×

شاشة - خمسة أخوة يتحوّلون ذئاباً مفترسة تزحف خلف المال!

التصنيف: إقتصاد

2014-05-09  11:45 ص  1012

 

فاطمة عبدالله

يَنتظر مشاهدي "أل بي سي" الاثنين مسلسلٌ أعمق مما يُقدّم: "الاخوة"، الذي يُعرض حالياً عبر "أبو ظبي" و"سي بي سي". سترى، بكثير من البطء، كيف يُخرِّب المال الأُسر، ويُصيِّر المرء ذئباً، وكيف تُبنى علاقات مُشوَّهة على هامش مجتمعات تتبرّج لتُخفي عطبها.

كان "جذور" محاولة تعرض بعض سلوك المرء حين تُمَسّ مصالحه، ثم اتضح أنّها ليست كافية كون السياق ظلّ منتصراً للحب. تحضر تيمة الجشع ثانية، وتُرمى على أسرة كانت حتى الأمس متلاحمة. خمسة شبان أثرياء، وضعهم فريد نوح بمنزلة أولاده، الى أنّ ظهرت، ذات مساء، ابنته الشرعية الوحيدة تُطالب بحقوقها من الثروة والأملاك، وتشاركهم فرص البقاء.

ذلك ليس جديداً على الدراما. فهي، في أحيان، تُقارب تداعيات الظرف المُستجدّ من دون اختراق خصوصيته. من المُبكر الزعم أنّ "الاخوة" ضالعٌ في نبش الأعماق، أو أنّه يضع نفوساً تحت المجهر. يحتمل أن يكون كذلك، ويحتمل أن يُغرِّر به السطح فيكتفي بالعرض. العمل 100 حلقة، من إعداد محمد أبو اللبن ولواء يازجي، وإخراج سيف شيخ نجيب وسيف الدين سبيعي. تُنتجه "كلاكيت ميديا" بالاشتراك مع "أل بي سي آي"، ويجمع ممثلين من لبنان ومصر وسوريا والجزائر وتركيا.
نحار هل نُباشر سرد النصّ أم نعرض اتجاهه من دون الصفّ على طريقة "تقول القصّة". يبدو أنّ شيئاً لا يبقى كما هو، وأنّ الحياة ليست سوى رحلة مباغتة. ظهور ميرا (أمل بشوشة) يقلب وضعية الأسرة، رامياً الاخوة وسط شعور فجائي بالخطر. الخطر محور العمل، ونرى الشخصيات تتحرّك وفق إشارته. الجميع ليس في وارد أن يتهدد مصيره ويطرأ ما يضع وجوده على المحك. أحدٌ من الاخوة لم يضرب حساباً لمطبات الزمن. هم كائنات هشّة الى حدّ رفض أي حدث. يَمثُلون تدريجياً أمام حقيقة أنّهم بالأصل ليسوا أخوة. تُصبح الأخت الطارئة شهوة أو مَخرجاً لتنفيس الغضب الدائر حول الذات. ظلّ الشرّ (مبدأ الطبيعة الإنسانية) كامناً الى أن أيقظه دافع. كأن الإنسان أمام بقائه يمتلك غرائز الحيوان في الردّ على القدر.
يجمعهم السقف وليس دفء المنزل، وإن التقوا على الخطوط العريضة، فرّقتهم التفاصيل. نخشى أننا نُبالغ في تأويل نصّ تتمهّل حوادثه في السعي الى غاية. يبدو أنّ المسلسل لا يُراهن على كمية من المفاجآت. يُقدّم حلقاته حلقة حلقة. أسلوبه مباشر يتجنّب الغموض الجميل. سيكون علينا توقّع كلّ شيء لصعوبة تمييز المستحيل من الممكن. نور (تيم حسن) المخطوب لماريا (نادين الراسي)، يتعلّق بميرا المُفترض أنّها شقيقته (منذ الحلقات الأولى!)، فيما شقيقه أمير (باسل خياط) يُحاول التحرّش بها. الأخ الثالث فادي (قيس شيخ نجيب) مغرم أيضاً بماريا التي كان على علاقة بها. لا يتوانى عن ربطها بماضيه. يحتاج التشرذم إلى ظرفٍ ناضجٍ ليظهر الى العلن. كلّ ما في العمل مُركَّب وفق الصورة والخلفية. الصورة "المتماسكة" والخلفية المفكّكة. في مقابل الاتيكيت والحرص على المَظهر، ثمة خيانة تُمارس وصفقات تُعقَد وإشكاليات أخلاقية تُسوّى بالأرض. إنه دليل آخر الى كون الأسرة نواة المجتمع تُشبهه بتصدّعها وميلها نحوالدمار.
نترك الحكم إلى غير وقت، وإن كان التذمّر من التطويل والصورة الجامدة يُراودنا أثناء المُشاهدة. ننتظر أن يُنتج العمل أفراداً ليسوا على الحياد، لا ينتهي بهم مصيرهم الى أحد الاحتمالين: الجنة أو جهنّم.

fatima.abdallah@annahar.com.lb
Twitter: @abdallah_fatima
 

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا