ليس لدي حياة اجتماعية الا ضمن نطاق العائلة الضيق اي الأهل....
ألا يؤثر ذلك على نفسيتك وعلى مستوى عملك ؟
على نفسيتي نعم ، لكن على مستوى عملي بالعكس فأنا أعمل باستمرار .
ما أقصده ألا تشعر أن حياتك تمر أمامك وأنك غائب عن مراحل مهمة من حياة أولادك وحياتك الاسرية لذا ألا تشعر أنه يجب عليك التخفيف من العمل لملاحقة خطوات عائلتك وأولادك  ؟
كلا ، لأن حياتي مركزة على عملي فلا أستطيع المخاطرة بما وصلت له الى الآن ، الامر الذي يريحني الى حد كبير هو أنني أستطيع والحمد لله تأمين حياة رغيدة لأولادي ، وبالحياة الاجتماعية هناك من ينوب عني في المناسبات والزيارات ، زوجتي تقوم بها وأنا أشارك أحيانا اذا سنح لي الوقت ، او اتواصل عبر  الهاتف.
هل برأيك هذا كاف ؟
أكيد ليس كاف لكن هذا هو الواقع والناس بدأت تتقبله ، حتى في بعض المرات يكون عندنا زائرون فأتركهم وأذهب للعمل .. هذا هو عملي أعتذر منهم وأكمل عملي .
ما هي هوايتك ، وهل يتسنى لك الوقت لممارستها  في ظل حياة المراسل التي تعيشها ؟
أنا أحب الكتابة والشعر ، وعندي ديوانان جاهزان للطباعة ، وأهوى القراءة والكتب أفضل الأدب ، التاريخ ، والثقافة بشكل عام . وأحب التأمل في الطبيعة  وهذا أمر بديهي لأن كل من يحب الكتابة يحب التأمل في الطبيعة ليستوحي منها، لكن الآن كل ما أتأمله هو الكومبيوتر .. أي العمل ....
ماذا يعني لك الحب ؟
الحب هو بكل بساطة:  الحياة .
هل أنت مع التعارف قبل الزواج أم تفضل الزواج التقليدي ؟
أكيد يجب أن يكون هناك تعارف قبل الزواج خاصة أننا نعيش ببلد متنوع بكل شيء بالدين ، بالتقاليد ... يجب أن يكون هناك تفاهم قبل الزواج حول كل شيء حتى لا يقع الطرفان بمشاكل كثيرة ، خاصة اذا كان الشاب عنده شروط مسبقة على المرأة وبالعكس ... لذا برأيي التفاهم هو الاساس، أكيد التفاهم الشامل والانسجام حتى في موضوع المنزل كيفية تربية الاولاد  ...
هل يؤثر عملك على أولادك ؟
أنا نقطة ضعفي هي الاولاد بالمطلق ، أما بالنسبة لأولادي أنا أغيب عنهم كثيرا لكن عندما أصل الى المنزل يتحول البيت الى مهرجان وعندما أكون بالمنزل أحرص على أن أكون دائما بجانبهم ، أن أجلس معهم وأن أعوض شيئا مما فاتني . وحتى الآن لا أشعر بشيء سلبي الا أنني أحزن عندما يخرجون مع والدتهم وأنا لست معهم ، أحزن على الأوقات الجميلة التي تفوتني وأنا بعيد عنهم ..
 
 
ما هي أنواع الموسيقى التي تسمعها ، وما هي الكتب التي تحب قراءتها ؟
أحب كل ما هو طربي وأسمع أساطير الغناء كالسيدة فيروز ، عبد الحليم ، أم كلثوم..... لكن هذا الامر لا يمنع أن أستمع الى بعض الاغاني الحديثة (عندما أكون بالسيارة أو معي الاولاد)   
أما بالنسبة للقراءة أحب قراءة التاريخ الاسلامي ، عن الشعراء الملوك الادباء وعن الحضارات بشكل عام ، وأحب القراءة ل : نزار قباني ، ابن زيدون ، محمود درويش ، كتاب نهج البلاغة ..
أخيرا ما هي النصيحة التي تقدمها للشباب بشكل عام ، وخاصة الذين يرغبون بالتخصص في الاعلام ؟
أنصح الشباب أن يعمل بالاختصاص الذي يحبه ، وليس " أحب ما يكون حتى يكون ما تحب " ، من الطبيعي أن يعاني كل فرد من الصعوبات والأزمات لكن هناك نهاية لهذه الصعوبات بعدها يصل الشاب الى بر الأمان ، وكما هو معروف كل شيء له ثمن .
ولا يسعني في ختام هذه المقابلة الا أن اشكر السيدة التي احتضنتني ووقفت دائما ولا تزال الى جانبي وكانت لي الموجه والناصح والمثل والمثال وكان لها الأثر الايجابي الكبير في حياتي وعملي السيدة بهية الحريري حفظها الله وأدامها بالصحة والعافية .وأيضاً مدينة صيدا هذه المدينة الكبيرة بأهلها الطيبين المحبين.
واسمح لي أن اهديهما صيدا والسيدة بهية هذه القصيدة التي نظمتها قبل نحو عشر سنوات : 
مدينة القلب
 
هي
حلوةٌ سمراءْ..
هي
نجمة المساءْ..
اسمها منسوجٌ
من حروف الماءْ..
صيدٌ وصيادٌ
بليلةٍ ليلاءْ..
وياطرٌ يعلو
حدوده السماءْ..
ودوحُ تاريخٍ
يشهدُ للإباءْ..
وقلعتان.. تغازلان
البرّ
والميناءْ..
وعنفوانُ شعبٍ
بالزّبدِ محفورٌ
في الموج
في الأنواءْ..
هي
درةُ الشرقِ
واسمها.. صيداءْ..
* * *

 

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا