×

45 سنة والحاج محمد يصحّي النايم"

التصنيف: Old Archive

2014-07-17  11:55 ص  699

 

مرتديًا زي "

المسحراتي"، وعلى مدى 45 عاماً، اعتاد أن يخرج الحاج محمد فناس (66 عاماً) من منزله وحده في الساعة الواحدة والنصف فجراً، ليجوب في شهر رمضان بين المنازل، ماسكاً الفانوس والطبل، مردّداً بصوته هذه العبارة، وهي جزء من الابتهالات الدينية التي تعلّمها قديماً من المشايخ، على مسامع أبناء مدينته صيدا وأحيائها القديمة.

"المسحّراتي" شخصية أسطورية ارتبطت بشهر رمضان، ظهرت في عهد الدولة الإسلامية، وازدهرت في العهد الفاطمي، حين أمر الخليفة الحاكم بأمر الله الناس أن يناموا باكراً بعد صلاة التراويح، ثم يمرّ الجنود على المنازل ويطرقوا الأبواب لإيقاظ الصائمين وقت السحور، ثم عيّن لاحقاً رجلاً للقيام بمهمة المسحراتي، وانتشرت بعدها هذه الشخصية في معظم البلدان العربية.

اليوم، وعلى الرغم من أن هذه الشخصية باتت نادرة الوجود، إلا أنّ الحاج محمد يبدي في حديثه لـ NOWحرصه على المحافظة على التراث القديم، وأداء هذا الدور الذي يقوم به كل عام، حتى بأدقّ التفاصيل.

يشدّد الحاج محمد أنّ عمله هذا هو من دون أي مقابل مادي، إذ لا علاقة للبلدية به، ويكتفي بـ"عيديّة" في اليوم الأخير من شهر رمضان، ينالها من أهل مدينته، الذين يبدي اعتزازه بالعلاقة المتينة والمحبة اللتين نشأتا بينه وبينهم. ويقول: "أهل صيدا يحبونني كثيراً، ما إن يسمعوا صوتي الجميل  وصوت الطبل فجراً، حتى يخرجوا إلى الشرفات ليعلمونني أنّهم استيقظوا، حتى أن بعض الأطفال يصرّون على النزول إلى الشارع، لرؤيتي عن قرب وأخذ الصور معي، كما أن بعضهم يطلب حمل الفانوس والطبل، وأحياناً كثيرة يدعوني بعض الأحباء لتناول السحور معهم".

اليوم مقابل الشخصية التقليدية التي يؤديها الحاج محمد، تروَّج في صيدا ظاهرة المسحراتي الحديث، الذي يجوب بسيارته أحياء المدينة لإيقاظ الصائمين عبر مكبرات الصوت، وموزعاً صورته ورقم هاتفه، ليتعرّف عليه الأهالي حين يمر في اليوم الأخير لنيل إكراميته.

ويبقى "المسحراتي" شخصية محبّبة إلى قلب الحاج محمد. وعلى الرغم من الحسرة البادية في حديثه على ذكريات الماضي حين كان يوقظ أهل المدينة كلاً باسمه او بكنيته، فإنّه يرفض أن يخلفه أحد أبنائه في هذا الدور المتعب الذي يعمل جاهداً على ترسيخ  صورته في أذهان الجيل الجديد.

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا