×

العام الدراسي بين هواجس التحركات النقابية وزيادة الأقساط في صيدا

التصنيف: Old Archive

2014-09-10  07:13 ص  535

 

ثريا حسن زعيتر

رغم الهواجس السياسية والأمنية ومشاكل «هيئة التنسيق النقابية»، العالقة ينطلق العام الدراسي في مدارس صيدا والجنوب بخطى ثابتة، يميّزها هذه المرة إصدار إفادات رسمية بدلاً من الشهادات، بعدما أُلغي مبدأ تصحيح المسابقات، وبالتالي المخاوف من بقاء الطلاب يتأرجحون بين سلسلة الرتب والرواتب والمجلس النيابي، فيما السعي ينصب على التسجيل بالمدارس الرسمية والجامعات وتفادي الوقوع تحت وطأة ارتفاع الأقساط لهذا العام...
لم يحل التأخّر بإصدار الإفادات الرسمية لطلاب الشهادة الرسمية من دون أن تحوّل المدارس الرسمية والخاصة إلى خلايا نحل للأهالي لتسجيل أولادهم، وسط شعور متناقض، فالبعض يسجل أولاده وهو غير مطمئن، خاصة في ظل الأوضاع الذي مرَّ بها الطلاب في العام الفائت من اضرابات وتشتت أفكارهم، وهم الضحية بين الأساتذة والحكومة، على الرغم من أنهم يدفعون اقساطهم على كامل وجه، والبعض الآخر يفوّض أمره إلى الله سبحانه وتعالى على قاعدة لكل ساعة حديث...
«لـواء صيدا والجنوب» واكب عملية التحضير لبدء العام الدراسي في عدد من المدارس الخاصة في منطقة صيدا وعاد بهذه الانطباعات...
الشريف: خطة مقاصدية موحّدة
{ نائب رئيس «جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية» في صيدا الدكتور حسن الشريف قال: «إن التوجّه لهذا العام أن يكون هناك توحيد مقاصدي في المدارس الأربع، ونحاول قدر الإمكان أن نوحّد المناهج والكتب والتوجيه، مع إعطاء خصوصية لكل مدرسة، ومحاولة ربط المدارس بعضها ببعض، رغم أن مدرسة عائشة أم المؤمنين هي للطبقة الفقيرة، و«مدرسة الدوحة» للطبقة المتوسطة إلا أن التدريب للمعلمين موحّد، وطريقتهم بالتعاطي مع الطلاب على حدٍ سواء يثمر عطاءً متوازياً في جميع المدارس، وطريقة انتقاء الأساتذة والمناهج والكتب والتدريب مشترك وعلى مستوى واحد، وسيكون هناك إشراف تربوي من نفس المجموعة للمدارس الأربعة (الابتدائي 3 والثانوي 1)».
وأضاف: «هناك توجيه من خلال مكتب للتوجيه الإجتماعي والنفسي في كل مدرسة للتعامل مع كافة الحالات الاجتماعية والنفسية، وهناك توجه لإعطاء حسم لكل متخرّجي مدرسة عائشة لمتابعة تحصيلهم العلمي، بعدما كانت تمنح المنح التعليمية والحسومات للمتفوّقين فقط، وذلك لزيادة المساعدة للطبقة الفقيرة في صيدا ومتابعة دراستها قدر الإمكان».
وتابع الشريف: «والتوجّه في «ثانوية المقاصد» الأم أن تكون لأبناء صيدا القريبين منها، وخاصة الطبقة المتوسطة، وسنعمل على معالجة الصعوبات المالية لدى البعض، بإعادة تحريك «صندوق دعم الطالب المقاصدي»، إذ نأخذ كل حالة وندرسها في حال لم يكن بمقدرة الأهل تغطية التكاليف، فهذا الصندوق بدعم من الجمعية والخيّرين في صيدا يغطي الفارق لهذه الفئات حتى لا يُشكل العائق المادي مشكلة أمام الصيداويين الذين يعانون من وضع مادي مزري، بينما هناك توجيهات لـ «ثانوية الحسام»، لضمان استمرارية تميّزها من خلال دعم المتميّزين من طلابها، وتدريب أساتذتها وإدارتها، وأيضاً من خلال دعم «صندوق دعم الطالب المقاصدي» في حال تطلّب الأمر».
وأشار إلى أن: «كل هذه التوجيهات قد بدأت بالتنفيذ من «صندوق دعم الطالب المقاصدي» الذي سوف يعمل هذه السنة، وأجرينا الاتصالات بعدد من الميسورين في صيدا الذين رحّبوا بالمساعدة، فالمساعدة لن تكون فقط من الجمعية، بل أيضاً من أهالي صيدا الذين يشعرون ويعيشون هذه الضائقة المادية».
وختم الشريف: «سنحاول على الأقل أن تكون بعض الأنشطة العامة مشتركة - بحسب المراحل التعليمية - للإطلالة على العالم الخارجي لتدريب المدراء، ليتمتعوا في جو تربوي واحد وثقافة واحدة، تخدم الطلاب، لأن المقاصد لجميع طلاب صيدا، ولتخريج طلاب متفوّقين، ودعم ومساعدة كافة الطلاب في المقاصد، حيث ارتفع عدد الطلاب لهذا العام إلى 3973 طالباً».
داود: الإفادات حالة شاذة
{ رئيس «مدرسة الفنون الإنجيلية» في صيدا الدكتور جان داود قال: «افتتحت المدرسة عامها الدراسي في الأول من شهر أيلول كعادتها كل عام، أما الجديد فهو الإفادات وأثرها على العملية التربوية في لبنان، لن ندخل في متاهات الملامة والاتهامات التي أخذت في المراحل الأخيرة الطابع السياسي وبامتياز حتى ليخال المرء أن الإفادات جزء أساسي من مشكلات الشرق الأوسط».
وأكد «أن القطاع التربوي تخطّى هذا «الاحراج» وذلك بآلية مشتركة ما بين المدارس والجامعات، بحيث تعطي الأولى إفادات مدرسية «صادقة»، وتفرض الجامعات امتحانات دخول تعكس مستواها الأكاديمي».
وقال: «تبقى مشكلة الآثار النفسية للإفادات على الطلاب والأهل والمدرّسين، كما هو معروف أن الإفادات خلقت خيبة أمل عند الطلاب المتفوّقين، وحالة فرح عند الطلاب المتأخّرين، وكذلك انعكس الشعور نفسه على الأهل، أمّا الأساتذة فلقد زادتهم الإفادات همّاّ على هم، وأخشى ما يمكن أن يواجهه الأساتذة، صعوبة إقناع المتعلمين بأن الإفادات حالة شاذة وليست قاعدة، وبالتالي لن تتكرر في المدى المنظور، لذلك عليهم اعداد أنفسهم لامتحانات رسمية».
وناشد داود: «وزارة التربية، أن تقوم بعملية إعلامية شاملة تتوجه من خلالها إلى الطلاب والأساتذة والأهل، بأن ما حصل لجهة منح الإفادات لن يتكرر أيّاً تكن الظروف. وأن مستوى التعليم في لبنان لن يتزعزع لأنه من الركائز التي يقوم عليها البنيان الوطني، والمحافظة على سمعة الشهادة اللبنانية في الخارج»، متوجّهاً إلى وسائل الإعلام «القيام بحملة توعية هادفة إلى الدفاع عن سمعة التربية اللبنانية والمستوى الأكاديمي المشهود له. وأن تبعد العملية التربوية عن المزايدات السياسية بحيث تبقى التربية أملاَ متوهجاً للأجيال القادمة مما يحمي مستقبل لبنان».
كزبر: أيعيد التاريخ نفسه؟!
{ مدير «مدارس الإيمان» في صيدا كامل عبد الكريم كزبر رأى أن «الأعباء الملقاة على عاتق التربويين اللبنانيين في ازدياد مضطرد، وهذا أمر خطير، فكيف إذا أضفنا إلى ذلك العبء الأمني والاقتصادي؟ ولعل أقسى الهموم التربوية مع إطلالة العام الجديد، يتمثل في إلغاء الشهادة الرسمية، مما يعيد إلى ذاكرتنا أن الحرب اللبنانية هي التي نجحت في تعطيل استحقاق الامتحانات الرسمية واستبدالها بإفادات نجاح لكل الطلاب، مما اضطر الكثير من الطلاب في تلك الفترة إلى الهجرة خارج وطنهم، وهذا ما يدعونا إلى التساؤل: تُرى هل يعيد التاريخ نفسه في لبنان؟!».
وأضاف: «قبل الإجابة بالنفي أو الإيجاب، نترك الوقائع تتحدث عما ستؤول إليه الأمور، ذلك أن مدارسنا لن ترضخ للواقع المرير الذي يمرّ به وطننا لبنان، وسيبقى أبناؤنا هم المستقبل المشرق، وسنستمر كتربويين نؤدي رسالتنا على أكمل وجه، وبناء على ذلك فقد بدأنا عامنا هذا بورش عمل لمهارات تربوية جديدة للقيادات التربوية في المدرسة، وخصصنا حصة دراسية اسبوعية لتدريب الطلاب على امتحانات الدخول إلى الجامعات، كما نعمل على تكثيف الدورات التدريبية للطلاب بهدف اكسابهم مهارات متنوّعة تزيد من ثقتهم بأنفسهم وتمكّنهم من اختيار التخصص الجامعي من خلال الارشاد والتوجيه... ولا بدّ من الإشارة إلى أهمية تكثيف الأنشطة التربوية داخل وخارج المدرسة، وإنشاء الأندية الطلابية سواء كانت ثقافية أم رياضية، من غير أن نغفل تطوير قسم انتاج تكنولوجيا التعليم الذي استطاع تصنيع التلفاز الذكي واعتماده في هذه السنة الدراسية، علماً أننا أتممنا مكننة منهاج الصف السابع بجهود داخلية وذلك كبداية لمكننة باقي الصفوف، كما تمكنّا من تطوير «نادي الروبوت» بتجهيزات وبرامج جديدة».
وختم كزبر «يبقى الهمّ الأكبر هو الطالب نفسه كيف يُمكن إعادة الثقة إليه ليثق هو بنفسه ووطنه... وحتى لا نقع وإياهم في هذا العام بمشكلة العام السابق نتساءل بإلحاح: هل ستحل عقدة سلسلة الرتب والرواتب؟ حتى نبعد عن طلابنا شبح الإفادات؟ سؤال نوجهه إلى المسؤولين برغبة متوسلين إليهم بإيجاد حل لهذه المشكلة التي باتت معضلة الهموم كلها، بهدف إعادة الثقة بالتربية والتعليم في لبنان مضرب المثل في ما سبق، وإذا سلّمنا في هذا العام أن الإفادات شر لا بدّ منه، فاننا نسأل الله أن يكون القادم خير لا بدّ منه».

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا