×

صيدا تحتضن أكثر من 42 مسجداً ومصلى وتحافظ على قيَمِها

التصنيف: تقارير

2014-07-23  07:57 م  846

 

سامر زعيتر / اللواء

تأخذ دورها الإيماني مع حلول شهر رمضان المبارك، فتعجُّ المساجد بالمصلين، لتستكمل دورها في نشر تعاليم الدين الحنيف، والتضرّع الى الله كي يبقى الوطن بعيداً عن الفرقة والفتن المتنقلة...
«عاصمة الجنوب»، مدينة صيدا، تحتضن أكثر من 42 مسجداً ومصلى، ضمن رؤية دينية ووطنية وإيمانية معتدلة، تؤكد من خلالها على قيم العيش المشترك والتسامح والتزاور بين أبناء المدينة على اختلاف مشاربهم الفكرية والدينية، وانتماءاتهم السياسية والحزبية، فيلتقي الجميع في الأحزان والأفراح، كي تبقى صيدا منارة في الحفاظ على القيم الدينية والعادات والتقاليد والتأكيد على نشر الأخلاق والفضيلة...

«لـواء صيدا والجنوب» يسلط الضوء على مساجد صيدا ودورها الإيماني في شهر الصوم، حيث تكتسب المدينة طابعاً مميّزاً في نهارها وليلها، وتدبّ الحركة في مساجدها، وخصوصاً خلال العشر الأواخر منه...

تحفة في فن العمارة

ما بين البناء التراثي القديم والحديث، تتميّز صيدا ومساجدها بفن العمارة الإسلامية، فمن «الجامع العمري الكبير» و«باب السراي» و«الكيخيا» وسائر مساجد صيدا البلد، وصولاً الى «المسجد البراني» وامتداداً مع «مسجد الزعتري» و«أبو بكر الصديق»، كلها تُشكل همزة وصل تتكامل من خلالها مع المساجد الحديثة، والتي تكتسب مع مسجدي «بهاء الدين الحريري» و«الشهداء» اطلالة متجددة على فن العمارة الإسلامية، التي تعطي للمدينة طابعها الديني المميّز في الحفاظ على القيم السمحاء...

كل ذلك يتكامل مع الدور الإيماني للمساجد، والذي أكد عليه مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان بالقول: «عندما يأتي رمضان ضيفاً على الدنيا، يشعر الإنسان المسلم بأنه هو الضيف عليه، فيدخل رمضان الى بيوتنا فيملأها بالفرحة والبهجة والسرور، ويدخل الى أسواقنا ليملأها بالحركة والبيع والشراء، والى مساجدنا فيملأها بالنور والمغفرة وبالعتق من النار».

وأوضح «أن مساجدنا في رمضان، تمتلأ بروادها، بعباد الله الراكعين الساجدين، الحركة في المساجد لا تهدأ من صلاة واستغفار وتسبيح وتكبير وقراءة قرآن، ودروس ثم بعد ذلك صلاة التراويح والوتر».

تجمع ولا تفرّق

وعن تعداد المساجد قال: «إننا في صيدا لدينا أكبر عدد من المساجد في كل لبنان، لا يوجد حي من أحياء المدينة إلا وفيه مسجد أو مصلى، وتبلغ هذه المساجد والمصليات 42 مسجداً ومصلى في الأحياء الصيداوية، كلها تقوم بدورها ونشاطها ضمن رؤية إيمانية وطنية معتدلة، هذا الدور لمساجدنا الذي يجمع بين الناس ولا يفرّق، الذي يوحّد بين المسلمين ولا يشتت، يبني ولا يهدم، يعمّر ولا يخرّب، فهذا هو دور المساجد، هذه المساجد لكل المؤمنين والعابدين، الراكعين والصائمين، والتائبين في هذا الشهر المبارك الذي أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار».

وعن دورها في نشر تعاليم الدين الحنيف قال: «هذه المساجد يوزع فيها أرث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، فأبو ذر حين رأى الناس في المساجد قال له: «ما لي أراكم هنا وأرث الرسول يوزع في المساجد، فذهبوا وكل واحد يبحث عن حصته، ثم عادوا وهو ينتظرهم في السوق»، فقال لهم: «ماذا وجدتم، قالوا: لم نجد شيئاً يوزع»، وقال لهم: «ماذا رأيتم؟»، قالوا: «رأينا في المساجد أناساً يصلون ويقرأون القرآن ويتدارسون الشرع الحنيف»، قال: «هذا إرث النبي محمد صلى الله عليه وسلم».

التمسّك بالدين ونبذ التطرف

وحول دورها في مواكبة التطوّرات والأحداث أكد «أنه يعود علينا رمضان بظروف دقيقة صعبة، تمر بها المنطقة ولبنان، والشعب الفلسطيني أكثر شعب يتحمّل تداعيات القرار ولا يشارك فيه، وينعكس عليه لحساسية وضعه، ولا يكون له رأي فيه، يعود رمضان ليؤكد على وحدة اللبنانيين، مسلمين ومسيحيين، وحدة المسلمين: سنّة وشيعة، ووحدة هذا البلد بأرضه وشعبه ومؤسساته، على حريته وترابطه، يعود رمضان لنقول آن الأوان أن نخرج من هذا الضيق السياسي، وهذا الترف إن صح التعبير، لنبني دولة حتى لا يضيع الوطن ونقف على أطلاله نبكي الحظ والفعل والتصرّف، نحن في أوقات صعبة يحتاج الوطن منا أن نحصّنه من كل الرياح الساخنة التي تهب علينا من هنا أو هناك، هذا وطن فيه حساسية الكيان».
وقال: «ندعو إلى انتخاب رئيس للجمهورية، فلا يعقل أن يبقى الجسد دون رأس، ويجب أن نتفهّم الأوضاع ونتنازل عن الكبرياء، وعن السيادية والفردية، لينصهر الجميع لأجل وطن نتساوى به جميعاً، هذه نفحة وطنية تسير في مساجدنا مع النفحات الإيمانية، في ظل الاعتدال وليفهم ما هو المقصود بالإعتدال، بل التمسّك بالدين ونبذ التطرف، والفهم الحقيقي للدين، هذه نفحة وطنية تسير مع النفحة الإيمانية، لنلتقي جميعاً في صناعة الجيل الجديد، صناعة الإنسان الخيّر النيّر، المؤمن الغيور على أرضه وعرضه وحقه».

وأضاف: «نتوجه بالتحية إلى الشعب الفلسطيني وتضحياته وشهدائه، في وقت العدو الإسرائيلي يختلف من هو الأشد والأقوى في ضرب الفلسطينيين، ونحن نختلف عندما نضيّع الوطن والأرض والقدرات والإمكانيات والقرار، هذا رمضان له طعم غير كل الشهور إنه شهر الإحسان والإنسان، شهر الصدقة والقرآن، شهر البركات والإحسان، شهر يزيد رزق المؤمن فيه، من تقدّم فيه بخصلة كان كمن أدى فريضة فيما سواه، ومن أدى فريضة فيه كان كمن أدى 70 فريضة فيما سواه، وهو شهر الصبر والصبر ثوابه الجنة».

لقاء الغني والفقير

وأشار الى «أنه نستكثر في شهر الصوم من الخصال إرضاء لله، فنحن نشهد أن لا إله إلا الله، ولا نشرك بالله شيئاً، ونركع ونسجد لله، ونسأل الله الجنة، هذا رمضان يعود بالخير على مساجدنا، وتقام فيه الإفطارات، فيلتقي فيه الغني مع الفقير، والقوي مع الضعيف، لأنه شهر الانتصار على النفس وعلى هواها وعلى قدراتها وشهواتها. ويلتقي القوي مع الضعيف لأن الجميع أمام الله سواء».

وقال: «رمضان مدرسة ننجح فيها، ننتقل الى صف أعلى، نتهيأ لشهر أو شهرين قادمين، لأداء فريضة أخرى، هذا رمضان عبادة العام، نتوجه فيه الى أهلنا واخواننا في صيدا بالتهنئة بهذه الأيام، والى كل اللبنانيين والهيئات والجمعيات والى العلماء الذين يقوم كل واحد منهم بدوره ومكانه، متلاصقاً مع طبيعة عمله، بدون إلغاء لأحد، في هذا الحقل الرمضاني، لنصنع دوحة مليئة بالخير والعطاء».

وأضاف: «رمضان كل يوم يحمل منا الى ربه أشياء وأشياء، وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم، يصعد إلى المنبر، فيقول: «آمين، آمين، آمين»، فيسأله صحابته: «لقد قمت بشيء يا رسول الله لم نعهده من قبل»، فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «حضر لي جبريل»، وقال لي: «خاب وخسر من أدرك رمضان ولم يغفر له»، فقلت: «آمين».
وختم المفتي سوسان: «هذا رمضان، وهذه مساجدنا منابع خير وعلم وثقافة وتربية ونور قرآني، وهذه العلوم الربانية، وهذا التعلم من منهل صالح وينبوع خير هو إسلامنا الذي كانت أولى كلماته إقرأ، وكل عام وأنتم بخير».
 
 

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا