×

اقتحمت منزل جارتها ...و بدأ العراك

التصنيف: المرأة

2014-09-03  06:44 م  578

 

رغم تطور نمط الحياة في لبنان والعالم وتقلص العلاقات الاجتماعية بحيث لم يعد الزوجان يجدان متسعاً من الوقت للتعرف بجيرانهم والقيام بزيارات متبادلة، لكن يمكن ان تنشأ خلافات بسيطة تتطور إلى عراك بالأيدي وحتى لاطلاق نار، وتالياً قد يقع المحظور .
إذا كنت على علاقة جيدة بجيرانك فأنت محظوظ، أما إذا كانت المشكلات سيدة الموقف فاحذر لأنك قد تكون معرضاً أكثر من غيرك لأمراض القلب.
فقد أشارت دراسة نشرت في مجلة Journal of Epidemiology and Community Health إلى أن نتائج تجارب أجراها باحثون من الولايات المتحدة ساعدت على اكتشاف وسيلة جديدة للوقاية من أمراض القلب، موضحة انه شارك فيها أكثر من 50 ألف متطوع أعمارهم تتخطى الـ 50 سنة وغالبيتهم من النساء المتزوجات.
وقد طلب من كل متطوع قبل بداية الاختبار أن يعطي صورة واقعية مفصلة عن جيرانه، بموجب مقياس من 7 درجات. بعد ذلك درس الباحثون بدقة نمط حياة كل متطوع وصحته خلال 4 سنوات. وركز الباحثون اهتمامهم على صحة القلب واحتمال ظهور أعراض أمراض القلب والأوعية الدموية.
وبعد انتهاء الاختبار، اكتشف الباحثون أن المتطوعين الذين لم يشكوا من مشاكل مع جيرانهم كانوا أقل إصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 67 %، مقارنة بالذين لهم مشاكل مع جيرانهم في السكن.
ما هي المشكلات بين الجيران في لبنان؟
قد تكون الدعاوى المقدمة في المحاكم في ما يتعلق بالمشكلات بين الجيران جزائية أو مدنية، كما يوضح المحامي رشيد جلخ لـ"النهار"، ويشير إلى أنه ما من احصاءات دقيقة تبين نسبة هذه الدعاوى .
ويلفت جلخ إلى ان نسبة المشكلات بين الجيران قد تكون مرتفعة أكثر في الأحياء المكتظة من الأحياء الراقية. ومن بين هذه المشكلات أفضلية على موقف سيارة أو تحرش جنسي أو مشاكل مادية من بينها التخلف عن دفع مستحقات لجان الأبنية.
عراك بين جارتين أوصلهما إلى المحاكم
بدأت قصة (ل.س) منذ 4 سنوات، وهي تروي لـ"النهار" أنها تقدمت بشكوى ضد جارتها بعد تلاسن تطور إلى عراك بالأيدي .
وقالت :" إن المشكلة بدأت بقسطل مياه انفجر في حائط المبنى حيث تسكن، وانه لم يردْ أحد من السكان الدفع لتصليحه، وبعد تجاذب بين سكان المبنى علمت (ل.س) ان إحدى الجارات تتحدث عنها بالسوء وتتهمها بأنها المسؤولة عن كل ما يعانيه المبنى من اضرار، مشيرة إلى ان المبنى قديم ويعاني من مشكلات جمة.
فقررت ان تذهب وتتحدث مع جارتها لتستفسر منها لماذا تتحدث عنها "بالعاطل" لكنها لم تجدها بل وجدت ابنها واخبرته بما حصل، الا ان هذا الأمر لم يعجب الجارة .
ففي المساء اقتحمت الجارة ، بحسب، (ل.س) ، منزلها وكسرت الباب الخارجي لشقتها وبدأ الشجار بينهما بالسباب والشتائم ليتحول عراكاً بالأيدي سبب لها كسرا في اليد، كما تقول.
فتقدمت (ل.س) بشكوى ضد جارتها وبدأت جلسات المحاكمة الطويلة .
وأكدت (ل.س) انها ستربح الدعوى لأنها كانت الضحية في كل ما حصل، لافتة الى انها منذ 4 سنوات لا تتعاطى ابدا مع جارتها ولا تراها الا في قاعة المحكمة.
اللبنانيون... والفوضى النفسية
يرى المعالج النفسي الدكتور جمال حافظ ان الدراسة الأميركية هي على مستوى المجتمع الأميركي ولا تصلح على المجتمع اللبناني، ويضيف ان المواطن الأميركي يخشى من ان تنتقل مشاكله مع الجيران إلى القضاء وتالياً يشكل هذا الأمر ضغطا نفسيا عليه ما قد يسبب بانسداد في الشرايين.
ويقول حافظ لـ"النهار":" جزء كبير من الناس في لبنان يعيشون في فوضى نفسية وكل ما هو ممنوع مرغوب، واللبناني يعتبر ان منزله هو المكان الوحيد الذي يشعر فيه بالراحة النفسية، وهو يعاني من ضغوط اجتماعية واقتصادية وحتى سياسية وأمنية تولد له ضغوطات نفسية، وتالياً فإن أي مشكلة تنشأ مع الجيران قد تكون وسيلة للتنفيس عن هذا الضغط".
أسباب تبدل العلاقات بين الجيران في لبنان
من المتعارف عليه ان العلاقة بين الجيران في لبنان كانت وثيقة جدا ولاسيما في القرى حيث كان الجيران يشعرون بأنهم أهل وكانوا يتشاركون الأفراح والأتراح، ولكن مع مرور السنوات اختلفت الأمور.
وفي هذا الصدد، يوضح الدكتور حافظ أن تغير الوضع الديموغرافي ولا سيما الهجرة الداخلية اي انتقال الناس من القرية إلى المدينة في سبيل تحسين طريقة عيشهم وايجاد عمل لهم يُعتبر السبب الرئيسي لتبدل العلاقات بين الجيران، مضيفا ان كل شخص جلب معه ثقافته وعاداته وسكن إلى جانب أشخاص آخرين لديهم معتقدات مختلفة. ويلفت حافظ ان هذا الأمر ولد مشكلات بين الجيران وحتى تباعداً في ما بينهم.
بعض النصائح للمحافظة على علاقة ناجحة مع الجيران:
ـ عدم رمي النفايات بالقرب من باب منزل الجيران.
ـ عدم المباشرة بإصلاح ما فسد من إنشاءات داخل المنزل، من دون استئذان الجيران، ولا سيما أن إصلاح ذلك يؤدي إلى صدور أصوات مزعجة وضجيج.
- مشاركة الجيران أفراحهم وأحزانهم وتقديم المساعدة لهم، في أي ظرف يمرون فيه.
ـ القاء التحية على الجيران في حال اللقاء بهم.
- عدم رفع صوت الموسيقى عاليا خصوصاً في الليل، كي لا يسبب ذلك إزعاجاً لهم أثناء نومهم.
- في حال تسبب أحد الجيران بإزعاجكم، بإمكانكم توجيه ملاحظة له بلطف حفاظاً على المودة والاحترام، وعدم اللجوء إلى الصراخ والانفعال المبالغ به، وتجنب استخدام الوسائط في حال حدوث أي مشكلة مع الجار.
- وأخيراً، احترام خصوصية الجيران والابتعاد عن التدخل في تفاصيل حياتهم.
"ابعد عن الشر وغنّيلو" وبذالك ستبتعدون عن أدوية الضغط والقلب، وحافظوا على علاقات جيدة بجيرانكم لأنه كما يقول المثل: "الجار قبل الدار".

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا