×

عن شقيقتي المغتربة التي عرّفتني على صيدا !!!!

التصنيف: المرأة

2014-09-06  11:28 ص  509

 

 
حنان نداف ـ صيدا

الساعة الخامسة عصرا بتوقيت بيروت .. في مطار رفيق الحريري الدولي كانت زحمة المسافرين لافتة في صالة المغادرة، حضرت لأودع شقيقتي بعدما امضت اجازتها في لبنان لنحو شهرين ،حرصت ان اسألها عن انطباعها عن البلد الذي تتركه في كل مرة لنحو ثلاث سنوات وتعود لتمضية اجازة لا بأس بها معنا .. اختي التي فاجأتني بتعلقها بأدق التفاصيل في لبنان لا سيما مدينتنا صيدا وحرصها على زيارة كل اماكنها التراثية ، لم تخف على وجهها ابتسامة صفراء كرد على سؤالي واختصرت اجابتها بكلمتين "كل شي هون لورا بكتير " ..

لم اكن انتظر اجابة شقيقتي لاعرف مدى التدهور الانساني والمعيشي والخدماتي الذي وصلنا اليه في هذا البلد هي التي حرصت طوال اجازتها على عدم مشاهدة اي من نشرات الاخبار وكانت تكتفي من الاخبار اليومية التي بات يتواردها حتى الاطفال في هذا البلد بعدما اصبحت الحوادث والتطورات فيه متتابعة ... من ازمتي انقطاع المياه والكهرباء التي عاشت تفاصيلها معنا الى الحوادث الامنية المتنقلة والتي لطالما افسدت مشاريع "الضهرات " عليها ...

الوضع لم يكن صادما بالنسبة اليها  هي التي امضت نحو عشرين سنة في بلد الاغتراب كانت تكتفي بالقول "ما هيدا لبنان شو مامنعرف " وكأن كل ما يجري اصبح سمة هذا البلد الصغير المحكوم بواقع اللاامن واللااستقرار وهذه المرة مع ميزات اضافية سلبية "options" لا رئيس للجمهورية ولا تأمين لابسط الخدمات المعيشية ولا حتى شهادات للطلاب ...

ولأن اختي بطبيعة الحال تعرف جيدا لبنان وان كل ما يجري اعتاده سكانه كانت صدمتي بانطباع طفليها التوأم (محمد وياسمين تسع سنوات ) اللذين استغربا انقطاع الكهرباء والمياه وكانا يرددان دوما بلكنتهما العربية المكسرة "بكندا ما في تقطع كهربا ومي " ومن ثم يجزمان "كندا احلى من لبنان " ... انقطاع الكهرباء والمياه كان سببا كافيا ليقررا ان "كندا احلى بكتير من لبنان "... وكنت لا اجهد كثيرا لاقنعهما العكس لانني لن اجد اسباب تساعدني على ذلك ...

على كورنيش صيدا وقبالة قلعتها البحرية المكان الاحب على قلب شقيقتي كانت "كزدورتنا "الشبه يومية تقريبا قبيل الغروب على وقع انغام اغنية "حلوة يا بلدي " .. هي تلتقط صور للقلعة وللصيادين يستهويها كثيرا مشهد المراكب الراسية في الميناء قبل ان تلح علي  للجلوس في مقهى ابو العبد وتقول " بشرفك خلينا نقعد شوي احلى محل بصيدا هون وبدي استغل كل دقيقة انا فيها هون " ... اهز برأسي واركن سيارتي وننزل للجلوس في المكان "الاحلى شي بصيدا "..

تستحق صيدا كل هذا الحب واكثر .. كل هذا الحنين المبرر في قلب ووجدان شقيقتي التي راكمت  ذكرياتها فيها .. هي لا يعنيها الواقع السياسي والمعيشي المهترىء و ما اذا الدولة امنت لنا ابسط حقوقنا ... وما اذا تم انتخاب رئيس للجمهورية ام لا بقدر ما يعنيها وجه لبنان الحضاري وبقدر ما تعنيها صيدا "التراث" وصيدا "التاريخ "..لا ترى الا الوجه المشرق للمدينة كما لكل لبنان ...

سافرت اختي محتفظة بهذا الوجه وحرصت على وضع صورة القلعة البحرية على بروفايل الواتس اب الخاص بها ..سافرت اختي مقتنعة بان احلى بلد في العالم يبقى لبنان بالرغم من كل الشوائب و"النوائب "التي تعتريه ، فيما تحيرني بأجابتها حين اسألها " عيشي هون على طول " وتقول لي " لا ما فيني عيش " !!!!!

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا