×

ملاذاً للطبقات الشعبية في صيدا والجوار

التصنيف: Old Archive

2014-05-14  08:33 ص  985

 

سامر زعيتر

يُشكّل ملتقى للعائلات من أبناء المدينة والجوار، يفتتحه الزوار مع بداية فصل الربيع وحتى منتصف الخريف، فيما يشتد الاقبال عليه مع قرب نهاية العام الدراسي إيذاناً بانطلاق موسم الاصطياف...
الشاطئ الصيداوي، مكان يشكّل ملاذاً للأهالي من لهيب الصيف، يجتمعون فيه للاستمتاع بالرمال المتلألئة تحت أشعة الشمس، حيث يتحوّل المكان الى ملتقى يجمع هوايات متعددة، من السباحة والجري، الى بناء قصور للأحلام يتشارك فيها الصغار مع الكبار، ولا يخلو المكان من بعض المزاح مع من يخاف السباحة، فيما الأنفاس لا تقتصر على الرياضة، بل تتعدّاها الى «النرجيلة» الحاضرة بقوة في المكان...
كل ذلك، ترافق مع حملة تنظيف الشاطئ التي أطلقتها «جمعية الأزرق الكبير» برعاية رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ممثلاً بوزير البيئة محمد المشنوق، وبالتعاون مع بلدية المدينة وبمشاركة الجمعيات الأهلية، لتزيد جمالية المكان...
«لـواء صيدا والجنوب» قصد الشاطئ الصيداوي وعاد بهذه الانطباعات...
تنظيف الشاطئ
{ خلية من النحل جمعت مختلف المؤسسات الرسمية والأهلية، لتنظيف الشاطئ الصيداوي ومعه زيرة المدينة، كل ذلك بانتظار حلم إزالة جبل النفايات عن كاهل «عاصمة الجنوب»، مدينة صيدا، وفق ما رأى رئيس بلديتها المهندس محمد السعودي خلال القيام بحملة التنظيف.
وأشار السعودي الى «أن مدينة صيدا وتحديداً شاطئها عانيا الأمرّين مع وجود جبل النفايات على الطرف الجنوبي للمدينة، والذي زاد في حدّة التلوث، الذي لم يعد ينحصر في الشاطئ والمياه فقط بل تمدد إلى تسميم كل أجواء المدينة. واليوم، نحن بفضل الله في المراحل الأخيرة من إزالة هذا الكابوس البيئي، الذي لطالما وقف عائقاً أمام أي محاولة لتحسين بيئة المدينة، ونحن نعدكم إن شاء الله أن نقف في السنة المقبلة نحن وإياكم على شاطئ صيدا وأن ننظر جنوباً دون أن تحدب رؤيتنا أي مرتفعات بل على العكس سنقف يوماً فوق ما كان سابقاً جبلاً للنفايات حيث ستكون منطقة من أجمل مناطق الشاطئ اللبناني، فالشكر إلى جمعية حملة الأزرق الكبير ولكل المتطوعين الذين يعملون على نشر مفهوم الحفاظ على البيئة».
نظافة الرمال لا المياه
{ وعلى مقربة من ذلك، كان أبناء صيدا والجوار يستمتعون بقضاء وقت ممتع برفقة الأصدقاء على غرار ما جرت عليه العادة، حيث أوضح محمد سعيد الى «أنه يعمل في «الطوبار»، ويأتي الى الشاطئ الصيداوي يوم الأحد من كل اسبوع، وأن هذا هو يومه الأول على الشاطئ النظيف، خصوصاً مع إطلاق حملة تنظيفه، لكن «المشكلة تبقى في مياه البحر التي لا تزال تعاني من التلوث بفعل تأثير جبل النفايات».
{ أما صديقاه خالد محمد وعلي دواله فأكدا على أهمية ممارسة السباحة لكن بالقرب من «مدينة الرئيس الشهيد رفيق الحريري الرياضية» التي تقع على امتداد المسبح الشعبي، لكنهم يجلسون على الشاطئ الشعبي نظراً لجماليته ويقومون بالسير على الرمال للوصول الى محيط المدينة الرياضية لممارسة هواية السباحة لأن المياه فيها أنظف وفق تعبيرهم.
{ بدوره هشام الصديق رأى «أن الشاطئ الصيداوي يمتاز برماله الجميلة، ولكن المياه لا تشجع الناس على السباحة، لذلك فهو يفضّل النهر، لكن كما هو معروف فإن الواقع تغيّر بالنسبة لمدينة صيدا عن السابق فيما يتعلق بنهر الأولى».
وقال: «تعوّدنا على المجيء الى الشاطئ الصيداوي لأننا عشنا وتربينا هنا، ولا يتعلق الموضوع بالمال، فهو يناسب الجو المحافظ الذي عشنا به، رغم أن الناس هذه الأيام لا يوجد لديها حفاظ على الأدب والأخلاق، لكن ميزة صيدا هي الحفاظ على الأخلاق والمكارم».
أجواء طربية
{ وعلى مقربة منهم، كان ياسر خرباتي مع عائلته وأصدقائه يشيعون أجواءً من الطرب، حيث أشار الى «أنه لا يوجد أماكن شعبية كثيرة في صيدا للذهاب إليها، واليوم بسبب الأوضاع فإن ابناء كل منطقة يفضّلون البقاء في منطقتهم عن الذهاب الى منطقة أخرى والتعرّض للمشاكل. ونحن نأتي الى الشاطئ لتناول الطعام الذي نحضره معنا، فضلاً عن احضار الدربكة لتأمين أجواء جميلة على أنغام الإيقاعات الموسيقية».
{ أما الأطفال فكانت فرحتهم لا توصف بالرمال ومياه البحر، والتي ترافقت مع بناء القصور، يشاركهم في ذلك الكبار أيضاً، فيما اللعب بكرة القدم هواية أخرى تجمع الشباب وتعطيهم مزيداً من المتسع لممارسة هوايتهم في ذلك المكان. بدورها النرجيلة كانت حاضرة بقوة مع الأصدقاء، ففي الوقت الذي أعرب فيه البعض عن السعادة في تناولها، أشار البعض الآخر الى أضرارها بالتأكيد على أنها «مرض» يجب التخلص منه.
اندفاع الشباب وخوف العائلة
{ أما الوصول الى الشاطئ وإن تعددت طرقه، لكن أحمد بركة اختار المجيء على دراجته الهوائية، والتي حملها ليضعها بالقرب من البحر، مشيراً الى أنه يأتي الى هذا المكان لرؤية اصدقائه، حيث يفضّل لقاءهم على الشاطئ للسباحة والرسم على الرمال ومن ثم القيام بتدمير هذه الرسومات، ولكن أسرته تفضّل الذهاب الى مكان آخر على المجىء الى الشاطئ، رغم أن المكان يتسم بالحفاظ على القيم والأخلاق والفضيلة، لكن المشكلة الرئيسية بالنسبة للأهل هي الخوف على الأولاد كون المياه تُعد عميقة مقارنة بأي منطقة أخرى، الأمر الذي يجعل الأهل يعيشون على أعصابهم طالما بقي أولادهم في المياه بعيداً عن الشاطئ، آملاً أن يكون لديه عائلة جميلة وأن يستمر في التواصل مع الأصدقاء بشكل دائم.
هدوء وانقطاع
{ ورغم هدوء المكان، لكنه لا يخلو من المزاح مع الشباب وخصوصاً الذين يخافون من السباحة، فكان الاجبار على ذلك من خلال حمله الى المياه، أما شق نفق لإيصال المياه من البحر الى الشاطئ فمهمة تولاها البعض الآخر، وفق ما أشار مالك عبد السلام الذي أكد أنه يأتي الى المكان اسبوعياً مع اصدقائه لأنه «مكان شعبي يرتاح الانسان بالقدوم إليه، لذلك نقوم بحفر نفق كبير يتم من خلاله إيصال المياه والجلوس بداخله، وميزة هذا المكان أنه يتميّز بالحفاظ على الأخلاق».
{ بدوره عباس عوض قال: «أتي الى هذا المكان أكثر من مرة في الأسبوع ونحضر معنا الطاولات والكراسي ولكن الأفضل أن يكون هناك طاولات جاهزة على البحر للجلوس عليها، وإن لم يتحقق ذلك فإننا نقوم بهذه المهمة، وبالطبع الشاطئ مكان جميل يتمكن من خلاله الإمسان الابتعاد عن الضوضاء الى الهدوء والاسترخاء بعد العمل، وقضاء وقت ممتع مع الأصدقاء».
الابتعاد عن الضوضاء وضغوطات الحياة، غاية قد لا تتحقق للبعض الآخر في هذا المكان، لأن رنين الهاتف المحمول يبقى صداه يتردد، فيما البعض الآخر يغرق في عالم من الأحلام مع ملاطفة الأمواج لرمال الشاطئ.

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا