×

لبنان بمنأى عن السحابة البركانية حتى الآن.. وتأثيرها الصحي محدود

التصنيف: صور جوية

2010-04-20  10:32 ص  1893

 

كدت المعطيات المتوافرة في مصلحة الأرصاد الجوية في مطار بيروت الدولي، حتى مساء أمس، أن خرائط الرياح الموجودة في الطبقات المتوسطة والمرتفعة في الجو تشير إلى أن اتجاه الرياح لا يزال جنوبيا - غربيا. واتجاه الرياح الجنوبي - الغربي يعني أنه يدفع بسحابة الرماد البركاني، التي تشغل العالم، وبالتحديد أوروبا، حالياً، وتتسبب بخسائر تصل إلى 150 مليون يورو يومياً على شركات النقل الجوي، نحو الشمال الشرقي، وفق ما يؤكد رئيس المصلحة مارك وهيبي لـ«السفير». ويلفت وهيبي إلى أن معطيات الخرائط المسائية تغطي الفترة الممتدة من مساء أمس ولغاية مساء اليوم، على أن يتم تحديثها مع مضي ساعات اليوم.
والاتجاه الشمالي الشرقي للرياح يشير إلى أن السحابة البركانية تتجه نحو روسيا عبر أذربيجان وجورجيا وأرمينيا، وبالتالي، سنكون في لبنان ومنطقة الحوض الشرقي للبحر المتوسط، بمنأى عن تأثيراتها البيئية والصحية.
أما في حال تغيُّر المعطيات المناخية واتجاه الرياح، فتشير التأثيرات المتوقعة، بناء على التجربة الأوروبية خلال الأيام الماضية التي شهدت تكثّفاً وتركيزاً للسحابة، إلى أنه لم يكن هناك داع، وفق منظمة الصحة العالمية ووزارات الصحة في الإتحاد الأوروبي، إلى إعلان حال طوارئ صحية. وقد تسببت أضرار السحابة، حتى الآن، بخسائر على شركات الطيران والمطارات، تفوق تأثير أحداث 11 أيلول نفسها.
ويبقى محتوى سحابة الرماد البركاني وتحاليل مكوناتها رهناً بنتائج الأبحاث التي ستجرى عليها، مع إيفاد ألمانيا لطائرة إلى أجوائها، مساء أمس، مزودة بالمعدات اللازمة للبحث، ويتوقع أن تخرج الرحلة بمعطيات تحدد الآثار البيئية والصحية للغيمة.
مطار بيروت
على مستوى حركة مطار بيروت الدولي، يؤكد وزير الأشغال العامة والنقل غازي العريضي لـ«السفير» أن «حركة المطار اعتيادية في ما يخص الرحلات في المنطقة، فنحن لا نسير رحلات فقط إلى المطارات الأوروبية المقفلة»، مشيراً إلى أن «الوزارة تتابع الوضع بشكل يومي لتبني على التطورات ما يلزم».
ويلفت الوزير العريضي إلى وقوع خسائر في لبنان و«لكنها محمولة مقارنة بما يحدث في أوروبا، وسنتجاوزها».
من جهته، وفي حديث لـ«السفير»، يستبعد المدير العام للطيران المدني حمدي شوق «وصول السحابة البركانية إلى لبنان، وذلك استناداً للمعطيات المناخية»، لافتاً إلى أن مطار بيروت مستمر في تسيير رحلات إلى كل المطارات المفتوحة في العالم.
في المقابل، يرفض رئيس مجلس إدارة «طيران الشرق الأوسط» محمد الحوت، في اتصال مع «السفير»، الحديث عن حجم خسائر الشركة، «لأننا شركة وطنية وينصب همنا الآن على تأمين الناس، وسنتحدث بالخسائر لاحقاً».
ولتأمين زبائنها، وحل مشكلة المواطنين العالقين، تسيّر «الميدل إيست»، ووفق مديرة العلاقات العامة في الشركة ريما مكاوي، رحلة يومية ابتداء من صباح اليوم إلى مدينة نيس في الجنوب الفرنسي، «طالما أن مطاري شارل ديغول وأورلي في باريس مقفلان».
في المقابل، ألغت «الميدل إيست» اليوم، وفق مكاوي، رحلتين إلى باريس ورحلة إلى كل من لندن وجنيف وفرانكفورت.
وعلى مستوى خطوط شركات الطيران الأخرى، ألغيت رحلة «الماليف» إلى بودابست، والرحلة التشيكية و«اللوفت هانزا» إلى فرانكفورت، و«الطيران الفرنسي» إلى باريس.
التأثيرات الصحية
على خط مواز لحركة المطار والمعطيات المناخية، يؤكد وزير الصحة محمد جواد خليفة لـ«السفير» أن الوزارة تتابع عن كثب الآثار الصحية المتوقعة لسحابة الرماد البركاني، مشيراً إلى أن «منظمة الصحة العالمية»، كما الدول الأوروبية، لم تتحدث عن وضع صحي طارئ أو استثنائي، ولا عن إعلان حالة طوارئ صحية في أوروبا التي تمر السحابة فوق بعض بلدانها. وبالتالي، لا ضرورة للهلع أو الخوف. ويلفت الوزير خليفة إلى أن «لا معطيات حتى الساعة تفيد بأن لبنان سيتأثر بالسحابة».
ويؤكد الطبيب الاختصاصي بالربو والأمراض الصدرية الدكتور سلمان مروة لـ«السفير» أن تأثير السحابة، وفقاً للارتفاع الذي تعبر به، يبقى ضئيلاً ومحدوداً، مشيراً إلى أنها «إذا وصلت إلى الأجواء اللبنانية، قد تؤثر بشكل خفيف على الأشخاص الذين يعانون من الربو والأمراض الصدرية والتنفسية الأخرى». ويؤكد دكتور مروة أنه «لا داعي للهلع وليس هناك وضع صحي استثنائي خطير».
تبعات زراعية؟
يؤكد رئيس «مصلحة الأبحاث الزراعية» في تل عمارة الدكتور ميشال إفرام أن لبنان يقع حالياً تحت تأثير رياح آتية من مصر والجزيرة العربية، وبالتالي يتأثر بطقس دافئ وجاف. ويتغير طقس لبنان، وفق إفرام، يوم غد الأربعاء فيصبح متقلباً مع أمطار متفرقة، ولكنه ليس مرتبطاً بوضع السحابة البركانية.
ويشير إفرام إلى أن السحابة مكونة من جزيئات من «الكوارتز»، أي رملية بركانية ناتجة عن انصهار الصخور، بالإضافة إلى «السيليكات»، وهو من مكونات الحمم البركانية، وجزيئات من «ميليغرانيت» وهي أيضا من الصخور. المهم أن تفجر البركان على درجة حرارة مرتفعة جداً (تتراوح ما بين ألف وألف ومئتي درجة مئوية) يحوّل الحمم إلى بخار مباشرة، من دون المرور بمرحلة الماء السائل، ما يؤدي إلى تشكل الغيوم المشبعة بالغبار. ويؤكد أن «الخطورة ليست عالية في حال وصلت السحابة إلى لبنان، لأنها لم تتسبب بأضرار زراعية أو صحية في أوروبا».
ويستبعد إفرام تأثر القطاع الزراعي في حال وصول السحابة إلى لبنان، «لأنها إذا وصلت إلى مستوى الأرض كغبار، فإنها ستكون خفيفة بسبب بعدنا الجغرافي عن آيسلند (حوالي ثمانية آلاف كيلومتر). وبالتالي، لن تغطي النبات بطريقة تحجب عنه الشمس فتقتله، كما أنها لا تحتوي على مواد كبريتية أو كيميائية فتسممه إذا هطلت عليه مع الأمطار». ويوضح إفرام أن اللبنانيين عموماً يغسلون الخضار والفواكه جيداً قبل تناولها، وسيفعلون ذلك طبعاً مع وجود الغبار عليها.
ويحدد مصدر في المجلس الوطني للبحوث العلمية، في اتصال مع «السفير»، مستويين لتأثير السحابة البركانية في حال وصولها إلى لبنان: يتلخص الأول بحركة الملاحة الجوية، وذلك يتعلق بالوضع الذي تصل عليه، لجهة نسبة الكثافة ومستوى الارتفاع الجوي، فيما يتركز الثاني على الأثر الصحي كونها ستصل أكثر انخفاضاً مما هي عليه في أوروبا، ما يؤثر على مرضى الربو والأمراض الصدرية والتنفسية.
ويستبعد مصدر المجلس أن تتأثر الأمطار في لبنان بالسحابة، كونها تعبر على ارتفاع يفوق ارتفاع الغيوم التي تمطر في لبنان في هذا الوقت الربيعي من السنة. ويتراوح ارتفاع الغيم الماطر حالياً ما بين خمسمئة متر وثلاثة آلاف متر.
ما هو الرماد البركاني؟
يتألف الرماد البركاني، وفقاً لما أوردته «منظمة الصحة العالمية» على موقعها الإلكتروني، من جزيئات دقيقة لصخور بركانية متشظية. وهذه الجزيئات قد تؤثر على الصحة في حال احتوائها على جزيئات أصغر من مقياس عشرة ميكرو، مما يمكنّها من الوصول إلى الشُعب الهوائية التنفسية الضيقة.
وتقدر التحاليل المتقدمة للرماد البركاني أن نسبة 25 في المئة من الجزيئات هي أصغر من عشرة ميكرو. ولذا، فإن الأشخاص الذين يعانون من أمراض تنفسية مزمنة كالربو والانتفاخ الرئوي والالتهاب الشُعبي (البرونشيت) قد يكونون أكثر حساسية وتحسساً إذا حلّ الرماد البركاني على مستوى جوي منخفض مع كثافة مركزة عالية.
وطالما يبقى الرماد البركاني في الأجواء المرتفعة، فهو لن يزيد من العوارض الصحية، ولن يتسبب بخطر على الصحة. أما إذا وصل إلى المستوى الأرضي بفعل الحركة العمودية للكتلة الهوائية، فهناك خطر زيادة العوارض التنفسية، ولكنه تأثير يبقى ضئيلاً، ومسيطرا عليه، ولا يعتبر حدثاً استثنائياً. ويمكن للأمطار أن تغسل أو تنقي الرماد البركاني من دون التسبب بخطر صحي.
ويمكن للرماد البركاني أن يصل إلى دول أوروبية إضافية، وقد يدوم تفجر البركان لأيام أو أسابيع أو أكثر، ومع ذلك، فإنه لم يتم رصد أي زيادة في مستوى تلوث الهواء في الأجواء الأوروبية، لغاية مساء الجمعة الماضي.
 

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا