رأفت نعيم

يقوم وزير البيئة محمد المشنوق غدا السبت، بجولة على واجهة صيدا البحرية بدعوة من بلديتها حيث يتفقد عددا من المشاريع البيئية والانمائية في المدينة .

ويستهل المشنوق جولته بلقاء مع رئيس البلدية محمد السعودي واعضاء المجلس البلدي في مبنى البلدية. ثم ينتقل برفقتهم الى ميناء الصيادين والمرفأ التجاري الجديد. ثم يتفقد سير العمل في مشروع ازالة جبل النفايات وتأهيل منطقة المكب والمطمر والحاجز البحري والتي سيتم تحويلها الى حديقة ومنتزه. يزور بعدها معمل معالجة جبل النفايات المنزلية الصلبة في سينيق ومحطة تكرير المياه المبتذلة المجاورة له.

وعشية زيارة وزير البيئة، صدر تقرير بيئي بحري اعدته بلدية صيدا بالتعاون مع شركة متخصصة وحصلت «المستقبل» على نسخة منه، يشير الى ان كاسر الموج الذي انشئ في محيط المكب ساهم بشكل كبير في اعادة تكون الشعب المرجانية وعودة تكاثر انواع من الأسماك وبالتالي عودة الحياة البحرية الى تلك المنطقة التي كان التلوث البيئي قد قضى عليها.

وجاء في التقرير: «في سبيل اجراء مسح للتنوع البيولوجي في محيط كاسر الأمواج ، قام غطاسان من شركة الحلول البيئية الدائمة بتصوير كامل المنطقة الممتدة على طول الحائط الجديد. واظهر التصوير البحري نمو عدة انواع من السمك (مثل المواسطة والسراغيس) والطحالب البحرية. كما اظهر المسح تواجد السمك داخل فراغات الأحجار واستعمالها كمأوى للحماية والتكاثر ما يدل على التأثير الايجابي لكاسر الأمواج على الحياة البحرية في المنطقة. وتشير الصور الى ان الكاسر البحري يلعب دور الشعب المرجانية coral reef ويساعد في تعزيز الثروة السمكية والنباتية وفي تخفيف التلوث الناتج عن مكب النفايات خلال فترة معالجته. اما من الناحية الاقتصادية والاجتماعية فقد أبدى الصيادون سعادتهم لعودة الحياة البحرية للمنطقة ما سيساهم في إنعاش مهنتهم من جديد.

واضاف التقرير: ان هذا المسح يشير الى ان كاسر الأمواج سيلعب دورا مهما في المستقبل من خلال تعزيز الحياة البحرية وإنعاش الثروة السمكية والنباتية كما حصل في حالات مماثلة في البحرين وهونغ كونغ. وتعتبر مشكلة النفايات من اكبر التحديات التي تواجه كافة المناطق اللبنانية وخصوصا مدينة صيدا التي كانت تعاني من امتداد مكب النفايات لديها والذي كان قد وصل حجمه الى متر مكعب وعلوه الى مترا.

وبحسب التقرير نفسه، فان تراكم النفايات في صيدا على مدى اكثر من ثلاثين عاما، أدى الى تفاقم المشاكل المتأتية عن سوء إدارة النفايات مثل تفشي الأمراض ونشوب الحرائق وإنتاج الروائح الكريهة وتلوث مياه البحر من خلال عصارة النفايات التي تحتوي على مواد مضرة للبيئة وبالتالي تدمير الحياة البحرية. لذلك، وفي العام ، بدا العمل لحل هذه المشكلة من خلال فرز النفايات ومعالجتها وطمر غير الصالحة منها لمعالجتها في مطمر صحي يقوم بإنشائه برنامج الامم المتحدة الإنمائي UNDP. كما تم بناء كاسر أمواج طوله متر امام المطمر للمساهمة في نمو شعب مرجانية تساهم في ازدهار الحياة البحرية.