×

صدّق أو لا تصدِّق، لكنّ الشريك قد يفعلها!

التصنيف: المرأة

2014-06-03  07:47 ص  874

 


كانديس حاتم

التأكُّد من وجود مفاتيح السيارة في المحفظة بعد دقائق من وضعها فيها، إعادة تنظيف المنزل مراراً وتكراراً في اليوم نفسه، عدم القدرة على النوم من دون رفع صوت التلفزيون... عادات يوميّة، قد نتكيّف معها بسهولة مع شريك يمارسها باستمرار. ولكن، ماذا لو كان الطرف الآخر يمارس تصرّفات تثير الدهشة، ولا نجد تفسيراً منطقياً لها؟

كان الروائي الفرنسي Honore de Balzac يحتسي ما لا يقلّ عن 50 كوباً من القهوة يومياً اعتقاداً منه انها تساعده على الكتابة. وكان يمضي أياماً عدة من دون نوم نتيجة كميّة الكافيين العالية التي كانت تدخل الى جسمه. كذلك، كان الاصلاحي البريطاني Charles Dickens مولعاً جداً بشعره ويولي اهتماماً كبيراً به، الى حدّ أنه لم يبتعد دقيقة واحدة عن مشطه، وكان يسرّح شعره كل دقيقة للتأكد من انه لم يخسر أياً منه. الممثلة Renee Zellweger اعترفت انها مدمنة على المكعّبات المثلّجة، وتتناولها مراراً خلال اليوم، للحصول على شعور بالاكتفاء من دون الاضطرار الى تناول الطعام. أما بطل العالم في الفنون القتالية Lyoto Machita فيحتسي بوله الخاص يومياً في الصباح، معتبراً انه دواء مفيد للصحّة بحسب نصيحة والده له. أما لاعب التنس Novak Djokovic فاعتاد على تناول كميّة من عشب الملعب بعد كل فوز يحرزه.
العادات الغريبة لا تكون حكماً مضرّة، ولكنها نتائجها قد تكون سلبيّة حين تؤثّر في علاقة الشخص بشريكه. وقد تقف مدهوشاً حين تعلم أن سيدة كويتية طلبت الطلاق بعد أسبوع من زواجها، لأنها لم تتقبَّل أن يقدم الشريك على تناول البازيلاء بالخبز بدل الشوكة!

بين الغرابة والوسواس
تميّز المعالجة النفسية سمر جرجس، بين نوعين من العادات الغريبة: تلك التي تكتسب طابع الغرابة من جهة تكرارها وليس طبيعتها، أو تلك التي تكون في حدّ ذاتها غريبة وغير مألوفة. ذلك أن الغريب في عادة تسريح الشعر بشكل دائم مثلاً، هو تكرار العادة وليس التسريح في حدّ ذاته. اما بالنسبة إلى تناول عشب الملعب بعد كل فوز، فهي عادة غريبة. وتوضح ان النوع الأول من العادات يمكن وضعه ضمن خانة الـObsessive Compulsive Disorder (OCD) او الوسواس القهري. وهو مرض من عائلة الأمراض العصبية. أما النوع الثاني فيدخل - وفق جرجس - ضمن فئة الـPsychose او الأمراض الذهانيّة، التي غالباً ما تكون اشارات على وجود مرض نفسي اعمق واخطر من الظاهر.
لا تقول جرجس إن أي عادة غريبة قد تكون حالة مرض ذهاني، ولكن ظهورها قد يكون مؤشّراً يجب الانتباه له، وكلما زادت وتيرتها كلما اقتربنا من الخطر.
من جهة المريض، من يعان الوسواس القهري يع حالته ويبحث عن علاج لها. أما في الحالة الثانية فالمريض يعتبر أن ما يقوم به أمر طبيعي، وأن الآخر هو الذي يحاول انتقاده والتجريح به بنيّة ايذائه. وهنا تكمن خطورة هذه الحالة، لكون حالة المريض قد تودي به الى الانزواء وعدم الانخراط في الحياة الاجتماعية.

وماذا عن الشريك؟
توضح جرجس أن المسألة هي خيار شخصي أولاً وأخيراً. وتشير إلى أن أحداً لا يستطيع التأثير في شريك المريض وحضّه على أي خطوة، قد لا يكون غير مقتنع بها.
في المقابل، ينجذب بعض الأشخاص في لاوعيهم إلى اشخاص لديهم عادات غريبة، وذلك لأسباب نفسية عدة، تختلف من حالة الى أخرى. وهي ترتبط بالطفولة والتربيّة والصدمات والحوادث التي عاشها واختبرها الشخص في حياته. هؤلاء الاشخاص يجدون لدى هذا النوع من الشركاء راحة داخلية غريبة. ولمجرّد قبولهم بشخص يعيش حالة مماثلة في حياتهم، قد يكون ذلك محاولة لتعويض نقص معيّن يعيشونه، تماماً كما يشعر بعضهم بالراحة عند مساعدة الآخرين والوقوف إلى جانبهم في محنهم.
ولكن، ووفق جرجس أيضاً، يجد الشركاء عادة صعوبة في التعامل مع زوج أو زوجة لديها عادة غريبة، وخصوصاً إذا كانت من الحالة الثانية وتدخل ضمن الامراض الذهانيّة، لكون الشريك لن يعترف بحالته ولن يقبل العلاج، وان حالته ستتطوّر الى الاسوأ.
وفي حين تعيد وتشدّد على أن البقاء مع الشريك في هذه الحالة هو خيار شخصيّ فقط، توضح ان حالات كهذه غالباً ما تصل الى الانفصال بسبب صعوبة التكيّف بين الثنائي.
وهنا، تنصح جرجس كل شريك يختبر عادات غريبة مع شريكه قبل الارتباط الرسمي به او بعده، بأن يبحثّ اولاً عن الاسباب للتأكد ما اذا كانت امراض ذهانيّة أو مجرّد حالة نفسيّة يمكن السيطرة عليها وعلاجها. كذلك تشدد على ضرورة التحدث مع الشريك للتأكد من مدى تجاوبه واعترافه بحالته او على العكس نكرانه للواقع، ما قد يسبّب مشكلات أكثر. وفي الختام، تنصح وتشدّد على ضرورة التفكير ملياً بمستقبل العلاقة ومدى قدرة الشريك على تأسيس عائلة وتحمّل المسؤوليّة، وما اذا كان قادراً على الاستمرار مع الطرف الآخر.
 

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا