نظمت بلدية صيدا، وبالشراكة مع مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة، ورشة عمل جامعية متخصصة جرى خلالها عرض ومناقشة مشاريع أولية مقترحة من قبل طلاب الهندسة في عدة جامعات لبنانية تتعلق بإعادة ترتيب الأراضي في القسم الشرقي لمنطقة الوسطاني في المدينة، بعدما تم تحريرها من مراسيم مشروع الضم والفزر التي كانت تحول دون ذلك.

تحدث في إفتتاح ورشة العمل رئيسة لجنة التربية النيابية معالي النائب السيدة بهية الحريري،رئيس بلدية صيدا بالتكليف، نائب الرئيس، الاستاذ إبراهيم البساط، مدير عام التنظيم المدني المهندس الاستاذ الياس الطويل، ورئيس الدائرة الهندسية الدكتور زياد الحكواتي، وذلك بمشاركة الخبيرة الدكتورة جالا مخزومي وعدد من أساتذة الهندسة وفرق طلاب كليات الهندسة في الجامعات التالي’: الجامعة الأميركية AUB، الجامعة اللبنانية – الأميركية LAU ، جامعة بيروت العربية، جامعة ألبا(ALBA ) والجامعة اللبنانية، بالإضافة إلى فريق مبادرة "للمدينة".

وعقدت جلسات ورشة العمل بحضور مستشار رئيس بلدية صيدا المهندس محمد الزين، المهندس مصطفى فواز المكلف من البلدية لدراسة الضم والفرز العام في منطقة الوسطاني، مديرة التنظيم المدني في صيدا والجنوب المهندسة الأستاذة آية الزين ، عضو المجلس البلدي المهندس علي دالي بلطة، وفريق منسقي مؤسسة الحريري : هبة حنينة ومعادن الشريف وأسامة أرناؤوط.

إستهلت الجلسة الإفتتاحية بالنشيد الوطني اللبناني، فكلمة الأستاذ إبراهيم البساط الذي رحب بالحضور في بلدية صيدا متمنيا التوفيق للمشاركين في ورشة العمل، التي تهدف لجمع تصورات أفكار وروح الشباب الجامعي مع خبرات أساتذة الجامعة المتخصصين.

يسعدنا ويشرفنا تلبيتكم دعوة بلدية صيدا، للمشاركة في ورشة العمل الجامعية المتخصصة بإعادة وترتيب الأراضي في القسم الشرقي لمنطقة الوسطاني ونرحب بكم أشد الترحيب .

إدخال الطبيعة الى قلب المدن، وانفتاح المدن الساحلية على البحر، وتحسين المجال العام بكافة مكوناته لاسيما الأرصفة، ومعايير المشاة والحدائق العامة وكل ما يتعلق بالمشاة والأطفال والمعوقين في المدينة، هذا ما ورد في الخطة الشاملة لترتيب الاراضي اللبنانيه .

ومنذ أيام قليلة تم الإنتهاء من وضع الخطة الاستراتيجية لتطوير مدينة صيدا وفقا لتوصيات ومقترحات وتصاميم وضعت  من قبل خبراء محليين، وبمشاركة فاعلة من المجتمع المدني لمدينة صيدا.

وكان موضوع ترتيب الأراضي في القسم الشرقي لمنطقة الوسطاني الضم والفرز العام، من المواضيع الأساسية المطروحة لتطوير مدينة صيدا .

إننا في بلدية صيدا ننتظر بشوق نتاج أعمال طلابنا الأعزاء، ونحن على يقين بأن المنتوج سيكون مثمرا ومفيدا، كونه نتاج أفكار نضرة فنية، تنظر بجمالية وواقعية للأمور.  أنتم قاطرة التقدم وأساس البناء وآلية الحراك الاجتماعي والموجه لصياغة المستقبل .

ثم تحدثت النائب بهية  الحريري فقالت:

يسعدني ان اكون معكم ، بعد الاجتماع الأول الذي عقدناه قبل ستة اشهر..لقد انطلقت الأسبوع الماضي استراتيجية المدينة، والتي اعتبرها اول نقاشات جدية حول التعامل مع النهوض بالمدينة وتنميتها من المنطلق الشبابي ، اي انتم الذين ستضعون ابداعاتكم وافكاركم واحلامكم.

 ونحن مهمتنا ان ناخذ هذه الأفكار ونصنع منها نموذجا يكون من اوائل النماذج التي احترمت هذا النقاش الفني والمهني، باشراف خبراء كبارا نحترمهم، وبوجود الدولة اللبنانية ممثلة بالمدير العام للتنظيم المدني، وفي بلدية صيدا التي نعتبرها الحاضن الأساسي لهذا النقاش .

 نحن بانتظار افكاركم ونقول لكم امرا اساسيا ، واتحدث الآن كبهية الحريري ليس فقط كنائب للمدينة والمنطقة ونائب الأمة، بل اتحدث كانسانة ابنة هذه المدينة، اشتغلت طوال هذه الفترة ضمن المستلزمات الضرورية ، والآن المدينة وصلت الى مرحلة تحتاج لتضافر جهود الكل وتحتاج لأن يدير شبابها وجههم اليها ويناقشوا وظيفتها المستقبلية .

نحن ننتظر المؤشرات التي ستتوصلون اليها تحت اشراف الخبراء الذين نحترمهم، وكل منهم لديه تاريخ في عملية التخطيط المدني، وبنفس الوقت ايضا هناك مجال لأبناء المدينة ان يقولوا رأيهم وافكارهم واحلامهم. ونحن يفترض اننا امام هذه الأحلام،ومن موقع القرار، ان نطبق هذه الرؤى وهذه الأحلام حتى تكون اول نقاش حقيقي حول وظيفة المدن والمناطق ، يكون انطلق من صيدا لكن سيعم كل لبنان .

التحدي كبير بالنسبة لنا لأن الذي سنحكيه نستطيع ان يكون فعلا يطبق على كل المستويات، ان كان مجتمعا مدنيا او مجلسا محليا او الدولة اللبنانية، والأهم هم اهل المدينة التي هي تقرر كيف ترى مدينتها من الآن حتى العام 2020 على الأقل في المرحلة الأولى .

 نحن ننتظر ابداعاتكم وافكاركم واحلامكمن وان شاء الله تكون ورقة جامعة لكل الأفكار الجديدة والتي يمكن ان تطبق ضمن واقع المدينة وضمن صعوبات كثيرة من الأمور التي تواجهنا، لكن لا شيء مستحيلا اذا كنا نضع ايدينا بأيدي بعضنا البعض .

ثم تحدث مدير عام التنظيم المدني في لبنان المهندس الأستاذ الياس الطويل فقال: أتوجه بالشكر لبلدية صيدا وللنائب بهية الحريري لقبولهم هذا التحدي الذي يعتبر سابقة في تاريخ التعاون بين قطاع خاص، وخاصة القطاع التربوي الجامعي الاكاديمي ، والإدارة والبلدية .

بالفعل هذا تحدٍ كبير لا يقف حدوده عند موضوع ضم وفرز بمنطقة الوسطاني بصيدا، وهذا التحدي يكمل ليكون بداية واساس لتعاون بين الادارة وما بين الطاقة الطلابية والطاقة الجامعية، التي تعتبر من أهم الطاقات والمخزون العلمي الموجود في الدولة اللبنانيه .

ولفت إلى أنه قد تكون هناك صعوبة في العمل بمنطقة الوسطاني، لأننا نعمل بقلب مدينة وليس بقلب ضاحية. كما أن هناك إعتباراك  ستحكم عملنا في المستقبل يعني فصل منطقة الوسطاني عن مدينة صيدا مستحيل، ومنطقة الوسطاني هي جزء من هذه المدينة ويجب احترام مكونات المدينة والاعتبارات الاجتماعية والاقتصادية التي هي سائدة اليوم وموجودة في صيدا تحكم عملنا مستقبلا بموضوع الضم والفرز العام بمنطقة الوسطاني.

وختم معربا عن متمنيا لفرق العمل الجامعية والأهلية النجاح في هذا التحدي الذي يعتبر سابقة نرسخها ونبني عليها بتعاون ولاسمح الله هذه المحاولة كان أمامها عراقيل معينة هذا الموضوع سيؤثر على عملنا المستقبلي وتعاوننا المستقبلي بيننا وبين الجامعات بالتعاون مع الحضن الاساسي التي هي بلدية صيدا، وشكرا لبلدية صيدا وللنائب بهية الحريري.

ثم بدأت جلسات ورشة العمل التي إستهلت بكلمة الخبيرة الدكتورة هالا مخزومي التي نوهت بدور بلدية صيدا ومؤسسة الحريري في مجالات التنمية البشرية المستدامة، وإفساح المجال أمام الخبراء من أجل وضع تصوراتهم وإبداعاتهم ولا سيما من قبل طلاب الجامعات الذين يتوقون لوضع أفضل ما لديهم وصولا إلى تنمية حضرية وبيئية متقدمة وجعل المعدينة الأجمل كونها مدينة متميزة حضاريا وتاريخا وتفاعليا.

بعد ذلك عرض طلاب الجامعات والمؤسسات الهندسية المتخصصة لمشاريعهم ومقترحاتهم، وتخللها نقاشات ومداخلات من الحضور حول الموضوع.