هيلين توماس.. إبنة طرابلس في البيت الأبيض

التصنيف: أمن

2010-04-12 11:11 ص 1210

ولــدت هيلين توماس في وينشيستر، كنتاكي لوالدين مهاجرين من مدينة طرابلس قبل استقلال لبنان عن سورية في مطلع القرن الماضي.

نشأت في ديترويت، ميتشيغن، والتحقت بجامعة واين حيث انهت دراستها في العام 1942 لتدشن حياتها المهنية كموظفة طباعة في جريدة واشنطن ديلي نيوز التي توقفت عن الصدور لاحقا. وهي الوظيفة التي ستفتح امامها طريقا واعدا جعلتها تتربع على عرش صحافيي البيت الابيض طيلة 4 عقود.

انضمت تــومــاس إلــى وكالة يونايتد برس انترناشونال في العام 1943 حيث قامت بإعداد تقارير عن المرأة لوكالة الأنباﺀ العالمية التي ستتيح لها شهرة محدودة في الوسط المهني. لاحقا وبعد عقد كتبت في عمود لصحف المؤسسة تحت عنوان "Names .in" the News وبــعــد الــعــام 1955 قامت بتغطية نشاطات الوكالات الفيدرالية الأميركية مــثــل وزارة الــعــدل الأمــيــركــيــة، مكتب ا لتحقيقا ت ا لفيد ر ا لي ووزارة الصحة والتعليم والرعاية الاجتماعية (وزارة سابقة). كما شــغــلــت مــنــصــب رئــيــســة نــادي المرأة القومي للصحافة بين عامي (1959 -) 1960.

في العام 1960 بدأت هيلين تغطي أنشطة الرئيس المنتخب جون كيندي في البيت الأبيض في 1691 العام كمراسلة لوكالة يونايتد برس. اشتهرت توماس بلقب "بوذا الجالس"، وكانت خلال فــتــرة الــرئــيــس كــيــنــدي تنهي المؤتمر الصحافي للرئيس بعبارة "شكرا، سيادة الرئيس" "Thank ., you".Mr President كــانــت اول صحافية تــرافــق الــرئــيــس نيكسون فــي رحلته التاريخية الى الصين عام، 1971 وقــد ســافــرت أيــضــا مــع كــل من الرؤساﺀ كارتر، فورد، ريغان، جورج بوش الأب، بيل كلينتون، وجورج بوش الابن.

وكــذلــك كــانــت اول صحافية تــتــبــوأ مــنــصــب رئــيــســة نـــادي الصحافة القومي في واشنطن.

تركت وكالة "يونايتد برس" لتعمل فــي كا تبة ا لتعليقا ت الصحافية في مؤسسة "هيرست" الصحافية.

حصلت على اكثر من 30 جائزة صحافية، وشــهــادات جامعية فخرية، منها دكتوراه فخرية من جامعتها، "واين ستيت".

صنفت مــن الــســيــدات 52 الـــ الأكثر تأثيراً في العالم، بحسب تصنيف.world almanac عام، 2000 لم تتردد للحظة في الاستقالة من الوكالة التي عملت فيها لمدة 57 عاماً، يوم اشتراها الأب مون و "الكنيسة الموحدة".

وقالت تعليقاً على ذلك: "أمضيت نصف قرن أمارس الرقابة الذاتية، الآن استفيق في الصباح وأسأل نفسي: مــن تكرهين الــيــوم؟".

تــحــررت مــن مستلزمات مهمة مــراســل الــوكــالــة، الملتزم بنقل الوقائع كما هــي، وباتت تمثل صحيفة وتكتب فيها عــمــوداً يومياً. لكن كيف اجابت هيلين هن سؤالها السالف: هي تكره قبل كل شيﺀ الرئيس بوش، الذي تقول عنه أنــه أســوأ رئيس في تاريخ الولايات المتحدة. لكنها تكره أيضاً الكثير مما لا يسير وفق ما تراه صائباً.

دأبـــت تــومــاس على توجيه النقد لفترة رئاسة جورج دبليو بــوش حيث تــقــول إن الرئيس الأمــيــركــي بـــات ومــنــذ هجمات الــحــادي عشر مــن ايــلــول على الولايات المتحدة ينظر إلى كل مــن يــعــتــرض عــلــى ســيــاســاتــه، وخاصة في العراق على قاعدة ان "من ليس معنا فهو ضدنا".

رفـــضـــت وتـــرفـــض هيلين الــمــفــاخــرة بــجــذورهــا الــعــربــيــة الــتــعــلــيــق عـــلـــى مــنــتــقــديــهــا مـــن الــمــحــافــظــيــن الـــجـــدد ومــن المدافعين عن اسرائيل من الذين يتهمونها بأقذع الصفات من شبيه "عجوز عربية" او "مدافعة عن الارهابيين".

وقــــد أفـــــرد آري فــلايــشــر، المتحدث السابق باسم البيت الابــيــض، فــي كــتــابــه "الــرئــيــس والصحافة وسنواتي في البيت الابــيــض"، فصلا كاملا للتحدث عنها. وحين تسأل التعليق عن ما جاﺀ في مضمونه تجاهر بانها لم تقرأه دون ان تنفي ايمانها بآراﺀ معينة لم تكن الدافع وراﺀ ملاحقتها رؤســـاﺀ الجمهورية الاميركيين خــلال أربعين سنة بقدر ما املت عليها "المهنية مــلاحــقــة ادق الــتــفــاصــيــل في عملها".

وتلقي المحادثة التالية الضوﺀ على أســلــوب هيلين فــي حشر المتحدثين باسم البيت الابيض باسئلتها. فبعد أيام على اعتبار سكوت ماكليلان المتحدث باسم البيت الأبيض أن أميركا موجودة في أفغانستان والعراق بناﺀ على دعوة من حكومة البلدين طرحت هيلين خلال جلسة الصحافيين اليومية العادية بالبيت الأبيض، على الاخير سؤالا أثار غضبه.

سألته: في اليوم السابق هذا الاســبــوع قــلــت إنــنــا، أي الــولايــات المتحدة، نتواجد في أفغانستان والعراق بدعوة منهما. هل تريد أن تصحح هذا التشويه البشع للتاريخ الأميركي؟

رد عليها ماكليلان بدهشة: ، لا نحن مدعوون.. هذا ما هو حاصل الآن.

تابعت هيلين: هــذا من وجهة نظرك فمصداقيتك ملطخة. كيف يمكنك أن تقول هذا؟

ماكليلان: هيلين، أعتقد أن كل واحــد هنا في هذه الغرفة يعرف أنك تضعين هذا التعليق في غير سياقه! هناك حكومتان منتخبتان ديمقراطيا في العراق و...

قاطعته هيلين باستهجان: هل دعينا إلى العراق؟

فواصل ماكليلان: هناك حكومتان منتخبتان ديمقراطيا في العراق وأفغانستان، ونحن هناك بناﺀ على دعوة منهما. انهما حكومتان ذات سيادة ونحن هناك اليوم...

قا طعته هيلين قا ئلة: تعني أنهما لو كانا قد طلبا منا الرحيل لكنا رحلنا؟

ماكليلان: لا يا هيلين، أنا أتحدث عن اليوم. نحن هناك بناﺀ على دعوة منهما. إنهما حكومتان ذات سيادة ونحن هناك اليوم...

تعود للمقاطعة: وأنا أتحدث عن اليوم، أيضا!

يجيب: نحن نفعل كل ما في وســعــنــا لــتــدريــب وتجهيز قــوات الأمن حتى تستطيع توفير الأمن بنفسها وهما يمضيان إلى الأمام نحو مستقبل حر وديمقراطي.

هيلين بلهجة غاضبة: هل غزونا هذين البلدين؟

يتهرب المتحدث مــن متابعة الاجــابــة ويشير الــى صحافي آخر بطرح السؤال.

وعــلــى الــرغــم مــن مناهضتها لــولايــة بـــوش، لــم تــوفــر هيلين الرئيس باراك اوباما الذي شاركها الاحتفال بعيد ميلادها الاخير، من أسلوبها الحاد، الذكاﺀ فكان اول اسئلتها له في أول مؤتمر صــحــافــي عــقــده بــعــد انــتــخــابــه: "السيد الرئيس، هل تعرف بلداً في الشرق الأوسط يمتلك السلاح النووي"؟ . تهرب اوباما من الجواب، فعلقت قائلة: "كنت فقط أختبره لمعرفة مدى شجاعته.".