×

وفد طبي فلسطيني من أوروبا أجرى عمليات مجانية في «مستشفى الهمشري»

التصنيف: الشباب

2014-06-11  06:10 ص  834

 

ثريا حسن زعيتر

خلية نحل داخل «مستشفى الهمشري» في صيدا لا تهدأ... بعدما انهمك وفد من الأطباء الفلسطينيين في أوروبا بإجراء عمليات عظم بالمناظير مجانية للمرضى الفلسطينيين والنازحين من سوريا واللبنانيين دون تمييز بين أحد، في محاولة لتخفيف المعاناة الصحية عن كاهل هؤلاء وهم من الفقراء وذوي الدخل المحدود...
الزيارة جاءت بناء على تنسيق مسبق بين إدارة «مستشفى الهمشري» وتنفيذاً لاتفاقية بين «تجمّع الأطباء الفلسطينيين» في أوروبا و«جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني» بهدف دعم مؤسسات الجمعية وخصوصاً «مستشفى الهمشري» بالإمكانيات وبتدريب الكوادر الطبية وزيارات لأطباء أخصائيين في اختصاصات غير موجودة في المستشفى، على أن يعود في زيارات أخرى لتقديم المزيد من الخدمات الطبية وإجراء العمليات...
«لـواء صيدا والجنوب» واكب زيارة الوفد وعملياته في «مستشفى الهمشري» والتقى برئيس الوفد الدكتور عبد الرحمن الخطيب ومدير المستشفى الدكتور رياض أبو العينين ومنسق الزيارة عاصف موسى...

معاينات وعمليات
أوضح أخصائي التخدير والعناية المركّزة وعلاج الألم في بريطانيا، رئيس الوفد عبد الرحمن الخطيب «أن الوفد مؤلف من أربعة أطباء من إيطاليا إضافة إليه، وقد زار لبنان قبل ذلك وعاين المرضى وقرر اجراء عمليات لهم، فاحضر معه هذه المرة مناظير للركبة تستعمل مرة واحدة، وقد أجرينا عمليات لأكثر من 20 مريضاً».
وقال الدكتور الخطيب: «لقد تفاجئنا نحن وإدارة «مستشفى الهمشري» بالعدد الكبير للمرضى، وكنا نتوقع أن تكون العمليات سهلة والحمد لله لقد أجريناها وبالمحصلة النتيجة ممتازة بحدود 95%، وقد حزن عدد من المرضى لأنه لم نستطع إجراء عمليات لهم وفق ما يريدون، والسبب أن هناك ضيق للوقت وبعض العمليات تتطلب وقتاً أطول وجهداً أكثر ومعدات غير موجودة، خاصة في العمود الفقري والكتف».
وأضاف: «لقد قام طبيب العمود الفقري بمعاينة المرضى وإن شاء الله المرة القادمة سوف يجري لهم عمليات «للديسك» في الظهر عن طريق المنظار، والأطباء قادمون من الخارج لا يعرفون الامكانيات الطبية الموجودة هنا، فيحتاج حضورهم أول مرة للإطلاع على الوضع ومعاينة المرضى قبل إجراء عمليات في المرة التي تليها، ونحن قادرون على تلبية احتياجات المرضى بشكل جزئي وليس كلي، فالمعدات هنا ونتيجة ظروف البلد محدودة قياسياً على مستشفيات أوروبا، وبالتالي فإن الإمكانيات المتاحة لتقديم خدمة معينة ممتازة وغرفة العمليات جيدة وهي عبارة عن مجموعة من فريق طبي: ممرضة وطبيب تخدير، وجراح، يتعاونون مع بعضهم البعض، هناك نواقص ولكن الحمد لله استطعنا تجاوزها بما لا يضر بالمريض».
عمل متواصل
وتابع الدكتور الخطيب: «لقد أجرينا نحو 26 عملية على مدى 4 أيام متتالية وبدون توقف وبقينا حتى فجر كل يوم، من أجل تلبية حاجة المرضى، والحمد لله الأمور جيدة، فما كان مقرراً إجراء نحو عمليات أقل، ولكن كثافة المعاينات دفعتنا إلى زيادتها قدر المستطاع - أي أن العمل كان يقسّم صباحاً إلى معاينات، ثم مساءً إلى عمليات متواصلة حتى انتهاء مهمة الوفد».
أوضح «لا نميّز بين المرضى سواء كان فلسطينياً أو لبنانياً أو سوريا، بالنسبة لنا كأطباء من يحتاج إلى عملية وتتوفر الإمكانية نجري له العملية ولا نعرف في الأصل جنسيته، إدارة المستشفى هي التي تحدد المرضى، والعمليات مجانية، لأننا متطوعون ولا نتقاضى أي أجر، ولم تحصل أي مضاعفة لأي مريض والنتيجة النجاح، بحيث يتحسّن كل مريض بنسبة معينة».
وقال «أنني قمت في خدمة المحتاجين من مناطق مختلفة من البلاد الساخنة التي تجري فيها صراع في العالم ونشعر أننا بخدمة المرضى نقدّم عملاً إنسانياً راقياً ليس له علاقة بالدين أو الجنس أو الانتماء وأن بعض العمليات لا يُمكن اجراؤها هنا بسبب نقص المعدات ولكن في مستشفيات أوروبا يحصل ذلك، مثل المريض الذي يُعاني من الانحناء في الظهر يحتاج إلى مواد طبية غير متوفرة هنا».
لا تمييز بين أحد
{ مدير «مستشفى الهمشري» في صيدا الدكتور رياض أبو العينين أوضح «أن الأطباء حضروا بناء على طلبنا لإجراء عمليات في العمود الفقري بالمناظير، وقد تم فحص ومعاينة نحو 350-400 مريض، وهناك بعض المرضى أعطوا أبراً في العمود الفقري داخل العيادة أثناء المعاينة كجزء من العلاج الفوري وقد تم إجراء 26 عملية».
وأضاف: «المرضى الذين تمت معاينتهم هم فلسطينيون من لبنان، فلسطينيون نازحون من سوريا وسوريون ولبنانيون، والمعاينات والصور كانت مجانية كما أن العمليات الجراحية كانت مجانية وتم تغطية بعض الحالات من وكالة «الأونروا» وتحديداً فلسطينيي لبنان وهم نحو 10 مرضى، لكن الفلسطيني النازح من سوريا لم يتم تغطيته، كذلك السوري، أما اللبناني فقد تم إستيفاء رسم شبه مجاني للعملية نحو مئة دولار فقط وبعض الحالات تم اعفاؤها من ذوي الدخل المحدود».
وتابع الدكتور أبو العينين: «أن الوفد الطبي سيقوم بزيارة أخرى مجدداً لأن أحد الأطباء قام بتسجيل بعض الحالات المعقدة والتي تحتاج الى أجهزة وكلفة عالية، إذا تم شراؤها من قبل المريض في لبنان تكلف عشرات آلاف الدولارات، فأكد لنا أنه سيتم احضار هذه المواد في الزيارة القادمة، وسجل الحالات المرضية، لأنه بعد شهر أو شهرين سوف يعود ويقوم بإجرائها من خلال المنظار».
وأكد «أن المستشفى استوعبت كل العمليات بعدما أخذنا قراراً بوقف كل العمليات الباردة والمعاينات - أي أنه تم تخصيص قسم العيادات للأطباء فقط، وتم إيقاف جميع العمليات الباردة إلا الطارئة منها، وأجّلنا بعض العمليات الأخرى، ونجحنا في تحقيق أفضل نتيجة بسبب ضعط الوقت».
وأشار إلى «أن بعض الأطباء الفلسطينيين ساهموا في مساعدة الوفد الطبي وخاصة أخصائي الأعصاب والعظم، وقد عرض بعض الأطباء اللبنانيين المساعدة والمشاركة في العمليات حتى يستفيدوا من خبرة هؤلاء الجراحين الذين يجرون عمليات متقدّمة جداً وهي لا تجرى إلا في إيطاليا».
واعتبر الدكتور أبو العينين «أن الهدف من الزيارة ليس فقط اجراء العمليات، وإنما إحضار الأجهزة التي نحتاج إليها وتدريب الطاقم الطبي على أن يتركوا الأجهزة من أجل قيام أطبائنا باجراء عمليات مماثلة بعد التدريب وسوف نرسل طبيب أو طبيبين إلى إيطاليا كي يتدربوا في مستشفياتهم على هذه الأجهزة ومن ثم العودة لإجراء العمليات هنا».
نداء المريض
{ وأوضح منسق الزيارة الناشط عاصف موسى «أن هدف الزيارة تخفيف المعاناة الطبية عن المرضى بغض النظر عن الانتماء والجنسية، فالوضع الصحي في لبنان صعب وكل مريض يحتاج إلى مساعدة خلافاً للدول المتقدمة التي تقدّم الخدمات الطبية مجاناً، لذلك أطلقنا صرخة المريض الفلسطيني عبر مواقع التواصل الاجتماعي وقد جاءت التلبية سريعاً ونأمل أن تتواصل وتتقدّم لتشمل جميع المرضى»

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا